المستحيل حققه لاعبو الأهلي والأمل الذي كاد أن يفقدوه في ستاد برج العرب بالإسكندرية استعادة نجومه في تونس وفي ستاد المنزه بعدما نجحوا في تحقيق فوز تاريخي علي الترجي التونسي1/2. ليحصدوا لقب كأس الأندية الإفريقية أبطال الدوري للمرة السابعة في تاريخهم بعدما تعادلوا في الذهاب1/1.. تقدم الأهلي بهدف لمحمد ناجي جدو في الدقيقة37 من الشوط الأول وفي الدقيقة16 من الشوط الثاني أضاف وليد سليمان الهدف الثاني بينما سجل الكاميروني نجونج هدف الترجي الوحيد ليثبت الأهلي أنهم فريق لايعرف إلا لغة البطولات للتعامل بها ويصبح البسمة الوحيدة في مصر في وقت غاب فيه كل ما هو جميل في المحروسة وسيطر عليها الحزن.. لتعيش مصر فرحة كبيرة في أيام حزينة. سيطر الأهلي علي بدايات الشوط الأول وأحسن لاعبوه الإنتشار سواء العرضي أو الطولي بشكل رائع بفضل التشكيل الجيد الذي بدأ به مديره الفني حسام البدري اللقاء وصنع له زيادة عددية كاملة في الثلثين الأوسط والدفاعي ولكن الجديد أن القدرة علي الزيادة والتحرك في الثلث الهجومي عند إمتلاك الكرة كان نموذجيا بشكل كبير لم يعهده الكثيرون في الأهلي منذ فترة طويلة للحد الذي بدا فيه الأهلي في أول نصف ساعة وكأنه شديد الشبه ببرشلونه الإسباني الذي يلعب دائما بكثافات عددية عالية في وسط الملعب تصل إلي ستة لاعبين ولكنهم يمتلكون جميعا المرونة العالية في التحول من الثلث الأوسط للهجومي دون أن يرتبكوا أو تتداخل الأدوار أو يكون علي حساب الإنتشار سواء الطولي أو العرضي. صحيح أن حسام البدري رغم أنه كان في أشد الحاجة لهز شباك الترجي التونسي حتي يعيد لفريقه من جديد كل حظوظه وفرصه في الفوز باللقب بعدما إنتهي لقاء الذهاب في القاهرة بالتعادل الإيجابي1/1 فإنه لم يلعب برأس حربة بل أنه لم يعتمد علي أي من عناصر الخبرة التي يمتلكها في الهجوم وأبقي علي محمد أبو تريكه ومحمد بركات وعماد متعب علي دكة البدلاء مفضلا عليهم أصحاب السرعة والقدرة علي الحركة والتحول بوعي شديد. وبدا حسام البدري أكثر وعيا من نظيره نبيل معلول عندما استفاد من أخطاء تشكيل لقاء الذهاب صحيح أن الثاني أربكه الغيابات المؤثرة والمهمة في صفوفه الأساسية للإيقاف إلا أنه لم يحسن اختيار البدائل المهمة حتي دفعه بيوسف المساكني لم يكن مناسبا في ظل غيابه الطويل عن الملاعب للجراحة التي أجراها فظهر زائد الوزن بعيدا عن فورمته الذهنية والفنية والبدنية بشكل كبير. ولعب حسام البدري بتوازن كبير وبدأ بطريقة اللعب الرقمية1/3/2/4 وبتشكيل مكون من شريف إكرامي وأمامه الرباعي أحمد فتحي ووائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد شديد قناوي.. وحسام عاشور وحسام غالي.. والسيد حمدي ووليد سليمان وعبد الله السعيد.. ومحمد ناجي جدو بينما لم يكن الترجي في نفس قوته ولا إنضباطه سواء الخططي أو التكتيكي علي الإطلاق فالبدائل لم تكن جيدة للحد الذي ظهر وكأنه بلا خط وسط ولا يستطيع الضغط أو السيطرة وصناعة اللعب. وفي هذه الحالة عندما يفقد الترجي قوته الكبيرة في خط الوسط سواء الدفاعية أو الهجومية فإنه يرتبك كثيرا ويصبح شبه فريق لا ملامح ولا عنوان له علي الإطلاق لأنه قوته ومجده في خط وسطه علي اعتبار أن خط دفاعه محدود القدرات لاسيما ما يتعلق بالبناء والقدرة علي الاستفادة من الكرة عند استلامها أو تطوير اللعب بها والربط الجيد. وما زاد من متاعب الترجي أن عناصره الإيجابية القادرة علي صناعة اللعب والمساندة من الخطوط الخلفية لم تكن موجودة وخسرها الفريق للإيقاف أبرزهم هاريسون أفول الذي يتحول في لحظات كثيرة وفترات كبيرة إلي جناح أيمن يصنع الكثافة والزيادة وأيضا يجيد صناعة الكرات العرضية لكن هل غياب لاعب واحد فقط في فريق يكون مؤثرا لهذا الحد مهما كانت قيمته.. والإجابة نعم عندما يرتبك المدير الفني في إختيار البديل أو يضطر لإجراء تعديلات عديدة دون مبرر فيؤثر علي التشكيل بالكامل ثم الأهم أن الترجي تأثر بالحالة السيئة ليوسف المساكني. والمحصلة أن الأهلي كان الأفضل من كل الوجوه ولعب بروعة كبيرة سواء فيما يتعلق بالإنتشار العرضي أو الطولي والقدرة علي السيطرة علي الكرة بكفاءة عالية خاصة ما تعلق بالمساندة في كل الجبهات وفي كل القطاعات لكن الأهم القدرة الكبيرة للاعبين علي الضغط والكفاءة العالية لخط الوسط في استرداد الكرة عند فقدها في الثلث الأوسط للحد الذي لم يختبر فيه علي الإطلاق شريف إكرامي ولا الثنائي وائل جمعة أو محمد نجيب ولعبا براحة شديدة وكبيرة في ظل تألق حسام عاشور وحسام غالي والأخير كان أكثر من رائع في الربط بين المواقف الدفاعية والهجومية أو تحديدا عند فقط الكرة وأعطي درسا في التمرير النموذجي وفتح زوايا اللعب عند إغلاقها بإختصار كان قائدا للفريق أشبه بمدير فني داخل الملعب يتولي إيجاد الحلول ويشرف علي تنفيذها سواء بنفسه أو عن طريق الآخرين في الفريق. وما بين تألق حسام عاشور وحسام غالي في خط الوسط وما قدماه في الشوط الأول من أداء نموذجي لم تكن هناك مشكلة في أن يتحرك ويتقدم أحمد فتحي للمساندة الهجومية ومعه من الجبهة اليسري أحمد شديد قناوي بعدما إختفي الضغط عليهما تماما من المنافسين طوال زمن المباراة حتي أنها كانت افضل فترة لعباها في البطولة من بدء مبارياتها. والمفاجأة تمثلت في السيد حمدي اللاعب المتحرك الذي كان من المستحيل رقابته وقيمة النجم أنه أرهق دفاع الترجي للحد الذي كان من المستحيل توقع متي يتحرك وينطلق ويخترق ومن أي مكان سواء من العمق أو من علي الطرفين مستغلا حالة الارتباك لمدافعي الترجي بشكل كبير وهو كان أحد أسباب غياب الثقة عن اللاعبين التوانسة لقدرته الكبيرة علي الإختراق. وقدم السيد حمدي مع وليد سليمان ومحمد ناجي جدو وعبد الله السعيد نموذجا في التحرك وتبادل المراكز والإنتشار للحد الذي كان فيه الرباعي يمتلك القدرة علي فعل كل شيء ساعدهم علي ذلك قدراتهم المهارية والفنية العالية وفي ظل إجادتهم لم يكن من الصعب أن يسيطر الأهلي وأن يبدأ اللقاء بقوة كبيرة ظن الكثيرون فيها أو علي الأقل الذين لا يعرفون الفريقين أن الأهلي هو صاحب الملعب ويرسل أحمد فتحي كرة عرضية لا تجد المتابع ويتبعها حسام غالي بتسديدة قوية ينقذها معتز بن شريفية.ويخطا وليد الهيشري داخل منطقة الجزاء بعدما ارتبك بشكل كبير لتجد الكرة عبد الله السعيد الذي يسددها سيئة وبلامبالاة كبيرة عندما حاول أن يلعبها مباشرة ولكنه فشل في تقديرها لتضييع أول فرص الأهلي علي مرمي معز بن شريفية.. ويسدد وليد سليمان في الدقيقة24 كرة قوية من ضربة حرة يمسكها باقتدار وبثقة معز بن شريفية رغم الزحمة وصعوبة الكرة. وخلال النصف ساعة الأول لم يكن للترجي التونسي أي وجود علي الإطلاق ولم يختبر الحارس شريف إكرامي حتي جاءت الدقيقة31 عندما تلقي بيونج كرة طولية داخل منطقة الجزاء وإنطلق وسدد في الزاوية الضيقة امسكها شريف إكرامي وكأن الفرصة الضائعة من نجونج كانت الدافع الأكبر من للاعبي الأهلي لعقاب الترجي ولم تمض إلا دقائق قليلة حتي تلقي السيد حمدي الكرة من الناحية اليسري ورواغ وليد الهيشري وتوغل داخل منطقة الجزاء حتي وصل لنقطة تلاقي خط الست ياردات مع المرمي ولعب للخلف لمحمد ناجي جدو لم يجد صعوبة في تسديدها مباشرة داخل المرمي مسجلا الهدف الأول لبنتهي الشوط الأول1 صفر للأهلي. وفي الشوط الثاني لم يغير الأهلي من أسلوب لعبه ولا من التشكيل الذي بدأ به اللقاء علي الإطلاق في الوقت الذي أجري فيه نبيل معلول تغييرا علي امل إعادة التوازن لفريقه ولكن دون جدوي فالمشكلات كانت أكبر بكثير من أن يعدلها تبديل أو الدفع بلاعب علي حساب آخر لأنه من الأساس كان الأهلي في أفضل حالاته بكل المقاييس وكان نجومه في قمة الثقة بالنفس والرغبة في العودة بكأس البطولة للقاهرة بدليل أن الأهلي كان صاحب المبادرة الهجومية عندما إنطلق أحمد شديد قناوي من الناحية اليسري ولعب عرضية مرت من الجميع لتجد عبد الله السعيد علي بعد ياردات قليلة من المرمي سددها قوية ارتطمت بمعز بن شريفية وترتد له مرة أخري يلعبها بسوء كبير تمر عرضية. ويحاول الترجي العودة للمباراة ويتلقي نجونج كرة عرضية يتسلمها ويسدد تمر بجوار القائم وهي الأخطر للفريق.. وترتفع سرعة المباراة ويلعب وليد سليمان كرة عرضية يلعبها السيد حمدي براسه فوق العارضة.. ورغم تقدم الأهلي وسيطرته إلا أنه كان الأكثر رغبة في التسجيل وهز الشباك من جديد ومرة أخري بفضل التنظيم الجيد والرائع له وقدرة الرباعي محمد ناجي جدو وعبد الله السعيد ووليد سليمان والسيد حمدي علي التحرك الطولي والعرضي واللعب بإيجابية كبيرة في الثلث الهجومي والسيطرة للحد الذي كان من الصعب تحديد من فيهم جناح ومن راس حرية ومن لاعب وسط متأخر. وتأتي الدقيقة16 ليرسل أحمد شديد قناوي كرة عرضية من الناحية اليسري لوليد سليمان يراوغ خالد الملهيي وينفرد بالمرمي ويسدد لحظة خروج معز بن شريفية علي طريقة ركلات الجزاء مسجلا الهدف الثاني الذي منح الأهلي ثقة غير عادية وكبيرة للغاية للحد الذي تلاعبوا فيه بالترجي التونسي وسيطروا علي الكرة تماما رغم المحاولات اليائسة من الترجي ومديره الفني نبيل معلول والتغييرات التي أجراها بنزول هشام بيلالي الجزائري ليلعب برأسي حربة ولكن المشكلة لم تكن في الهجوم بقدر وسط الملعب صحيح أن الكاميروني نجونج تحرك وشكل خطورة علي مرمي شريف إكرامي أبرزها الكرة التي سددها في الدقيقة20 وارتطمت بالقائم اليمن لمرمي معتز بن شريفية.. ويعود هشام البلايلي للعب كرة من ضربة حرة سددها بقدمه في الزاوية البعيدة حولها شريف لضربة ركنية.. وحاول الترجي دون جدوي وظهر وكأنه يلعب بعشوائية شديدة في الثلث الهجومي وبلاع وعي عكس الأهلي الذي كان في مقدوره أن يزيد من حصيلة أهدافه بل ويضاعفها اكثر بعد العدد الكبير من الفرص الضائعة من لاعبيه جدو ودومينيك الذي شارك وإنفرد بالمرمي بعد راوغ المويلهي ولكنه سدد بشكل سييء. المثير أن حسام البدري المدير الفني للأهلي لم يلجأ للدفاع حتي بعد أن تقدم بهدفين وإنما زادت طموحاته في تحقيق نتيجة تاريخية وكبيرة عندما أجري تغييرات هجومية بالدفع بدومينيك ثم محمد أبو تريكة وسيطروا وتلاعبوا بالترجي وزادت رغبتهم في التسجيل لولا النرجسية والفردية التي لعب بها نجومه في محاولة لأن يهز كل لاعب منهم الشباك. وفي وسط السيطرة غير العادية للاهلي والتلاعب المهين بالترجي بشكل غير مسبوق ينطلق من الناحية البمني هشام البلايلي ويلعب عرضية لا يجد الكاميروني نواينج مشكلة في تسديدها داخل الشباك مسجلا الهدف الأول ليضغط الترجي لكن بلا فكر.. وينطلق دومينيك بالكرة ويدخل منطقة الجزاء ويتعرض للعرقلة يحتسبها الحكم الرائع المغربي ركلة جزاء يسددها محمد أبو تريكة بشكل سييء ينقذها معز بن شريفية ويحولها لضربة ركنية لينتهي اللقاء1/2 لصالح الأهلي. من رادس * معز بن شريفية حارس مرمي فريق الترجي كان اول لاعبي فريقه نزولا الي ارض الملعب لإجراء عملية الاحماء, برفقة مدرب الحراس. * شريف اكرامي كان اول لاعبي الاهلي نزولا الي ارض ملعب رادس لإجراء اعمال الاحماء, برفقة طارق سليمان مدرب حراس المرمي. * حاز وليد الهيشري قلب دفاع الترجي علي هتاف جماهيري حاد فور نزوله الي ارض الملعب واحتفلت به جماهيره لتسجيله هدفا في شباك اكرامي في لقاء برج العرب. * محمد يوسف مدرب عام الاهلي قاد التقسيمة القصيرة بين اللاعبين التي اجريت علي هامش فترة الاحماء التي دامت في الاهلي15 دقيقة. * لاعبو الترجي تعمدوا الذهاب الي جماهير الاهلي التي تواجدت في مدرجات الدرجة الثالثة واجراء الاحماء والتقسيمة أمامهم, ونالوا هتافات حادة من جماهير الترجي في الدرجة الثانية الاقرب اليهم هلال الاحماء. * عدد كبير من مسئولي الاتحاد الافريقي تواجدوا في ارض الملعب لإنهاء الاجراءات التنظيمية الخاصة بفترة الاحماء ودخول وخروج اللاعبين. * طاقم التحكيم بقيادة المغربي بوشعيب الاحرش نزل الي ارض الملعب قبل بدء اللقاء ب30 دقيقة واجري الاحماء وذهب الي المرمين لمعاينة الشباك, والطريف ان كلا الجمهورين سعي الي استمالة الحكم من خلال تبادل التصفيق له. * تصفيق حاد قوبل به لاعبو الترجي فور خروجهم من ارض الملعب بعد انتهاء عمليات الاحماء من قبل الجماهير فيما كانت صفارات الاستهجان للاعبي الاهلي عند خروجهم. * ترجي كلمة رددها الجمهور الترجاوي كلما ذكر المذيع الداخلي لملعب المباراة اسم لاعب من لاعبي الاهلي, فيما كان التصفيق من نصيب اسماء لاعبي الترجي عدا اسم يوسف المساكني الذي صفق له الجمهور وهتف بإسمه بصورة جماعية. * انتزع شريف اكرامي حارس مرمي الاهلي الاهات من جماهير الترجي فور استقباله تمريرة من وائل جمعة ومرت منه ولكنه لحق بها, وحولها مباشرة بعيدا عن منطقة الجزاء. * نبيل معلول المدير الفني للترجي ظل واقفا منذ الدقيقة الاولي في المنطقة الفنية يمنح لاعبيه التعليمات أولا بأول, فيما التزم مساعداه البقاء علي دكة البدلاء. * انفعل حسام البدري علي بوشعيب الاحرش حكم اللقاء بعد تجاهل الاخير احتساب ركلة جزاء لمحمد ناجي جدو داخل منطقة جزاء الترجي بعد تعرضه للدفع من وليد الهيشري قلب الدفاع. * وليد سليمان لاعب وسط الاهلي اعتذر لوجدي بوعزي جناح ايمن الترجي, بعد احتكاك عنيف بينهما, حاز من خلاله بوعزي علي خطأ من الحكم المغربي. * تصفيق حاد تلقاه معز بن شريفية حارس الترجي فور تصديه لتسديدة قوية من وليد سليمان ثم تكرر الامر في تسديدة اخري لأحمد فتحي في منتصف الشوط الاول.