وصلتني رسالة من والد الشاب كريم محمد عبدالمنعم الذي طرحنا مأساة وفاته الأسبوع الماضي ضحية للإهمال بأحد المستشفيات الخاصة ليصحح خطأ ذكر في الموضوع حيث كتب اسم ابنه خطأ علي أثر خطأ مطبعي غير مقصود. يقول الحاج محمد عبدالمنعم محمد عيد في رسالته: ابني كريم 28 سنة حاصل علي بكالوريوس تربية رياضية جامعة الأزهر وحافظ للقرآن الكريم كان بالنسبة له الابن الأخ والسند في الحياة ولكن في يوم 4- 1- 2012 العاشرة صباحا بشارع التسعين بالقاهرة الجديدة عندما كان المرحوم ابني كريم يقود دراجته البخارية حيث يعمل سفري لتوصيل الطلبات للمنازل وصدمته سيارة نصف نقل وهربت ولم نعرف حتى الآن رقم السيارة أو اسم السائق الذي يقودها وترك ابني غارقا في دمه في الشارع حتى تدخل أهل الخير وقاموا بوضع ابني علي جانب للطريق واتصلوا بالإسعاف الخاصة بالمستشفي وتم نقله ولكن تركوا ابني علي النقالة في المستشفي لمدة أربع ساعات بدون تدخل جراحي وبدون أي إجراء من شأنه إيقاف النزيف بحجة عدم وجود أحد من أهله لدفع خمسة آلاف جنيه كعربون دخول لغرفة العمليات واشترطوا المبلغ مقدما حتى يتم فتح الحساب وإدخاله العمليات بدون مراعاة حقوق الإنسان وتم إبلاغي بالحادث فحضرت علي الفور وذهبت إلي المستشفي وأكدوا لي أن ابني لم يدخل العمليات إلا بعد دفع المبلغ تحت الحساب وكنت غير مستعد وتم التصرف في المبلغ من الأقارب والحاضرين معي وتم سداد المبلغ وأدخل ابني العمليات واستأجرت غرفة العناية المركزة وثمن اليوم الواحد في غرفة العناية ألف جنيه بالإضافة إلي العلاج الذي كنت أحضره علي نفقتي من الخارج ومعي فواتير للعلاج الذي تم إحضارها من صيدلية شهيرة خارج المستشفي بالقاهرة الجديدة واستقر نجلي في العناية المركزة لمدة 28 يوما وتم نقله إلي غرفة عادية في المستشفي بالأجر اليومي 200 جنيه لمدة أربعة أيام ثم أبلغني المستشفي أن حالة ابني مستقرة ولا يخشي عليه من شيء فتم اصطحابه إلي محل إقامته بالمنوفية وبعد مرور 22 يوما وجدت أن حالة ابني غير مستقرة وفاقد الاتزان والتركيز ووضح شبه ورم مكان الجراحة بالرأس فتم إبلاغ الطبيب المتابع لحالته الصحية الذي أكد لي ضرورة إحضاره إلي المستشفي مرة أخري وبعد إجراء الكشف الطبي عليه وإجراء أشعة مقطعية علي المخ قال الطبيب أن حالة ابني تتدهور لإصابته بميكروب بالمخ ولابد من إجراء عملية جراحية وتركيب صمام بالمخ وطلب مقابل العملية الجراحية 15000 جنيه كأجر المستشفي وتم شراء الصمام من صيدلية قصر العيني بمبلغ 4700 جنيه وتم إجراء الجراحة وتركيب الصمام وتم إيداعه غرفة العناية المركزة واستمر بها أربعة أيام كل يوم في العناية المركزة بألف جنيه وتدهورت حالته يوما بعد يوم في العناية المركزة وتم إجراء بعض التحاليل في معمل خارج المستشفي والذي أكد لي وجود ميكروب في المخ بعد إجراء 25 تحليلا كل تحليل بمبلغ 350 جنيها بالإضافة إلي تحاليل في معمل أخر خارجي لزيادة الاطمئنان فأكد لي وجود هذا الميكروب وكانت تعليمات الطبيب المختص المتابع لحالته أن لا يقوم بعمل غيار المريض إلا طبيب مخ وأعصاب بعد التعقيم إلا أنه المستشفي ضربت بهذا الكلام عرض الحائط وقامت ممرضة بالتغيير علي نجلي وبدون تعقيم وكانت تسحب ها من المخ وقامت بالتغيير أربع مرات وكانت الحالة تسوء يوما بعد يوم وكل ذلك يرجع إلي الإهمال وعدم العناية وعدم التعقيم ودخلت إلي ابني في العناية المركزة يوما فوجدت بها ذبابا فقمت بإحضار طبيب العناية المركزة فرد علي مش مشكلة وذهبت إلي مدير المستشفي الذي وهب معي إلي العناية المركزة وشاهد بنفسه الذباب وقال أنا هاعمل اللازم وبعد ثلاثة أيام وجدت تحت ورقة الإرشاد الخاصة بالمريض صرصارا فأحضرت دكتور العناية المركزة وحضرت ممرضة وأماتت الصرصار وتم إحضار مدير المستشفي وشاهد بنفسه الصرصار وتم تغيير العناية المركزة إلي أسفل بدلا من هذا المكان وتم تكديس المريض في العناية المركزة وقالوا لي أن ابني يحتاج إلي عملية تكديس بالمخ وقام الطبيب المختص بالمخ والأعصاب وطلب درنئة داخلية للمخ بخلاف الدرنئة الخارجية حتى يتم سحب الصديد الموجود بالمخ وأحضرت الدرنئة الداخلية بمبلغ 4000 جنيه وتم إجراء الجراحة بالمستشفي بمبلغ 4000 جنيه بخلاف العلاج وقال طبيب العناية المركزة إن نجلي كريم يحتاج عملية جراحية بالحلق وتم الاتفاق مع طبيب أنف وأذن وحنجرة لإجراء عملية الشق الحنجري واشترط الطبيب أن أجرة يديه 4000 جنيه بالإضافة إلي أجرة المستشفي والعناية المركزة وفقد نجلي الوعي تماما وكان لا يحس بشيء وكانت عيناه مفتوحتين ولا يرمش رغم الاتفاق علي ميعاد العملية الساعة 12 مساء وكان ابني جثة هامدة ودخل علي ابني طبيب التخدير وقال ان ابني عنده تشنجات وكان لا يستطيع التحرك وتم إجراء الجراحة لمدة ساعة وتم إدخال ابني العناية المركزة وفي يوم 20- 5- 2012 الساعة السادسة صباحا انتقل إلي رحمة الله تعالي وفي نفس هذا اليوم توفيت إلي رحمة الله حالات أربعه كانت موجودة مع ابني بالمستشفي وفي النهاية أتهم الإهمال في العناية المركزة ثم الإهمال بشكل عام في المستشفي. انتهت رسالة عم محمد لتبقي روح كريم قلقة حائرة انتظار للقصاص ممن قتلوه بسيف الإهمال الذي اعتاد عليه مسئولو هذا المستشفي الذين لم يكلفوا أنفسهم مجرد الرد علينا وكأننا نؤذن في مالطا أو أن من ماتوا ونشرنا حالاتهم علي مدي ثلاثة أسابيع ليست لأرواحهم قيمة!.