ما وصلت إليه الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة لا علاقة له بثورة25 يناير عام2011 وتوابعها, فلم تكن لها شراكة إلا مع النظام الفاسد الذي أسقطه الشعب. بل أن العديد من رموزها كانوا لآخر لحظة ينهشون في لحم الثوار بميدان التحرير, ولم تكن تهز قلوبهم الجثث التي تساقطت تحت العربات المدرعة والمصفحة والطلقات التي لا تفرق بين ضحاياها! وكان من الطبيعي أن تكون الرياضة وقانونها خارج الإطار علي الأقل في فترة توهج الثورة وتغيير جلد البلد بعد الذي أصابه من مرض وعفن عبر سنوات طويلة, ولعل هذا ما جعل الأمر يبقي علي ما هو عليه علي أن يلجأ المتضرر إلي ميدان التحرير, وهو ما لم يحدث من الأغلبية التي لا تري غير ميدان مصطفي محمود, فالجيوب عامرة بالملايين, ولا يهم أن تتعثر العملية, طالما هم آمنون علي كل شيء بعد أن احتفظ العديد من الوجوه القديمة بمقاعدهم في الأندية والاتحادات الرياضية, وبعدما جاء بطريق الخطأ وزير لشئون الرياضة يعطي الزمالك مليون جنيه دعما من أموال الشعب ويحذر من صرفها علي كرة القدم ويطلب توجيهها للإنشاءات.. ولا أعرف عن أي إنشاءات يتكلم في هذه الفترة ؟!. وما حدث في ستاد بورسعيد من مذبحة بشعة لن تمحوها الأيام ليست الثورة سببا مباشرا فيه, وإنما أيضا حالة التعصب التي زكاها مسئولون دون الحد الأدني من الكفاءة والغيرة علي مصالح الوطن, وهو ما يعني أن الأمر فوق طاقة الجهات الأمنية في هذه المرحلة! ولأنهم لا يعيشون إلا في مستنقعات, فهم يراهنون علي عودة الدوري, وهو ما لا يوجد له أي أثر في قاموس المدربين الأجانب, وعلي رأسهم فييرا المدير الفني البرازيلي لفريق الزمالك الذي قال لرئيس النادي إنه يريد الرحيل لأنه لا يستطيع البقاء في بلد ليس فيه مسابقات, فإذا به يطلب منع البقاء لفترة لعل وعسي, وإذا لم يعد فكفاه بطولة افريقيا للأندية أبطال الدوري, ولكن المدرب لم يعجبه أن يبقي من أجل4 مباريات قد تقتصر علي اثنتين لو خرج الفريق من دور ال32.. وكان يجب علي مجلس إدارة النادي أن يبادر بفسخ العقد وعنده أسبابه لا أن يبقي الوضع معلقا علي أوهام وهو غير قادر علي أن يفي بمدرب الرجل! [email protected] رابط دائم :