جاءت دعوة وزير الدفاع الفريق السيسي أمس للحوار الوطني بمشاركة كل الأطياف السياسية في المجتمع ليفتح طاقة نور في النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد جراء الازمة السياسية الراهنة التي تهدد استقرار البلاد ووحدتها ولعل اهمية هذه الدعوة يأتي من عدة زوايا في مقدمتها انها تأتي من رأس القوات المسلحة التي عادت بهذه الدعوة إلي الملعب السياسي استجابة لضرورات وطنية فرضتها خطورة الاحداث التي تمر بها البلاد, وحتمية ان يكون للقوات المسلحة دور وطني يعيد اللحمة للتماسك الاجتماعي, ويصل ما انقطع بين القوي المتصارعة حفاظا علي أمن المجتمع واستقراره, وقد كان بيان القوات المسلحة الصادر قبل ايام واضحا وحاسما في هذا الشأن حيث أكد حتمية الحوار باعتبار انه لابديل عنه في التعاطي مع الخلافات السياسية, وان الجيش لن يسمح بتحول هذا الخلاف إلي صدام, ومن هذه الأرضية, وانطلاقا من تلك الثوابت افهم دعوة الفريق السيسي لهذا الحوار الذي يسير بالتوازي مع الحوار المتواصل الذي تقوم به الرئاسة مع بعض الرموز الوطنية. ورغم أهمية توقيت الدعوة للحوار التي تجئ قبل72 ساعة من موعد الاستفتاء فإن الغموض الذي صاحبها امس والجدل حول التنسيق بشأنها مع الرئاسة وعدم وضوح اجندة هذا الحوار وهل يمكن طرح امكانية تأجيل الاستفتاء باعتبارها المشكلة الرئيسية أم لا؟ يضفي بظلال أو غموض حول فرص نجاحه, ولكن في كل الاحوال فان الحوار في حد ذاته فضيلة افتقدناها طوال الفترة الماضية وكان غيابه سببا رئيسيا في التصعيد الذي وصل إلي حد الاقتتال امام قصر الرئاسة ورأينا كيف فشلت النخبة في احتواء هذه الازمة, وبدلا من الانخراط في حوار وطني جاد وعاقل يقود إلي التوافق وينتشل البلاد من الانجراف نحو هوة الصراع المدمر, راحت تتبادل الاتهامات والمهاترات علي الفضائيات تارة وامام الحشود التي يتم تجييشها من البسطاء تحت شعارات زائفة ومضللة تارة أخري وضعت البلاد علي حافة الهاوية, فهل تكون دعوة السيسي طوق النجاة من هذه الازمة ؟