في أثناء فترة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في شهر أكتوبر الماضي اتهم معارضو الرئيس هوجو شافيز باستغلال مرضه بالسرطان من أجل حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات في الانتخابات. والتي أكد خلالها قدرته علي هزيمة المرض ولكن سرعان ما تدهورت حالته الصحية مما يلقي بظلال من الشك علي مستقبل مشروعه اشتراكية القرن الحادي والعشرين الذي أكسبه شعبية كبيرة بين الفقراء, والذي أغضب معارضيه الذين يزعمون انه تحول إلي ديكتاتور. وقبل شهر علي أداء شافيز البالغ من العمر58 عاما القسم الدستوري في10 يناير المقبل ليظل في سدة الحكم لفترة ولاية ثالثة لفنزويلا التي تستحوذ علي أكبر احتياطي نفطي في العالم, وهو يشغل منصب الرئيس فيها لمدة14 عاما, عاد السرطان ليهاجم جسده وبعد اكتشاف بعض الخلايا الخبيثة الجديدة التي لم يتم تحديد نوعها يخضع علي أثرها للعلاج في كوبا, وأكد مسئولون ان عملية شفائه ستكون طويلة ومعقدة, ورأي انه قد لا يكون قادرا علي إنهاء فترة ولايته الجديدة ومدتها ست سنوات, ولذلك رشح نيكولاس مادورو وزير خارجيته ورئيس اتحاد العمال السابق ورفيقه منذ عشرين عاما ليكون نائبا له ويري المحللون انه يمثل الجناح الأكثر أيديولوجية في الحزب الاشتراكي الموحد, كما يوجد في الحزب العديد من الشخصيات التي ستنافس مادورو مثل آرديو سدادو كابللو49 عاما رئيس الجمعية الوطنية السيادية وهو فصيل أكثر واقعية, ويعتقد المحللون أن كابللو الذي لديه علاقات وثيقة مع الجيش ورجال الاعمال, سيكون المنافس المحتمل لمادورو كمرشح الحزب الاشتراكي الموحد في حالة اجراء الانتخابات الرئاسية. وتساءلت مجلة تايم الأمريكية عن مصير الحزب الاشتراكي لفنزويلا الموحد بعد شافيز, وهل يستطيع أن ينجو من الموت السياسي الحزب الذي دعا إلي تأسيسه في ديسمبر عام2006 ليكون لدي القوي الثورية أداة سياسية للبدء بعملية التحول نحو الاشتراكية, وانضم لعضويته5,5 مليون فنزويلي في حينها, كما تساءلت عن مدي امكانية مادورو ببقاء الحزب في سدة الحكم وفي القصر الرئاسي ميرافلو ريس كما كان شافيز. وقالت لا مادورو ولاكابللو المقرب من الجيش سيتمكنان من الاقتراب من الكاريزما الشعبية من القائد تشافيز الذي سطع علي الساحة في عام1992 عندما قاد انقلابا فاشلا وان كان دمويا ضد حارس فنزويلا القديمة كارلوس أندريس بيريز قبل الفوز بالرئاسة في عام1998. ويري محللون أن ارتفاع أسعار البترول في العقد الماضي ساعد شافيز في برامج مكافحة الفقر, ولكن ثورته البوليفارية استشري بها الفساد إضافة إلي احتلال أمريكا الجنوبية مراكز متقدمة في معدلات الجريمة, ومعدلات التضخم في العالم الناتج عن سوء إدارة الاقتصاد. وساعدت كل هذه المقدمات علي خفض حصة شافيز في الانتخابات الرئاسية من ما يقرب من65% في عام2006 إلي55% هذا العام, مما سيقلل من فرص الاشتراكية في البقاء في الفترات المقبلة, ولكن السؤال الأهم هو ما إذا كان معارضة شافيز التي كانت عاجزة في الماضي, علي استعداد لاستغلال الفراغ السياسي الذي سيأتي يوما ما. وفي جميع الحالات فإن شافيز لن يستطيع ان يفي بوعده من تحقيق اشتراكية القرن الحادي والعشرين. وأوضحت ان هذه الانتكاسة كانت بمثابة ضربة لهذا الحزب, ولكنها أيضا اتاحت الفرصة لحلفائه لإثبات أن ثورتهم هي أكثر من مجرد زعيم واحد مطلق وأنه يمكن علي الأقل هزيمة الموت السياسي.