عاش الطفل خالد لحظات عصيبة بعدما اختطفته عصابة تضم أربعة أشخاص من بينهم جاره الذي كان الطفل يعتبره عمه, بعد أن تحول الجار إلي شيطان اعماه الطمع في المال والثراء السريع. حتي داس بقدميه علي أقرب الناس إليه وهو ابن جاره الصغير, الذي تربي علي يديه ولم يتجاوز العشر سنوات. أصبح الجار هو العقل المدبر لعملية الخطف, بعد اتفاقه مع ثلاثة آخرين علي خطف الطفل, حيث قام ممدوح باستدراجه بعد مداعبته واغرائه بالشيكولاتة والحلوي والتنزه في الملاهي داخل مدينة طهطا, وبالفعل ذهب معه الطفل مطمئنا وفرحا ولم يكن يدري أو يتخيل أن تلك مكيدة مدبرة لخطفه من أجل مساومة والده بعد علمهم بثرائه وانه لن يبخل بأي شيء مقابل حياة صغيره. اختطف ممدوح الصغير واحتجزه بمساعدة الآخرين داخل منطقة مهجورة بعيدا عن الكتلة السكنية, ثم قام بالاتصال بجاره والد الطفل وطالبه بمبلغ200 ألف جنيه فدية, مقابل اعادته لأسرته أو التخلص من الطفل في حال رفض والده دفع الفدية. كان هذا الاتصال بمثابة الطلقة النارية التي أصابت أحمد وأسرته في مقتل حيث لم تصدق أذناه أو يستوعب ذهنه, ان من يحدثه الآن ويطالبه بفدية ويساومه علي حياة صغيره, هو ممدوح جاره العزيز وصديق عمره, الذي كان يعتبره أخاه الشقيق الذي لم تلده أمه. فقد عاشا معا, أياما كثيرة علي الحلوة والمرة, ولم يبخل أحمد عليه بأي شيء, فقد كان له كما الأخ الأكبر, ولم تمر مناسبة سعيدة أو حزينة لم يقضياها معا.. لم يتخيل أحمد أن المتصل هو العقل المدبر لخطف فلذة كبده من أمام مدرسته, بالاشتراك مع ثلاثة آخرين لابتزازه ومساومته علي فدية200 ألف جنيه لاعادة الصغير إلي أحضانه وأحضان والدته, التي كادت تموت بحسرتها ومزق قلبها الألم واللوعة علي فراق طفلها الذي لم يجن شيئا يستحق عليه العقاب. بداية الواقعة تضمنتها سطور بلاغ تلقاه اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج من مزارع43 سنة من قرية بنجا, باختفاء ابنه خالد10 سنوات عقب عودته من المدرسة وقيام مجهولين بالاتصال به ومطالبته بدفع فدية200 ألف جنيه. وعلي الفور أمر بتشكيل فريق بحث قاده العميدان محمود العبودي والحسن عباس مدير ورئيس المباحث الجنائية لكشف غموض الواقعة, وتم رصد ومتابعة المكالمات بين المختطفين ووالد الطفل, الذي قام بمجاراتهم والموافقة علي طلباتهم بالتنسيق مع رجال المباحث, كما جري تحديد موعد للمقابلة ودفع الفدية وتسلم الطفل. وكشف تحريات العقيد عبدالفتاح الشحات رئيس فرع البحث للشمال والرائد عبدالرحمن عويس رئيس مباحث مركز طهطا, أن وراء الواقعة كلا من ممدوح40 سنة بائع متجول جار الطفل, وياسر20 سنة, وحازم21 سنة, وجمال22 سنة, من مركز المراغة. ونظرا لأن الجناة هددوا والد الطفل بعدم ابلاغ الشرطة وان يقوم بدفع المبلغ لهم في منطقة نائية سوف يحددونها كان رجال فريق البحث الجنائي يعملون في سرية تامة حفاظا علي روح الطفل وسلامته وبعد عمل تتبعات للاتصالات الواردة لوالد الطفل من الجناة, تم عمل الأكمنة وطوق أمني كبير حول مكان اختفاء الجناة والطفل شارك فيها رجال الشرطة السريون حتي لا ينكشف الأمر. وعقب تقنين الإجراءات تمكنت المباحث من ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الحادث بقصد ابتزاز والد الطفل, والحصول علي مبلغ200 ألف جنيه, لحل أزماتهم ومشكلاتهم المادية. أحيل المتهمون إلي النيابة وباشرت التحقيق معهم, فيما أعيد الطفل للأسرة سليما وسط فرحة عارمة من الأهل والأقارب والجيران. وقال والد الطفل: نحمد الله علي عودة خالد سالما, ولا نعرف لماذا فعل جارنا وأصدقاؤه الأشقياء هذه الجريمة لأنه لا توجد معهم أي خلافات سابقة وأضاف: لن انسي لحظة رؤيتي لطفلي عقب ضبط المتهمين وكان يبدو عليه الاجهاد بصورة واضحة.