عقد في نهاية الاسبوع الماضي المؤتمر الاول من نوعة بدبي لكشفت دراسة عالمية بأن ما يقارب من نصف مرضي السكري من النوع الثاني في منطقة الشرق الأوسط يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض القلب والشرايين. وقد كشفت الدراسة الاستقصائية التي أجرتها شركة برايتر للأبحاث في الفترة من ديسمبر2011 إلي فبراير2012 وذلك بتكليف من شركةMSD أن الأطباء ينصحون51% فقط من مرضي السكري من النوع الثاني بتناول دواء خافض للكولسترول علي الرغم من أن المبادئ التوجيهية التي أصدرها الاتحاد الدولي للسكري تنصح بوصف عقار خافض للكولسترول( إستاتين) لجميع مرضي السكري من النوع الثاني الذين تزيد أعمارهم عن40 عاما, أو الذين يعانون من أمراض شرايين القلب. جدير بالذكر أن99% من الأشخاص الذين ضمتهم عينة الدراسة من مرضي السكري من النوع الثاني, تزيد أعمارهم عن40 عاما. وصرح السيد سورين بو كريستيانسن, رئيس منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقياEEMEA بالشركة إن مرض السكري هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية, ومن الأمور الهامة ضرورة التوصل لأفضل طرق إدارة السكري والمضاعفات المرتبطة به, لتحسين حياة المرضي علي المدي الطويل, لذا يجب تنفيذ مبادرات التثقيف الصحي للأصحاء والمرضي للتوصل لفهم أفضل لمخاطر أمراض شرايين القلب. ومن جتنبه اكد د. رمزي مراد- العضو المنتدب للشركة إن السكري من الأمراض المنتشرة في مصر, حيث تشغل مصر المرتبة الثالثة عشر علي مستوي العالم من حيث معدلات انتشار المرض. في نفس الوقت تشير تقديرات الاتحاد العالمي للسكري بأن أكثر من65000 مصري يموتون كل عام نتيجة إصابتهم بالسكري ومضاعفاته. وإذا كنا نرغب فعليا في تقليل تلك الأرقام والإحصائيات الخطيرة, يجب علينا التعامل مع انخفاض مستوي الوعي بالسكري ومضاعفاته والمخاطر المصاحبة له. وأفاد اقل من ثلث العينة(32%) من عينة المرضي في الشرق الأوسط بأنهم نصحوا بتناول دواء خافض للكولسترول( إستاتين), بينما أشار19% من عينة الدراسة أنهم تناولوا هذا العقار خلال فترة إجراء الدراسة. وفي استطلاع مماثل أجري علي الانترنت في الهند في الفترة من ديسمبر2011 إلي فبراير2012, أشار أن60% من مرضي السكري من النوع الثاني أنه قد سبق لهم تلقي نصائح طبية لتناول الإستاتين, بينما صرح47% من العينة أنهم يتناولون هذا الدواء حاليا. وفي استطلاع آخر أجري في المكسيك خلال نفس الفترة, صرح60% من العينة بعدم توجيههم لأخذ الإستاتين, وأشار الثلث الباقي في العينة أنها تأخذ الدواء خلال فترة الدراسة وطبقا لنتائج الدراسة, فإن32% فقط من المرضي في الشرق الأوسط نصحوا بتناول الإستاتين, بينما يتناول19% فقط هذا العقار. واكد نضال فاخوري, العضو المنتدب للشركة إن الحد من مخاطر أمراض شرايين القلب من أهم أولويات التي نأخذها في الاعتبار عند علاج مرضي السكري من النوع الثاني. وتوصي نتائج تلك الدراسة الاستقصائية بضرورة تحسين التواصل بين الأطباء والمرضي وزيادة الوعي العام بأمراض شرايين القلب وعلاقتها بالسكري. وإن التواصل الصحيح ورفع مستوي التوعية يتيح للمريض تلقي خطة العلاج التي تناسب حالته تماما. كما اشار بتواصل إطلاق حملات التوعية, لأننا ندرك تماما أن التواصل الإيجابي يمكننا إنقاذ المزيد من الأرواح وتغيير حياة المرضي للأفضل لانه من المعروف إن السكري يلقي بأعباء مالية جسيمة علي كل من الدولة والأفراد. ففي منطقة الشرق الأوسط وحدها, تنفق دول المنطقة14% من ميزانياتها الصحية علي علاج السكري ومضاعفاته أو ما يوازي5.5 مليار دولار علي المرض ومضاعفاته كل عام في نفس الإطار, تنفق الأسرة أكثر من25% من دخلها الشهري علي رعاية مريض السكري. وإن التعامل مع المخاطر الحقيقية للإصابة بأمراض شرايين القلب والتي يواجهها مريض السكري ستعمل بشكل كبير علي تخفيف الأعباء المالية التي تنتج عن المرض ومضاعفاته. ومن جانبه عرف الدكتور عمر الحلاق استاذ جراحة القلب بدبي ان الكولسترول مادة تشبه الدهون في الدم, وهي عبارة عن جزيئات البروتين الدهني منخفض الكثافة, أو ما يطلق عليهLDL, تحمل الجزء الأكبر من الكولسترول في الدم, وحين ترتفع نسبة الكولسترول منخفض الكثافة أكثر من اللازم في الدم, فإنه يتراكم في الشرايين, ويمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. أما الكولسترول الدهني العالي الكثافةHDL أو ما يسمي ب الكولسترول الصحي, فإنه يحمل الكولسترول الضار بعيدا عن جدران الشرايين, وكثرة هذا النوع في الدم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. ومن الخطوات اللازمة لإدارة الكولسترول في الجسم, تغيير نمط الحياة( مثل اختيار الأطعمة الصحية). واضاف ان السكري من الأمراض المزمنة التي يعاني منها366 مليون مريض حول العالم(90% منهم علي الأقل يعانون من النوع الثاني لهذا المرض). ومع حلول عام2030, من المتوقع أن يقفز عدد المصابين بالمرض552 مليون مريض. يعد السكري السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب والجلطات. وطبقا لبيانات المركز الأمريكي لأمراض القلب, فغن مريض السكري يصاب بأمراض شرايين القلب بمعدل مرتين لأربع مرات أكثر من غير المصابين بالمرض. ويمكن أن يسهم مريض السكري في خفض مخاطر إصابته بأمراض شرايين القلب والجلطات من خلال المحافظة علي مستوي السكر في الدم, ضغط الدم ومستويات الكولسترول.