خلال جولة سريعة علي بعض من لجان الاستفتاء أمس لم أجد علي لساني إلا كلمات قصيرة اعبر فيها عن مشاعري تجاه هذا العرس الديمقراطي بكل ماتعني الكملة من معان.. لم أملك إلا أن أقول شكرا لكل من قال لا وشكرا لكل من قال نعم أيضا فالكلمتان تؤديان بالتأكيد إلي معني واحد وهو ميلاد الديمقراطية الحقيقية علي أرض مصر ولأول مرة منذ آلاف السنين. وهو معني يؤكد أن ثورة25 يناير التي قادها أبناء مصر ضد القهر والظلم والاستبداد والديكتاتورية من ميدان التحرير قد بدأت تؤتي نتائجها. ومهما كانت نتيجة الاستفتاء التي ستعلن بعد انتهاء المرحلة الثانية يوم السبت المقبل فإنها ستكون وبلاشك في صالح الشعب المصري الذي خرج أمس وفي ذهنه قناعة جديدة طرأت عليه بعد الثورة وهي ان المشاركة في حد ذاتها واجب وطني لايجوز التفريط فيه وان المقاطعة جريمة لاتغتفر وتعني انتصارا لإرادة غير إرادة المواطن صاحب الدستور والمستفيد الأول والأخير منه. ان الحرص علي المشاركة الذي رأيته رؤية العين أو من خلال أجهزة الإعلام يعني ان عصر السلبية وغياب ثقافة الاستفتاء قد انتهي أو هو علي وشك الانتهاء وأن الشعب المصري مقبل علي سنوات يصنع فيها حاضره ومستقبل ابنائه بنفسه دون وصاية من حاكم سواء كان عادلا أو مستبدا وان زمان الرأي الواحد قد ولي أو أنه علي وشك الانتهاء بلا رجعة.