* العنف يعدي.. ويبدو أن المنتيجن في مصر قد استسهلوا استيراد المسلسلات التركية بثمن زهيد بدلا من أن ينتجوا هم مسلسلات مصرية تكلفهم الكثير ولاتكسب إلا القليل. وعبر القنوات الفضائية هذه الأيام عدد واضح من تلك المسلسلات التركية.. وقد أتيح لي أن أري بعض حلقاتها.. ولاتكاد حلقة منها تخلو من سكين أو مسدس أو موقعة دموية بين الأبطال رجالا ونساء حتي المرأة تتحدث وفي يدها سكين مشرعة مهددة.. وحتي في محيط الأسرة الواحدة والأهل مسلسل من العنف في حلقات لاتنتهي. لقد بدأت هذه المسلسلات بداية طيبة تتحدث عن الحب وعن تماسك الأسرة التركية وعن العلاقات الطيبة بينهم.. ثم تطورت مع نجاحها في مصر والبلاد العربية.. فرأينا الخيانات والتي تصل إلي المحارم.. ثم تطورت إلي الضرب الدموي والعمل لاهون سبب... ونحن هنا في مصر هذه الأيام بالذات لانحتاج إلي مزيد من العنف ولانحتاج إلي دروس في الانتقام فيكفي مانحن فيه. * من الآفات الموجودة في مصر... استسهال التجارة وتفضيلها علي الصناعة وعلي الانتاج الصناعي.. فالأولي لاتحتاج إلي مجهود.. ومكسبها مضمون.. وجشعها مضمون أيضا.. بينما الانتاج يحتاج إلي جهد وعرق وقد لايأتي بربح وفير.. والخوف كل الخوف أن تتحول صناعة السينما والمسلسلات في مصر إلي التراخي والاكتفاء باستيراد المسلسلات التركية وكما عرفت أن المسلسلات الهندية هي الأخري في الطريق.. وهي الأخري لاتقل عنفا ودموية عن أختها التركية. * العنف كما قلنا وكما هو معروف يعدي.. يوقظ في النفس شريعة الغاب... خصوصا بين الشباب.. فإذا كان هذا الشباب في دولة تعاني من البطالة.. وسوء الأحوال الاقتصادية فما أسهل التقليد.. وماأسهل تكوين عصابات للسطو والسرقة والابتزاز. * مطلوب ترشيد ذلك السيل من المسلسلات التركية التي وإن كانت تتشابه معنا في العادات والتقاليد الأسرية إلا أنها تختلف معنا في العنف وفي منظر الدماء... فمصر ليست تركيا... كما أن المواطن المصري ليس هو المواطن التركي علي الأقل في الطباع. [email protected] رابط دائم :