من يظن خالد مشعل نفسه حتي يحدد للإعلاميين والسياسيين المصريين ما يحق لهم التحدث فيه وما لا يحق؟ ما هذه الجرأة؟ وما هذه اللهجة العدائية غير المقبولة؟ هل يجرؤ مشعل علي انتقاد الإعلاميين والسياسيين الفلسطينيين بهذه الطريقة التي تفتقد لأدني اعتبارات الدبلوماسية وأدب الحوار؟ هل كان يجرؤ علي توجيه مثل هذه التعليمات للسياسيين والإعلاميين الأردنيين أو السوريين خلال إقامته الطويلة في كل من الأردن ثم سوريا بعدها مع كامل احترامي وتقديري لهما؟ هل يدرك رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية( حماس) الذي قضي45 عاما من عمره البالغ56 عاما منفيا عن أرضه المحتلة, محظورعليه زيارتها من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبعات تصريحاته؟ لقد قال مشعل بالحرف الواحد أمس خلال احتفالات غزة بمرور ربع قرن علي تأسيس حركة حماس: لا يحق لأي إعلامي أو سياسي مصري أن يتحدث عن نوازع واتهامات لفلسطينيين بالامتداد إلي سيناء. هكذا.. وبهذه البساطة ينصب مشعل نفسه رقيبا علي ضمائرنا! تصريحات مشعل تفتقد للكياسة والفطنة. من تظن نفسك حتي تتجرأ وترسم لنا خطوطا حمراء لما نتناوله بالحديث وما لا نتناوله؟ هل نصبت نفسك وصيا علينا؟ أذكرك يا سيد مشعل أن مصر بسياسييها وإعلامييها وعسكرييها ورؤسائها هي التي حملت علي عاتقها هم القضية الفلسطينية علي مدي65 عاما وخاضت حروبا عسكرية ومعارك دبلوماسية من أجلها.. قبل أن تولد أنت وقبل أن تصبح مسئولا وقبل أن تدلي بتصريحاتك الغريبة التي لا تحمل إلا النكران والجحود, وأنها بكل الحب تحتضن الأشقاء الفلسطينيين ولن تتخلي عنهم حتي تحل قضيتهم بالشكل العادل. فلتعلم يا سيد مشعل أن الإعلام المصري حر في مناقشة كل ما يراه جديرا بالمناقشة وفي طرح كل ما يراه مهما للطرح بلا سقف وبلا حواجز وبمنتهي الحيادية والموضوعية سواء في الشأن المصري الداخلي أو في أي شأن آخر يتعلق به سواء كانت له أبعاد إقليمية أو دولية. سيناء مصرية.. ومن حق كل مصري أن يهتم بمستقبلها وأن يناقشه وأن يعبرعن مخاوفه إزاء أي خطر محتمل يتهددها..سواء أكان سياسيا أو إعلاميا أو مجرد عامل في محاجرها ومنتجعاتها. يا سيد مشعل.. تصريحاتك جريمة في حقنا جميعا تستلزم التراجع والاعتذاربكل السبل وبمنتهي السرعة. معركتك هناك مع الاحتلال.. ليست معنا. ثب إلي رشدك ولا تعادي أشقاءك.. ولن أزيد. [email protected] رابط دائم :