الناس في مصر موزعون بين الأمل في التغلب علي التحديات وفقدان الأمل في أي إنجاز, والناس لا تقع عليهم مسئولية عن فقدان الأمل إذا كانوا في مجتمع لا تجيد السلطة فيه التجاوب مع الجماهير. وبعض الناس ينظرون إلي الحكومة الحالية علي أنها لا تصلح لشيء, والحكومة نفسها تشعر بأن هذا البعض يراها كذلك.. هذا مأزق. وإذا كانت الحكومة فعلا بهذا الوصف, فإن من يبقي لديهم أمل في إنجاز تحققه يكون أملهم كاذبا, فحكومة لا تتجاوب علي نحو جيد مع الناس, تردم القنوات التي يجب أن تسري فيها أعمالهم التي تجعل الأمل حقيقة. وبين حالة الأمل وفقدانه, هناك تحديات لا يمكن إنكارها, ولا يمكن انتظار مرور الوقت ليحسمها لمصلحة الوطن, هناك تحدي كتابة الدستور, وهو تحد يجب أن نغلبه ليكون عندنا مجلس تشريعي. ولابد أن يكون عندنا مجلس تشريعي رفعا للحرج المتمثل في أن يجمع رئيس الجمهورية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية, وهذا الحرج هو الذي يمنع الرئيس من إصدار قوانين مطلوبة لتدور عجلة العمل بطاقة معقولة. ونواجه تحدي إجراء الانتخابات في جو انقسام يجب أن ينتهي بكتابة الدستور والاستفتاء عليه وسريانه, وألا يتجدد هذا الجو مع الترشح والاقتراع وإعلان النتائج. وما لم نواجه هذين التحديين, فلن يكون بإمكاننا مواجهة تحدي وقف التراجع الاقتصادي, وتحدي الانفلات الأمني, وتحدي نظافة المدن, وتحدي تطوير التعليم, وتحدي تحقيق العدل, وتحدي توفير المساكن, وتحدي تزويج البنات والبنين بعد أن يشغلوا وظائف منتجة يقدمها الوطن لهم. وقد حان الوقت لأن تعيد الحكومة تقديم نفسها للناس لتحيي الأمل عند من فقدوا الأمل, ولن يكون ذلك ممكنا إلا ببرنامج جديد يتعين عليها أن تفكر فيه وتكتبه وتقرأه ليسمعه الناس بآذان مصغية.