برغم الظروف الصعبة التي تمر بها تونس منذ قيام الثورة حتي الآن فإن مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الحالية جاء بمثابة حالة استثنائية احدثت نوعا من الحراك السينمائي والثقافي بل واستطاعت هذه الدورة أن تعيد الجمهور التونسي العاشق للفن السابع إلي دور العرض بأعداد كبيرة وذلك بعد أن كانت دور العرض التونسية خاوية تماما منذ نحو عامين. وصرح فتحي الخراط المدير الفني والكاتب العام للمهرجان ل الأهرام المسائي بأن هذه الدورة تنطلق من قناعتنا من ان الفن والثقافة من أهم السمات المحددة للمرحلة الحالية بل إننا نعتبر أن الدفاع عن حرية الإبداع والمساهمة في بنائه أمران محددان لكل الخيارات الممكنة, ولذلك فنحن حرصون كل الحرص علي أن تكون أول دورة للمهرجان بعد ثورة تونس دورة الشباب المتحمس إلي الإبداع الجاد الذي يطرح فكرا جديدا يتناسب مع المتغيرات المتلاحقة وأن يكون المهرجان بمثابة جسر للتواصل بين الأجيال والحوار مع الآخر. وتشهد دور العرض التونسية حاليا رغم ضعفها حضورا جماهيريا متميزا أعاد الروح إليها وإلي صناعة السينما التونسية فالجمهور متعطش لمشاهدة كل أنواع وأشكال السينما لأنه دائما ذواق للأعمال الجادة والهادفة. منح لتطوير الواقع السينمائي ولأن المهرجان في دورته الحالية يسعي إلي توفير رؤية جديدة حول الواقع الإبداعي فقد نظم المهرجان ورشة للمشاريع الجديدة بعنوان تطوير الواقع السينمائي وهي تقدم منحة قدرها140 ألف يورو, أي ما يعادل مليونا و150 ألف جنيه موزعة علي أربع منح كل منها35 ألف يورو للمخرجين وكتاب السيناريو, ومقدمة من منظمة الالسكو, المنظمة الدولية للفرانكوفونية, والمعهد الفرنسي في تونس, وقناةt.v5., وقد حضر إلي هذه الورشة12 مشروعا من عدة دول عربية وإفريقية وستعلن نتيجة الفائزين بالمنح في حفل الختام. وفي سياق متصل أقيمت أمس ضمن أحداث أيام قرطاج السينمائية, ندوة حول الصندوق الإفريقي لدعم السينما والهدف منها إنشاء الصندوق في تونس حيث شارك فيها وزير الثقافة التونسي المهدي المبروك, والمخرج فريد بوغدير, وممثلون عن الهيئات والقطاع السينمائي في تونس, والمنظمة العالمية للفرانكوفونية, واليونسكو, والاتحاد الإفريقي, وعدد من المخرجين الأفارقة والتونسيين. وأكد المهدي المبروك وزير الثقافة الدور التي لعبته تونس وما زالت تلعبه في سبيل التعريف بالثقافة والسينما الإفريقية, وتأكيد حضورها منذ أسس الطاهر شريعة أيام قرطاج السينمائية عام1966, وحصول المخرج عصمان حمبان السينغالي علي أول تانيت ذهبي, مشيرا إلي ضرورة تضامن البلدان الإفريقية لتفعيل هذا الصندوق, وتوحيد الجهود, والعمل المشترك من أجل إرثاء حوار ثقافي وفني مع بلدان الشمال الأوروبية, وأن تكون هناك رغبة صادقة في النهوض بصناعة الفن السابع, والحوار بين كل بلدان القارة السمراء. وأضاف المخرج التونسي فريد بوغدير أن هذا الصندوق خطوة تاريخية مهمة علي طريق تحقيق دعم السينما الافريقية. وقد أكد ممثلو المنظامات الدولية الداعمة للصندوق الإسراع باتخاذ الخطوات العملية الجادة ليدعم هذا المشروع مراحل نضال الأفارقة والنهوض بسينما الجنوب, وتبادل الخبراء والمتخصصين والتجارب السينمائية مع فتح أسواق لتوزيع هذه الأفلام وإشاعة ثقافة الحوار والسلام في العالم, واحترام ثقافة الأخر من خلال الفن السابع.