الرجل الذي صاحب البيانو ورافق العود على مدار أربعين عاما، ليبعث بهجة الموسيقى في أرواحنا، ويدعونا للغوص معه في "بحر النغم"، هو اليوم غارق في "بحر الألم"، بالرغم من عودته إلى بيته سالما بعد رحلة علاج معقدة. إنه الموسيقار عمار الشريعي، الذي يصفه الدكتور محمود الحلوني، أستاذ الموسيقى بأكاديمية الفنون، بالعبقري والمبتكر، "عندما تسمع لحناً مميزاً تعرف دون أن تحتاج للسؤال أنه للشريعي، خصوصا وأن بصمته واضحة على الآلة الموسيقية". وعن شيء من ابتكارات الشريعي التي يقدرها ويفهم تأثيرها دارسو الموسيقى، يلفت الحلواني إلى أن الشريعي أول من عرّب آلة الأورج غربية الأصل، ووضع بصمات النغمات العربية عليها، برغم أنها لا تحمل إلا أبعاد وأوزان الموسيقى الغربية "تون، ونصف تون"، وهو ما كان يعيق الموسيقيين ويمنعهم من إظهار النغمة الشرقية بتلك الآلة، فكانوا يضطرون إلى تفكيك الأورج من الداخل، وتوصيله بدائرة كهربائية مع نغمة السيكا، ووزنها الموسيقي "4/3 تون"، مما كان يتطلب مجهوداً كبيراً من العازف. ولأن الحاجة أم الاختراع، تمكن الشريعي، فاقد البصر، من أن يفعل ببصيرته ما فشل فيه غيره، بإدخال نغمة ال"سيكا" داخل الأورج لتصاحب التون والنصف تون، حيث ابتكر الشريعي بذلك تصميماً، داخل دائرة الصناعة في الأورج، يحتوي النغمة الشرقية، لتصبح نغمات الأورج "تون، 2/1 تون، 4/3 تون"، وعرضه على خبراء صناعة الآلات الموسيقية باليابان، بالتعاوان مع شركة ياماها اليابانية، التي صممت الأورج بوضعه الجديد، بل ووضعت عليه علامة بنوع الآلة "أورج شرقي"، وهو ما كان له عظيم الأثر في تطوير الموسيقى الشرقية. أخبار متعلقة: عمار الشريعى.. غواص فى بحر الألم عادل إمام: «ميعرفش يزعل من حد» عمر خيرت: إبداعه يتحدث عن شخصيته يحيى الفخرانى: الشريعي أقوى من الأزمات حلمى بكر: لا أتحمل بكاء «عاشق الضحك» خالد يوسف: «الشريعي وصانى أكون مكانه فى ميدان التحرير» على الحجار: نجاحي مع الشريعي عمره 30 عاماً غاده رجب: تربيت فى بيت الشريعي. ولن أنسى بكاءه من أجلى عبدالرحمن الأبنودى:الشريعي كنز من الفن لا يفنى «الموسيقيين»: الرئيس اكتفى بباقة ورد.. و«قنديل» لم يرد على طلبين ب"العلاج" لطيفة: أنا إيه من غير عمار؟ هدى عمار: «أنا بنت عمار الشريعي فى الفن.. ولى الشرف»