إن ما يحدث في مصر الآن من صراعات أيديولوجية, وصراع علي الكراسي تنطبق عليه حدوتة حمار جحا التي تقول: إن جحا كان يركب حمارا هو وابنه في يوم حار. فقال الناس: انظروا إلي هذا الرجل عديم الشفقة الذي يركب حمارا ضعيفا هو وابنه في يوم كهذا, فنزل جحا من علي الحمار وترك ابنه, فقال الناس: انظروا إلي الابن الجاحد الذي يركب ويترك والده الطاعن في السن, فأنزل جحا ابنه وركب هو الحمار, فلم يعجب الناس أيضا, فنزل جحا وابنه من علي الحمار ومشيا بجواره, فقال الناس: ألم يكن من الأفضل أن يترك الحمار في البيت بدلا من اصطحابه معه في يوم شديد الحرارة, فحمل جحا الحمار علي ظهره, فقال الناس: انظروا إلي هذا الرجل المجنون كيف يحمل الحمار, في حين أن الحمار خلق ليحملنا, فقام جحا وألقي الحمار في البحر من علي جسر كان يسير عليه. إن هذا المثل ينطبق علي مصر حاليا, خاصة بعد انتخاب الرئيس مرسي وتوليه مقاليد الحكم, حيث خاف أصحاب المصالح, خاصة القنوات الفضائية التي تخصصت في قلب الحقائق, وبدأت توجه الرأي العام إلي كل ما هو مخالف من مظاهرات يشارك فيها المعارضون وأصحاب المصالح, والذين يخافون من فتح ملفات الفساد, بجانب فلول الحزب الوطني الذين يحاربون من أجل البقاء مهما كان الثمن. وبرغم تراجع الرئيس عن العديد من القرارات التي اتخذها وعارضها القضاء والإعلاميون وبعض رموز المعارضة التي رفضت الجلوس للم الشمل والوفاق الوطني مع الرئيس للوصول إلي صيغة مشتركة لكي تسير البلاد في طريقها الصحيح, ووقف نزيف العنف الذي يجرنا إليه المخربون الذين يندسون داخل المظاهرات السلمية ليفجروا القلاقل, وتظهر مصر أمام العالم بأنها دولة تتجه نحو الحرب الأهلية, ويشاركهم في ذلك الإعلام برغم أن ذلك غير حقيقي, لأن مصر طوال تاريخها تواجه الفتن بالعقل, ولكي يتجنب الرئيس مرسي كل ما يهدف إليه حدوتة جحا عليه ألا يصدر أي قرار قبل دراسته بدقة شديدة من خلال الرأي العام من خلال طرح الفكرة في دراسة للرأي العام, وقياس ردود الأفعال عليها, ونسبة المؤيدين والرافضين, وعدم التراجع عن القرارات بعد ذلك, لأنها إضعاف لهيبة الرئاسة والدولة, ويتم طرح النتائج أمام الرأي العام ليكون مطلعا علي ما يحدث ومشاركا فيه, ولا يرضخ القرار لأصحاب الرأي المعارض, والأصوات العالية, والإعلام الذي لا يهمه غير إشعال النار. لابد من وضع خارطة طريق لخطط الحكومة لإصلاح الاقتصاد المصري الذي هو الركيزة الحقيقية لمصر ومحاسبة المسئول الذي لم يستطع أن ينفذ الخطة المنوط به تنفيذها, ولو وصل إلي إقالة الحكومة بكاملها وتشكيل حكومة أخري, وعدم وجود رؤية واضحة لخطة حكومة الدكتور هشام قنديل من أسباب الانتقادات التي توجه إليها من المؤيدين قبل المعارضين, وأن عمليات التخبط في اتخاذ القرارت كانت واضحة في قرار رفع الأسعار الذي أعلن عنه قبل موعد التنفيذ بعدة أشهر, وكأن من يوجد داخل الحكومة يعمل ضدها. ولابد من العمل بكل حزم في تطبيق القوانين علي الجميع, وبشفافية شديدة حتي تستقر الأمور في مصر, لأن ذلك سيقضي علي كل من تسول له نفسه أن يحلل خيراتها له بدون وجه حق, ونهب أموال هذا الشعب المسالم الذي يترك أمره لله.. فحافظ الله علي هذا الشعب ولم يتخل عنه أبدا, لأنه أكثر الشعوب تدينا في العالم. [email protected] رابط دائم :