بعد أحداث ثورة25 يناير انتشرت وبصورة واضحة وسريعة وغريبة ظاهرة البحث والتنقيب عن الاثار بكافة قري مدن محافظة سوهاج من اجل الوصول الي الثراء السريع والغناء الفاحش ولا يكاد يخلو يوم من حادث او خبر عن التنقيب عن الاثار وسجلات المحاضر الشرطية ومباحث الاثار تشهد علي ذلك ولعل تلك الظاهرة التي استفحلت وانتشرت في ربوع المحافظة تحتاج الي تضافر كل الجهود من اجل الحفاظ علي الثروة القومية وحماية الارواح التي تهلك اثر انهيار السواتر الترابية عليهم اثناء عملية الحفر والتنقيب. ويقول هاني هاشم من مركز اخميم ان معظم قري ومراكز مدينة أخميم تسبح فوق بركة من الاثار الفرعونية ولا يخلو اي سرداب منزل بأخميم من آثار الحفر والتنقيب بحثا عن الآثار فهم يتكهنون بوجود تلك الاثار ويعيشون علي امل ايجادها تحت منازلهم حتي لو دفعوا حياتهم ثمنا لها. ويضيف عبد الظاهر فرغلي موظف ان هناك العديد من الاشخاص بمدن سوهاج وخاصة بمدينة اخميم وجرجا ظهر عليهم الثراء المفاجئ بعد عثورهم علي الآثار واصبحوا من الاثرياء واصحاب الملايين والعمارات برغم انهم في الاصل من محدودي الدخل بل كانوا في الاصل لا يجدون قوت يومهم ولكن سبحان مغير الاحوال. يؤكد فاروق أبو الحمد أن كل بيت في اخميم يعوم علي آثار في باطنه ليس هذا فحسب بل ان مقابر اخميم نفسها تسبح فوق الالاف من الآثار الفرعونية بالاضافة الي معبد رمسيس الثاني الذي اصبح معرضا للسرقة ولا يزال حديث كل بيت في مدينة اخميم وعند كل طفل وعجوز هو الحلم والتمني بان يكون بيته يحتوي علي الآثار. يشير حسن محروس إلي أن ضحايا التنقيب عن الآثار يقدرون بالمئات سنويا حيث تذهب ارواحهم سدي ويموتون بسبب طمعهم في الثراء السريع حيث يذكر أن العديد من أهالي القري دفنوا تحت تراب الحفر والتنقيب فبعد أن صور لهم الشيطان أن تلك الحفرة ستكون بابا من أبواب جنة النعيم وطريقا إلي الثراء الفاحش فوجئوا بأنهم كانوا يحفرون قبورهم بأيديهم حتي يلقوا فيها حتفهم مؤكدا وجود ضحايا عديدين اثناء قيامهم بالتنقيب عن الاثار أسفل المنازل بحثا عن الثراء. ويؤكد علي علام موظف أن هناك العديد من المواطنين يقومون بأعمال الدجل والشعوذة والسحر وإسالة دماء ضحية واهمين أنها ستذهب عنهم لعنة الفراعنة وتعينهم في معرفة طريق الآثار والحصول عليها بأمان وسلام دون أن تزهق لعنة الفراعنة أرواحهم. يضيف عبد الباسط جاد موظف أن هناك عصابات متخصصة من المحافظات المجاورة تحضر يوميا إلي محافظة سوهاج من أجل البحث والتنقيب عن الآثار بمعظم مراكز المحافظة بمساعدة أهالي المحافظة وقاطنيها الذين يمدونهم بالمعلومات والأموال اللازمة للحفر والتنقيب طمعا في الحصول علي قطعة ثمينة من الآثار تقفز بهم من طبقة الفقر المدقع إلي طبقة الغناء الفاحش ولكن يفاجأون بأنها كانت مجرد عمليات نصب حتي ولو نجحت الجهود في العثور علي الآثار فإن العصابات تقوم بسرقة الآثار وترك الأهالي يعانون آلام الحسرة. يشير جمال محرز إلي أن المحاضر الشرطية تكشف وجود عصابات منظمة وأهالي مأجورين للبحث والتنقيب عن الآثار بكافة مدن المحافظة حيث تمكنت أجهزة المباحث بسوهاج من القبض علي العديد من الأشخاص يقومون بالحفر والتنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء والغناء الفاحش. ومن جانبه أوضح ممدوح يشوع كبير الأخصائيين بالآثار بالمحافظة أن هناك تنسيقا كاملا مع شرطة السياحة والآثار لتامين المناطق الأثرية المهمة للحفاظ علي الثروة القومية وخصوصا بالحواويش والسلاموني باخميم ومراكز دار السلام والمنشاة وجرجا مؤكدا أن هناك متابعة يومية ومستمرة علي كافة المناطق الأثرية حرصا علي عدم التعدي عليها ويطالب بتكثيف التواجد الأمني حرصا علي الآثار الثمينة بالمحافظة.