شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية أمس حفل تدشين جامعة برلين في الجونة حيث تتمتع هذه الجامعة بشهرة عالمية لما توليه من اهتمام كبير لتحقيق جودة التعليم ولقدرتها علي تنفيذ خيارات تعليمية بناءة وهي أيضا واحدة من أهم الجامعات وأكثرها تأثيرا لتعزيز أواصر الصلة بين العلوم والتكنولوجيا والتنمية. وقامت الجامعة بمنح السيدة سوزان مبارك ميدالية الشرف العظمي التي تمنحها الجامعة لأول مرة, وذلك تقديرا لإنجازاتها المختلفة خاصة في مجال التعليم والعلوم وتوفير المناخ الثقافي المناسب لإقامة هذا المشروع وتبنيها له, وكذلك تقدير من الجامعة لجهود سيادتها لسد الفجوة النوعية بين الذكور والإناث في مجال التعليم. وأكدت السيدة سوزان مبارك- في كلمة لها بهذه المناسبة- أنه علي مدي مسيرة التعاون بين مصر والمانيا فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز أن ندعم ونكلل بالنجاح الجهود الهائلة التي بذلت من أجل تحقيق إنشاء فرع هذه الجامعة في الجونة بمحافظة البحر الأحمر. وأضافت أن تدعيم جودة التعليم والبحث العلمي والإبداع يحتل الأولوية القصوي في مسيرة المجتمعات نحو النمو, حيث إن العلم كان وسيظل جوهر تقدم الحضارة الإنسانية والقوة الدافعة وراء تقدم الأمم التي تنعم بالسلام والرخاء. وأعربت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية عن تقديرها العميق لجامعة برلين للتقنية لمنحها ميدالية الشرف العظمي, وسعادتها للاشتراك في هذا الحدث المهم الذي يشهد الاحتفال بتوقيع اتفاق جديد للتعاون العلمي بين مصر وألمانيا وتدشين فرع جامعة برلين للتقنية التي ستوفر فرصا تعليمية عظيمة للطلبة والأساتذة في هذا الموقع الهادئ الذي ينعم بالسلام, مشيرة إلي أن البيئة المحيطة بهذه الجامعة ستكون مصدر إلهام لهم لتحقيق المزيد من الإبداع والتعاون والإنجاز. وقالت السيدة سوزان مبارك إن وجودكم هنا اليوم وتدشين هذه الجامعة في الجونة إنما يعكس مدي التطور الذي تحققه علاقات التعاون بين مصر والمانيا علي مر السنين والتي تثقلها المبادرات المشتركة مثل مشروع' مبارك- كول' للتعليم الفني وخدمة التبادل الأكاديمي الألماني والمدارس الألمانية بمصر ومعهد جوتة بالقاهرة والمعهد الألماني للآثار والجامعة الألمانية. وأشارت إلي أن العام المصري- الألماني للعلوم والتكنولوجيا والذي تم تدشينه في عام2007, وكان إحدي نتائجه إنشاء الصندوق المصري الالماني للبحوث والذي يهدف إلي تعزيز المشروعات التجريبية الإبداعية المشتركة في البحوث التطبيقية في العديد من المجالات مثل إدارة المياه والعلوم الطبية وعلوم المواد والطاقة المتجددة. وأكدت أن اتفاقيات الشراكة التي نحتفل بتوقيعها بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي في مصر وألمانيا, وبين جامعة برلين العلمية وأوراسكوم للتنمية ستسهم دون شك في تعزيز علاقات التنمية بين البلدين وتدعم الجهود المصرية لتوفير مستوي أفضل من التعليم في مجال العلوم والتكنولوجيا, معبرة عن تقديرها لمؤسسة ساويرس التي تعد من كبريات منظمات المجتمع المدني المانحة في مجال التنمية الاجتماعية والتي قامت بدور رائد في هذا المشروع المهم. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن التقدم في مجال العلوم وتكنولوجيا الاتصال أسهم في فتح آفاق اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية للتغيير وساعد علي تعزيز قدراتنا لإيجاد حلول لمشاكل أساسية كانت تبدو مستحيلة في السابق. وأضافت أن العلوم والتكنولوجيا أصبحا معا من أهم مجالات القوة الرمزية في عصرنا الحاضر لكونهما يلعبان دورا حيويا في إدارة الموارد البشرية وتطوير التعليم الأساسي وتطوير موارد جديدة للطاقة وكذلك لدورهما في مجالات آخري عديدة. وأشارت إلي أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف فاننا نعمل بالتعاون مع العديد من شركائنا لتنفيذ برامج تهدف إلي تلبية سلسلة واسعة من الاحتياجات وان الشراكة بين القطاعين العام والخاص بدأت تحتل موقع الصدارة خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق ببرامج التعليم. وأكدت- تعليقا علي افتتاحها الرسمي للمعهد الفني للتمريض صباح أمس- أنه أحد المشروعات الهامة لمؤسسة ساويرس وأرواسكوم للتنمية تحت إشراف وزارة التعليم العالي وبالتعاون مع جامعة لورانس مموريلا ريجيس بالولايات المتحدةالأمريكية والتي ستقوم بالإشراف علي تطوير المناهج وتنفيذ البرنامج التدريبي والأكاديمي. وقالت قرينة الرئيس إن المعهد سيوفر لطلابه المعرفة والمهارات المطلوبة لتطوير مهنة التمريض في مصر من خلال تحقيق مستويات علمية عالمية, مشيرة إلي أنها مبادرة إبداعية تفي باحتياجات سوق العمل في مصر من هذه المهنة وكذلك الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية. ثم أشارت السيدة سوزان مبارك إلي إرسائها حجر أساس إنشاء هذا المعهد منذ حوالي عامين, معربة عن سعادتها وفخرها بأن يبدأ المعهد اليوم في ممارسة مهامه ليمثل إضافة للجهود الرامية إلي إنشاء مراكز تفوق أكاديمي في مصر. وقالت إنه تم اختيار فرع من فروع مكتبة الإسكندرية ذات الشهرة العالمية لإقامة هذا الاحتفال وهو فرع المكتبة بالجونة لأنه مركز للتفوق الأكاديمي للانتاج ونشر المعرفة ومكانا للحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب إلي جانب تمتعه بموقع جغرافي متميز للاحتفال بالقيم التي شكلت أساسا لهذه الجهود الأكاديمية التي نشهدها اليوم.