لم يعد يبقي من الأندية الشعبية سوي الإسماعيلي والمصري والاتحاد بعد أن أطاحت أندية الشركات والمؤسسات بأندية كان لها تاريخ طويل وعريض في الدوري المم تاز هي الآن تعاني في مسابقة القسم الثاني من الإهمال والنسيان والحكام والفقر وأشياء أخري. وإذا كان كامل أبوعلي قد استطاع أن يجمع شمل المصري بعد عدة سنوات عجاف, وإذا كان تاريخ الإسماعيلي واسمه وكرته الجميلة والمحافظ ورئيس النادي وصفقاته الغالية ابتعدوا به مؤقتا عن الأزمة المالية الخانقة, فإن زعيم الثغر يئن من ألم الهزيمة والفراغ بعد أن قبع في المركز الأخير يتهدده الهبوط, وهو ما يعني أنه في القريب العاجل سنكتشف أن الدوري الممتاز أصبح بطولة الأغنياء فقط ولن يشارك فيه أي ناد من خارج القاهرة! ما حدث في الاتحاد طبيعي ومتوقع بعد أن لجأت الأندية الشعبية قليلة الحيلة إلي من يقول إنه يستطيع الصرف علي النادي وتسيير أموره, فإذا غضب وثار واستقال إثر هتافات من جماهير رفعته في يوم من الأيام علي الأعناق وقف الحال واختلطت الأوراق وزادت الأزمة اشتعالا, وهي عملية غالبا ما تكون مقصودة من أجل أن يتوسلوا إلي الراعي الوهمي وولي النعمة المصنوع ليطالبوه بعدم الاستقالة والتنحي, وعادة ما يطلب أن يخرجوا إلي الشوارع والملاعب ليهتفوا باسمه ويناشدوه ألا يتركهم' يتامي' لا يجدون ما يصرفون به الأجور والمرتبات! لا يمكن أن يكون هذا هو مصير الزمالك والإسماعيلي والاتحاد والمصري, ولا يمكن أن تعلق رقاب الإداريين واللاعبين والمدربين ويربط مصيرهم برجل أعمال لا يدفع من جيبه مليما واحدا وإذا دفع أملا في نصر إعلامي فإنه يأخذ من الإيصالات والشيكات التي يسترد بها ما دفع فور ابتعاده عن الكرسي! الخطر يحيط بالرياضة المصرية من كل جانب, لأنه لا خير يرجي في ظل الانتكاسة الإدارية غير المسبوقة, وفراغ اللوائح والقوانين الذي يؤذن بخراب ما بعده خراب, إذ أنه ليس هناك ما هو أبشع من استسلام الأندية للفقر وفتح أبوابها لمجموعة هواة يفسدون ولا يصلحون! [email protected]