من نافلة القول أننا نقصد تطبيق الشريعة بمعناها الشامل الكامل من إقامة العدل, والحرية, والمساواة, والعدالة الاجتماعية التي تحفظ كرامة الانسان.. بتوفير أساسيات الحياة له من مأكل ومشرب ومسكن, وعلاج, وتعليم له ولأولاده. وهو شعار من شعارات الثورة' عيش, حرية, عدالة, اجتماعية, كرامة إنسانية', وأدلة هذه الشعارات من الناحية الشرعية كثيرة, وليس هذا مجالها, ولذا أحسنت الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور أن أقرت المادة الثانية بأن مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع, وتفسير' المبادئ' في مادة أخري' المادة222' بما لايترك مجالات للتأويل أو الالتباس, وهذا الأمر أحدث نوعا من الارتياح بين فصائل التيار الاسلامي, والتي تمثل الغالبية, سواء علي مستوي البرلمان بشقيه الشعب' قبل حله' والشوري' المعرض للحل', وحتي علي مستوي الوجود بالشارع, ولذا أيضا لابد من الإشارة إلي أن الحدود الشرعية المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله جزء لايتجزأ من الشريعة, وتمثل السياج أو الاطار الذي يحميها, ويحمي المجتمع من أسباب الانحراف, وهي قضية قانونية, قضائية تخضع للأدلة الثبوتية, والشروط المقررة شرعا لتطبيق كل حد, ولا دخل لعوام الناس أو الخطباء, أو الدعاة في تطبيقها, بل مجالها القضاء والمحاكم فقط, مما يتطلب وضعها في نصوص ومواد قانونية, ومعلوماتي أن الشريعة كلها مقننة من أيام رئاسة دكتور صوفي أبو طالب لمجلس الشعب في الثمانينات ولكنها وضعت في الادراج, وقد قام أحد المهتمين بالأمر بطباعة عدد كبير من النسخ ووزعها علي كل الاحزاب الاسلامية للاستفادة منها, وبرغم اعطاء الجمعية لغير المسلمين' وهم اقلية' الحق في التحاكم إلي شرائعهم والتي هي في حقيقة الأمر ليست كثيرة إلا أنهم ينكرون علي المسلمين التحاكم إلي شريعتهم, ووضح ذلك من تصريح الانبا تواضروس الثاني بعد انتخابه ان تطبيق أحكام الشريعة مرفوض رفضا باتا, ويساعدهم في ذلك مجموعة من المسلمين الرافضين للمشروع الاسلامي, احيانا عن جهل, وغالبا عن سوء نية وحقد يظهر في برامجهم الفضائية, وصحفهم الصفراء, وتهييجهم للرأي العام, ونشر الشائعات والاكاذيب والتخويف والتفزيع له, فتارة مصر ليست افغانستان!, ولا لحكم طلبان, ومنهم من طالب بتدخل دولي لمنع النص علي تحكيم الشريعة, ومنهم من يعتبر مواد الشريعة كارثة, ومنهم من يعتبر الشريعة نفسها متخلفة ولاتساير العصر, وردة إلي الوراء, ومنهم من يتهمها بأنها عودة لعصور الظلام. ومنهم من يستعدي الدول الخارجية للضغط علي مصر من طريق إيقاف المساعدات للتراجع عن هذا الطريق, ومنهم من يحرض اطرافا وأعضاء في التأسيسية علي الانسحاب لاحداث هزة قد تؤتي أكلها بإفشال التوافق علي الدستور ومنهم.. ومنهم.. حتي كأننا نستعيد آيات سورة التوبة.! لقد نسي هؤلاء.. أنهم أقلية, وأن كثيرا منهم يمثلون أحزابا كرتونية عفا عليها الزمن وأدت غرضها في مرحلة معينة كديكور مصنوع مدفوع الأجر' أموالا أو منصبا' لديمقراطية زائفة, اثبتت هشاشتها عند أول اختبار حقيقي, ونسوا أن أول أسس الديمقراطية التي صدعوا رؤوس الناس بها أن تخضع الأقلية لاختيار الأغلبية, ولاتحاول فرض رأيها بديكتاتورية لاتتناسب مع حجمها في الشارع, مستغلة ضعف الامكانات الإعلامية للطرف الآخر, أو سعة صدره وصبره كنوع من التطمين وبث الثقة, وجسور الحوار لفة الاخر, وهو أسلوب مطلوب في هذه المرحلة الانتقالية التي تتميز بكثير من التوجس, والترقب, ومحاولة تحقيق أكبر المكاسب من كل الأطراف, والمكسب الأساسي للجميع لن يكون إلا بتحكيم شريعة الله بمعناها الشامل الكامل. [email protected] رابط دائم :