أعلن مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان أمس أنه يجب التحقق من صحة تسجيل فيديو يظهر مقاتلين من المعارضة السورية يقتلون جنودا بعد استسلامهم لكنه يمثل فيما يبدو جريمة حرب يجب إجراء محاكمة بشأنها. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان في إفادة صحفية علي غرار تسجيلات الفيديو الأخري من هذا النوع فإن من الصعب التحقق من صحة الأمر علي الفور علي صعيد الموقع ومن هم المتورطون. يجب أن نفحص هذا بعناية. سيتم فحص الأمر بعناية. واستطرد قائلا لكن المزاعم تفيد بأن هؤلاء كانوا جنودا لم يعودوا مقاتلين. وبالتالي فإن في هذه المرحلة يرجح بشدة فيما يبدو أن تكون هذه جريمة حرب أخري. وأظهرت لقطات الفيديو ان البعض اطلق عليه الرصاص بعد ان استسلم. وعاملهم مقاتلو المعارضة بقسوة ووصفوهم بانهم كلاب الاسد في اشارة الي الرئيس بشار الاسد قبل ان يطلقوا عليهم الرصاص مرة تلو الاخري وهم راقدون علي الارض. وأضاف كولفيل للأسف هذه قد تكون الاحدث في سلسلة عمليات اعدام موثقة خارج ساحات القضاء من جانب فصائل المعارضة وأيضا القوات الحكومية وجماعات تابعة لها مثل الشبيحة في اشارة الي ميليشيا موالية للحكومة. ومن جانبه, أعلن الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أمس أن الغرب حين يدعو إلي تشكيل حكومة سورية في المنفي يشجع السعي بلا هوادة إلي إسقاط النظام في دمشق, وقال إن المسئولين في الولاياتالمتحدة يعلنون أنهم لا ينوون انتظار تغير موقف روسيا والصين, أي التلميح بلا مواربة إلي أن واشنطن تري تسوية الأزمة السورية وفق شروطها حصرا وفي الوقت نفسه, تعلن الولاياتالمتحدة أنها تواصل المساعي الرامية إلي الضغط علي الحكومة السورية, وتضمن ذلك عن طريق تشديد العقوبات. وتصدر توجيهات مباشرة إلي المعارضة السورية بشأن ما يجب القيام به من أجل تشكيل حكومة في المنفي ومن يجب أن ينضم إليها إلي حد ذكر اسماء المرشحين. وأكد الدبلوماسي الروسي قائلا: وبهذا يجري المعارضون في الواقع لمواصلة خط الإصرار بلا مهادنة علي إسقاط النظام في دمشق. وأعلن لوكاشيفيتش أن مثل هذا الموقف يتعارض مع الاتفاقات التي تمت صياغتها يوم30 يونيو في اجتماع فريق العمل بجنيف. في غضون ذلك, أكد مصدر دبلوماسي عربي أنه لايوجد أي اتجاه لنزع الشرعية عن المجلس الوطني السوري كممثل شرعي غير وحيد للشعب السوري علي خلفية الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أخيرا إلي قيادات المجلس وأدائه. وقال المصدر ردا علي سؤال لوكالة أنباء الشرق الاوسط بشأن مايمكن أن يتمخض عنه الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده في الجامعة العربية يوم12 نوفمبر الحالي ومؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في الدوحة منتصف الشهر نفسه إن المجلس الوطني السوري يضم العديد من أطياف المعارضة, وقد تم الاعتراف به كممثل شرعي غير وحيد للشعب السوري الراغب في إحداث التغيير. وأعرب عن أن الجامعة العربية تأمل في أن يكون أداء المجلس منسجما وملبيا لمطالب الثورة السورية وأن يكون هناك نوع من التواصل بين الداخل والخارج لتحقيق هذه المطالب. وأضاف المصدر أن الجامعة تجري اتصالات وحوارات مستمرة مع ممثلي جميع فصائل المعارضة السورية من أجل توحيد المواقف وبلورة رؤية موحدة للتحرك تتجاوز الخلافات الضيقة والشخصية من أجل صالح سوريا شعبا وأرضا. وردا علي سؤال حول مايتردد حاليا بشأن الاتجاه لتشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة السورية تتولي إدارة الثورة وتتجاوز المجلس الوطني السوري قال المصدر إننا نسعي لتوحيد المعارضة وليس تفكيكها وجميع الجهود العربية تصب في هذا الاتجاه, وليس من مصلحة الثورة السورية أن يتم تجاوز أي فصيل معارض. وقال المجلس المعارض إن الإدارة الأمريكية لا تريد القضاء علي حزب البعث الحاكم في سوريا بعد إسقاط نظام الأسد. وأوردت صحيفة حريت التركية أمس تصريحات المجلس الوطني, وذكرت أنها جاءت بعدما قالت واشنطن إن المجلس لم يعد يمثل الزعيم الواضح للمعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن ممثل المجلس الوطني في تركيا خالد خوجة قوله إن الحكومة الأمريكية تريد بقاء بعض عناصر حزب البعث السوري الحاكم في السلطة بعد الإطاحة بنظام الأسد. وذكر خوجة أن إدارة أوباما نأت بنفسها عن المجلس الوطني السوري منذ بدء تشكيله. وقال: رغم القرارات التي جري اتخاذها في اجتماعات أصدقاء سوريا, نأت الولاياتالمتحدة بنفسها عن المجلس الوطني السوري. وأضاف أن واشنطن تريد أن يكون حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تربطه علاقات بحزب العمال الكردستاني( بي.كيه.كيه) المحظور والمعارضة الكردية أحد الأعمدة الرئيسية بالمعارضة السورية. وقال خوجة إن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يوقع علي الاتفاق الوطني وخارطة الطريق التي جري التوافق عليها في اجتماع سابق بالقاهرة, ويريد أن تكون له كلمة مستقلة الأمر الذي لا يقبله المجلس الوطني السوري. ميدانيا, أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن163 سوريا استشهدوا أمس في أنحاء متفرقة من سوريا. ومن جهته, قال المتحدث الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري إن سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية بعد قيام من تبقي من قوات الأسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس.