ذكرت لجان التنسيق السورية- حسبما أوضحت قناة( العربية) الفضائية- ان قتلي أعمال العنف أمس ارتفع إلي85 شخصا في عموم سوريا. كما أعلن الجيش السوري الحر سيطرته علي حاجز رانكوس العسكري قرب الحدود اللبنانية. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أمس أن هذا الحاجز هو أول حاجز يسيطر عليه الجيش الحر قرب الحدود اللبنانية حيث إن هذا الحاجز يربط سوريا ببلدة طفيل اللبنانية التي تقع داخل الاراضي السورية. ومن جانبه بث المركز الاعلامي في القلمون بريف دمشق صورا لأفراد من الجيش السوري الحر في المركز الحدودي الذي يقع في رانكوس غرب العاصمة دمشق. جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا أمس إن الصراع أصبح مقسما علي أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة علي نحو متزايد في مواجهة الأغلبية السنية مع وجود مقاتلين أجانب يساعدون طرفي الصراع. وأصدرت اللجنة التابعة للأمم المتحدة تقريرا مؤقتا يستعرض نتائجها استنادا إلي مقابلات أجرتها مع1200 شاهد وضحية. وستنشر اللجنة تقريرا نهائيا في مارس ووصف الدبلوماسي البرازيلي باولو بينيرو رئيس اللجنة عند تقديم التقرير تطور الصراع. وقال تصف المستجدات الطبيعة الطائفية المتزايدة للصراع وهو أمر أشرنا إلينه في تقارير سابقة لكنه الآن أكثر وضوحا وتأكيدا بكثير حيث تهاجم القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها مدنيين من السنة وهناك تقارير بمهاجمة جماعات مسلحة مناهضة للحكومة لعلويين وأقليات أخري مؤيدة للحكومة مثل المسيحيين والأرمن والأرثوذكس والدروز. وأضاف أن الصراع يؤثر الآن علي كل الأقليات في سوريا. وقال حوصرت بعض جماعات الأقلية بما في ذلك المسيحيون والأكراد والتركمان في الصراع وهذا أمر جديد وتطور جديد طرأ خلال الشهر الماضي وأجبرت هذه الجماعات في بعض الحالات علي حمل السلاح للدفاع عن نفسها أو الانحياز إلي أي من الطرفين في الصراع. وأشار التقرير إلي أن الصراع يزداد عنفا واستهانة بحقوق الإنسان. وأضاف أن القوات الحكومية السورية زادت من استخدامها للقصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات وقال إن هناك أدلة تشير الي أن هذه الهجمات غير متناسبة مع طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف. وقال محققو الأممالمتحدة في تقريرهم عما توصلوا اليه بعد أحدث المقابلات التي أجروها في المنطقة إن أغلب المقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلي سوريا للانضمام لمجموعات المعارضين أو القتال بشكل مستقل في صفهم من السنة من دول أخري في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان أي حل للصراع في سوريا يجب ان يضمن عدم حدوث تبادل للأدوار بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي المعارضة والا يستمر القتال بينهما الي ما لا نهاية. وفي أول تصريحات مباشرة له تشير فيما يبدو الي امكانية رحيل الاسد قال بوتين انه لا يعتقد ان اي حل عسكري سيدوم. وتابع في مؤتمره الصحفي السنوي لسنا منشغلين بمصير نظام الأسد. نفهم ما يجري هناك وان الاسرة( اسرة الاسد) تحكم منذ40 عاما. نحن قلقون بشأن أمر مختلف هو ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا نريد أن تبدأ المعارضة الحالية- بعد أن تتحول الي سلطة- في قتال من هم في السلطة حاليا...وأن يستمر هذا الي ما لا نهاية. وعلي صعيد متصل, اقترحت إيران تشكيل حكومة انتقالية يرأسها الرئيس السوري, وذلك تمهيدا لاجراء انتخابات رئاسية. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان قوله ان الاقتراح يتضمن برلمانا ينتخبه الشعب السوري قبل ان تشكل حكومة انتقالية علي اساس المقاعد التي يحصل عليها كل حزب أو مجموعة تفوز في الانتخابات البرلمانية.