أعتقد أنه بعد أن ظهرت مؤشرات نتائج المرحلة الأولي من الاستفتاء علي مشروع الدستور, أنه لابد أن تعيد القوي السياسية المتناحرة مواقفها, وخاصة تلك القوي التي لم يعد لها هدف سوي الإبقاء علي الوضع المؤسف الذي تشهده مصر, والذي لا يحقق أبدا ما كنا نتمناه لذلك الوطن, الذي لا يستحق أبدا هذا المصير, الذي تسوقه إليه تلك القوي غير الوطنية. لم تكتف تلك القوي بحالة الحرب والعراك ومحاولات هدم الشرعية ووقف الحال, وشد عقارب الساعة إلي الوراء, كان عليهم بعد أن وافقت الأغلبية في المرحلة الأولي بنسبة58% علي مشروع الدستور وهو ما يشير إلي أن أغلبية المصريين ستكون مع الدستور الجديد أن يتقبلوا رغبة المصريين في الاستقرار والسير صوب تحقيق الأهداف, ولكن للأسف, نراهم يشككون في النتائج, ويجيشون الجيوش لمواجهة أعدائهم الإخوان اليهود الذين أصبحوا هم سبب كل شر وكل نقيصة في المجتمع, فهم من خان الثورة وهم من قتل الثوار, وهم الذين قتلوا المتظاهرين في موقعة الجمل وفي كل موقعة, وهم مصدر خراب مصر! للأسف تركت هذه القوي قضايا المصريين الغلابة البسطاء, وبدلا من أن تساعد الحكومة علي مواجهتها والتفكير فيها, راحت توجه جميع أسلحتها وقواها لهدم مصر, لا لشيء سوي لأن الإخوان المسلمين, عفوا الإخوان اليهود هم الذين يحكمون! فهل هذه قوي يمكن أن تكون وطنية, وهل هؤلاء يمكن أن يصدقهم الشعب, وينخدع بشعاراتهم الزائفة, ويستمع إلي طبلهم الأجوف؟ بالطبع لا وقد وضح ذلك جليا في نتيجة المرحلة الأولي للاستفتاء التي أكد فيها قطاع كبير من المصريين أنه مع الشرعية ضد الفوضي والغوغائية, رغم أن هذه القوي جيشت كل ما تستطيع من قوي مستعينة بالأبواق الإعلامية الفاسدة ولا تزال في تشويه صورة الإخوان المسلمين, وفي تصوير مشروع الدستور علي أنه الكارثة التي ستقع علي رأس المصريين جميعا. لقد حاولت تلك القوي أن تجعل الحق باطلا, وأن تعلي راية الباطل, وراحت قنواتهم الممولة بما نهبه الفلول من ثروات المصريين تصب السم في عقول وقلوب المصريين, وتصور مشروع الدستور والسير فيه بمثابة طريق الندامة والهلاك, وقد ارتدت سهامهم إلي نحورهم, وها هم يدفعون الأمور في بلادنا الطيبة إلي حرب أهلية بتصرفاتهم الرعناء, والتي لا تدل أبدا علي وجود أي حس وطني لديهم. انني أهيب بكل مصري حقيقي يحب هذا الوطن ألا ينخدع بخرافاتهم وأباطيلهم, وألا يصدق من كنا نعتقد أنهم مثقفون, ومن كنا نعتقد أنهم قادة رأي, فإذا بهم مجموعة من المنتفعين, مدعي الثقافة, ومضللي الرأي العام, كارهي أوطانهم, الذين عميت أبصارهم وران علي قلوبهم, فلم يروا سوي مصلحتهم الخاصة, وتناسوا مصلحة الوطن, لأنهم تربوا في مدارس أمن الدولة, والتي سميت كذبا بوسائل الإعلام من صحف ومحطات تليفزيونية وفضائيات. والمصيبة أنك تجد تأثير هؤلاء المخادعين من إعلاميي الفلول قد وصل إلي قطاعات كثيرة من الناس الطيبين البسطاء, الذين أقنعوهم أن التصويت ب لا فيه إنقاذ للثورة, وهو عقاب للإخوان, ونسي من يصدق ذلك أنه ينتقم من نفسه, وأن صوته سيتحول إلي حبل يخنق به نفسه, ويوقف حال بلده, وإلي من لا يزال في قلبه أو عقله شك في نية هؤلاء الساعين إلي خراب مصر مثقال ذرة من شك أقول: أفيقوا يرحمكم الله, ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة, ولا تضيعوا دينكم, ولا تستمعوا لبوم الإعلام وغربانه الناعقة, ولست في حاجة لأن أعددهم لكم, فهم كثر, وأنتم تعرفونهم بالاسم, يتاجرون بكم وبفقركم, وهم يحصلون علي الملايين من الجنيهات, ويحصل من يستضيفونه ليسمم أفكاركم في الفضائيات علي الأموال ليباعدوا بينكم وبين دينكم, ويجعلونكم تشترون دنياكم الفانية بأخراكم, يرحمكم الله, أفيقوا.