الحمد لله قالها الشعب واضحة جلية مجلجلة نعم لدستور مصر الجديد نعم للاستقرار والعبور إلي أهداف ثورة25 يناير, نعم للعمل والبناء والتنمية, والنهوض باقتصاد مصر وعودة الحياة الطبيعية الآمنة المستقرة, واستعادة وضع مصر القوية الرائدة المعتمدة علي نفسها وعلي أبنائها من مختلف التيارات, الذين لا انتماء لهم سوي مصر العزيزة القوية المهابة. أعتقد انه آن الآوان ودقت ساعة العمل الوطني الجاد حتي نعوض ما فات, وكفانا عراكا وصياحا, تعالوا لنتكاتف كلنا من أجل هذا الوطن الذي يسعنا جميعا, تعالوا نعمل للمستقبل بدلا من أن نعيش أسري مصالحنا, وحتي لا نشد بلادنا إلي جبال الماضي المثقلة بالفساد والتخلف, مدوا الأيادي لهتك حجب ظلام الأنانية والصراع علي السلطة التي أعمتكم عن مصالح المصريين الغلابة الشرفاء, الذين وقفت أحوالهم, وأصبحوا جائعين, خائفين, غير آمنين علي يومهم, يجهلون غدهم ويخشون القادم الأسوأ. قال الناس نعم, لم تؤثر فيهم المليارات التي أنفقتها قنوات وأحزاب الإفك, وقوي الظلام الممولة بأقوات المصريين المنهوبة, والتي لو كان من أنفقوها يحبون هذا البلد ما وجهوها لهدم مستقبله ولخصصوها لإعالة الفقراء المتسولين المنتشرين في الشوارع وتحت الكباري, بدلا من اطلاق الشعارات الزائفة المحرضة علي العنف وإشعال الفتنة. لو أننا نحب مصر حقا, تعالوا نتناسي خلافات تلك الأيام السوداء, التي استباح فيها الخصوم شرف الديمقراطية, وانتهكوا طوال معركة الدستور عرض كل القيم الشريفة. وأعجب كل العجب من تلك القوي التي تؤكد استمرار النضال لإسقاط الدستور, الذي ارتضاه غالبية المصريين طريقا للغد, ومعبرا لتحقيق الأهداف التي ثرنا جميعا من أجلها. ولهم أقول إن الشعب الذي خرج ليقول نعم في مرحلتي الاستفتاء, لم يفعل ذلك لأن الرئيس أو الاخوان أو غيرهم من التيارات الاسلامية خيروهم كما يدعي البعض, بين الجنة والنار وإنما لأنهم يريدون أن يخرجوا من أسر هذه المرحلة التي لا هدف لها سوي القضاء علي مصر وهدم الوطن فوق رؤوس الجميع, ولأنهم كفروا بالشعارات الفارغة الجوفاء, التي راح زعماء الأحزاب الفضائية, المناضلون من فوق منابر التوك شو يطلقونها ويسممون بها الأفكار ليل نهار. لقد وجد الناس أن هذه الشعارات لا توفر لهم العمل أو قوت يومهم, وإنما تدفعهم لتعطيل الحياة وتخريب الأوطان, فخرجوا يقولون لا للشعارات الهدامة, ونعم للعمل والبناء, في ظل دستور يخطط للغد, ويعمل للمستقبل. لو أن من يعتقدون أنهم زعماء وقيادات وطنية يحبون مصر حقا لاعترفوا بإرادة المصريين, وانتهوا عن التشكيك في كل خطوة تدفعنا إلي الأمام, وأوقفوا هذا الصراع السياسي الذي أوصلنا إلي تلك الحالة من الضعف والهوان والتآكل في الاحتياطي النقدي, والوصول إلي شفا الافلاس. هيا نتعاون جميعا من أجل وطن يحتوي القاصي والداني, وطن يسعنا جميعا, وطن لا يفرق بين لون وجنس وفصيل, وطن فيه تصان الحقوق وترد فيه المظالم الي أهلها, وطن لا إقصاء فيه ولا تهميش. مصر في خطر, والقادم قد يكون أسوأ لو ظلت القوي المدنية تنتهج أسلوب العراك والتصادم في تعاملها مع قوي التيار الاسلامي, هذا الأسلوب لن يجر علينا سوي الخراب, في وقت تضعف فيه كل مقومات الدولة المصرية, التي لا تبالي بها كل تلك القوي الباحثة عن السلطة. لقد حانت ساعة العمل الوطني الجاد لضم الصفوف واستكمال مسيرة الثورة, وتعويض ما فاتنا, ولتحقيق ما يطمح إليه الناس من عدالة اجتماعية وعيش كريم. المرحلة الجديدة بعد الدستور تطالبنا جميعا وتقتضي منا أن نتخلي عن تلك الصور النمطية التي دأبت فضائيات الفتنة علي تأكيدها, وبثها في العقول, مثل( الإخواني الخائن) و( الليبرالي الشاذ) و( اليساري الكافر) و( السلفي الارهابي) و( القبطي العميل).... بعيدا عن تلك الصور النمطية لماذا لا يقبل بعضنا بعضا: إخواني ليبرالي يساري سلفي قبطي؟ لماذا لا تدوس أقدامنا جميعا علي( خائن شاذ كافر إرهابي عميل)؟ هيا معا نسقط الصور النمطية.. نغلق أبواب الكراهية والصراع, فالوطن منهك ويحتاج إلي فترة هدوء يستعيد فيها عافيته, والشعب متعب ويحتاج إلي هدنة يلتقط فيها أنفاسه, ادعو الجميع للتوقف عن الجدل السياسي والتفرغ في الفترة القادمة للعمل والبناء, واستعادة روح المحبة والود التي غابت بين أبناء الوطن الواحد, اللهم اجمع شملنا ووحد صفنا واخرج البغضاء من قلوبنا. رابط دائم :