يجرني حديث الأمس عن تفرغ الصحافة المصرية والعربية لسوق النميمة والحديث عن اسرار النجوم وحياتهم الشخصية واهمالها التام للنجوم الذين افنوا حياتهم في خدمة الفن ووقعوا فريسة للمرض. للحديث عن أشهر غواص مصري افني حياته في بحور النغم يغترف منها ليقدم للمستمع المصري وجبات شهية من الانغام ويكشف عن الدر الكامن في هذه البحور. لقد وهب عمارالشريعي الجزء الاكبر من عمره الذي قارب من64 عاما راهبا في محراب الموسيقي وخادما لهذا المحراب المقدس ينهل من روائع النغم ويقدمها الحانا سائغة للاذن المصرية التي تعشق هذه الانغام ورغم انه فقد البصر في السنوات الاولي من عمره الا انه أستطاع بموهبته الخاصة ان يقهر هذا العجز الذي قضي علي آمال العشرات من الذين لهم مثل ظروفه ويحول الظلام حوله الي طاقة خلاقة في خدمة المستمعين وكل عشاق الموسيقي. ورغم ان الامراض المتنوعة قد حاصرته في السنوات الاخيرة الا انها لم تقعده وتفقده طريق العطاء الموسيقي المتنوع ورغم ان عمار الشريعي يرقد الان في احد مستشفيات العاصمة البريطانية في حلقة جديدة من حلقات صراعه مع امراض القلب الا أنني أثق انه لم يتوقف عن جولات الغوص لاستكمال مشواره الفني وعطائه الذي لم ولن ينقطع مادام قلبه الضعيف ينبض بالحياة. ان عطاء امهر الغواصين اكبر من كل الكلمات وخلف تراثا موسيقيا في زمان قل فيه العطاء الفني المخلص من اجل كل محبي الفن والطرب والموسيقي. وهذا المشوار يستحق ان ندعو له جميعا بالشفاء والعودة الي بحوره مرة اخري فإن قدراته في الغوص واثراء الحياة الفنية ليس من السهل ان تعوض.