حالة من الرفض الدولي يعيشها الكيان الصهيوني إسرائيل هذه الأيام خاصة بعد إعلان بناء3 آلاف وحدة استيطانية في المنطقة1E في القدس والضفة الغربية للربط بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدسالمحتلة, مما يصعب خطوات حل الدولتين ويقلص فرص السلام, وهو الامر الذي جعل المجتمع الدولي بما فيها واشنطن لاعتبار هذه الخطوة تحديا لهم, وبمثابة تعد للخط الاحمر المسموح به, فجاء رد فعل الاحتلال بتجميد تحويل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية, كنوع من الثأر غير السوي وحفظ ماء الوجه لبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد اعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطين كمراقب غير عضو بها. وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ان هذه الخطوة الاستيطانية المثيرة للجدل ستدفع الدول الأوروبية إلي رد فعل يتعدي الادانة والاحتجاج من خلال استدعاء سفرائها مثلما فعلت فرنسا وبريطانيا والسويد, وقد يصل الأمر إلي فرض عقوبات اقتصادية خاصة بعد تهديد الاتحاد الأوروبي بتعليق وأضافت أن بريطانيا وفرنسا تعتبران هذه الخطوة بمثابة الخط الأحمر واعتبرتا إسرائيل ناكرة للجميل بعد دعمهما لها خلال حرب الثمانية أيام الأخيرة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة. وحذرت مونيتور من ان المستوطنات المزمع بناؤها في هذه المنطقة للربط بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس, ستقطع الطريق بين الضفة الغربيةوالقدس حيث الدولة فلسطين بعد حل الدولتين, كما انها بذلك تكون قد تنكرت من كل التعهدات التي التزمت بها مع الادارات الامريكية المتعاقبة بعدم البناء في هذه المنطقة, وتقول ان هذا الامر هو ما دفع واشنطن لتحول عن نهجها المدافع عنها وإدانتها هذه الخطوة واعتبرتها ضربة قاتلة للفرص المتبقية للدبلوماسية لحل الدولتين متفقة في الرأي مع بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة الذي قال انها بمثابة استراتيجية استعمارية تقوض أي فرص للسلام. وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها عن زيادة الإنفاق الاسرائيلي علي المستوطنات في الضفة الغربية التي تعدت مساحتها12 مليون متر مربع من طرقات وبيوت ومصانع و تكلف بناؤها17 مليار دولار نسبة38% في ظل ادارة نيتانياهو, حيث بلغ وفقا لبيانات من المكتب المركزي للإحصاء نقلا عن صحيفة هآارتس الإسرائيلية موضحة أن اجمالي الإنفاق علي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وصل الي160 مليون دولار في عام2011, وبذلك يكون عامل الجذب في معظم المستوطنات هو اقتصادي, حيث وفرت الحكومة ظروفا اقتصادية وسياسية مريحة للمستوطنين في الضفة الغربية.