بعد "وداعا يا بكوات"، "اهلا يا بكوات"، "زكي في الوزارة" "اعقل يا دكتور" قدم المخرج الكبير عصام السيد العديد من العروض المسرحية كان اخرها "في بيتنا شبح" التي انتهي عرضها منذ ايام قليلة علي خشبة مسرح ميامي في وسط البلد من انتاج فرقة المسرح القومي، ويستعد حاليا لدخول معركة مسرحية لتقديم النص الشهير لعبدالرحمن الشرقاوي بجزأيه "الحسين ثائرا" و"الحسين شهيدا" الذي يمثل حلما للكثير من المخرجين بينما يقف الازهر حائلا امامهم ويرفض عرضه حتي أن المخرج الراحل كرم مطاوع قدمها علي خشبة المسرح القومي كبروفات للتحايل علي المنع ولهذا حاورنا عصام السيد عن "الحسين ثائرا والحسين شهيدا". - متي بدأت التفكير في اخراج الحسين ثائرا والحسين شهيدا؟ هذا النص كان حلما بالنسبة لي منذ زمن طويل ولكل ابناء جيلي، حتي اننا حفظنا الكثير من اجزائه وندرب عليها الشباب قبل دخول اختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية خاصة ما يسمي "بمونولوج الفينال"، وزاد اصراري علي تقديم هذا النص بعد أن شاهدت مسلسل "الحسن والحسين" الذي عرض علي عدد من القنوات الفضائية، وهو مادعاني لقراءة بعض المراجع التي تناولت الفترة التي عاش فيها الحسن والحسين وأحداثها، وأعدت قراءة النص. - وما الذي شجعك علي تقديمه الآن؟ النص مغر لاي مخرج، وشجعني اكثر علي تقديمه عرض مسلسل "عمر" في رمضان الماضي الذي ظهر فيه عدد من الشخصيات التي تجسد لأول مرة علي الشاشة مثل ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه، والمسلسل انتاج قطري سعودي، ولا اعتقد ان السعوديين اكثر تحررا منا، فالمسلسلان شجعاني علي المواجهة والدفاع عن العمل ضد اي هجوم متوقع، خاصة وان احد افراد اللجنة التي اجازت مسلسل "عمر" كان الشيخ يوسف القرضاوي وهو ما منحني الامل في امكانية ا لموافقة علي النص. - هل واجهت هجوما بسبب سعيك لتقديم هذا النص الممنوع؟ حتي الان لم اواجه هجوما ولكن بمجرد اعلاني عن مشروعي المسرحي فوجئت بعدد من زملائي المخرجين يعلنون عن رغبتهم في تقديمه ايضا في هذا التوقيت وهو امر غريب، لقد تقدمت بالنص للرقابة في انتظار ردها، والغريب ايضا انه بمجرد ان اعلنت عن سعي لتقديم هذا النص فوجئت بأن احد المسئولين في وزارة الثقافة يقول "ازاي النص ده يتقدم دلوقت، ده ممكن يولع الدنيا" وأري ان هذا جزء من تخلف بعض المسئولين الذين لايعرفون معني كلمة مسرح ولم يقرأوا النص ليعرفوا اهميته ويكتفون بإلقاء الفتاوي. - ماهي الاهمية التي يحملها النص؟ النص بشكل عام يتكلم عن ارتباط الرجل بالموقف، وانه لابد ان يتمسك بموقفه حتي لو واجه جيوش الدنيا، بالإضافة الي تناوله لمعان كثيرة منها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وجوهر التسامح والعدل وهي معان مهمة جدا ولابد من تناولها في الوقت الحالي ومن اهم المونولوجيات التي يتضمنها النص مونولوج الفينال في الجزء الاول "الحسين ثائرا" ومونولوج الفينال ايضا في الحسين شهيدا الذي يرفض فيه الحسين ان يعطي البيعة لمعاوية لان الكلمة اهم من حياته ويقول "ان الرجل كلمة. شرف الله هو كلمة" وأيضا مونولوج السيدة زينب في مواجهة يزيد بن معاوية. - لماذا منع النص من العرض؟ النص لم يمنع من النشر فقد نشر بجزأيه في كتاب لكنه منع من العرض، وتعددت الاقاويل حول أسباب المنع، منها انه منع لتجسيده شخصيتي الحسن والحسين، وأري ان فكرة تأثير التجسيد علي الناس هي فكرة تصلح للأطفال فقط، بمعني انني عندما اشاهد شخصا يجسد الحسين سيرتبط في خيالي دائما بأنه الحسين بالفعل فهي فكرة ساذجة وطفولية جدا وغير حقيقية، وفي مقولة اخري انه منع لان الحديث الذي ذكر علي لسان الحسين في النص ليس هو الحوار الحقيقي الذي دار بينه وبين معاوية،رغم اننا لا نمتلك ما قاله الحسين نصا، وكل كتب التراث التي تناولت الواقعة سجلت كلامه بعد الاحداث الحقيقية بأكثر من 100 سنة. - هل كانت هناك محاولات سابقة لتقديمه؟ هذه هي المرة الاولي التي اسعي فيها لتقديمه، بينما حاول المخرج الراحل كرم مطاوع تقديمه علي خشبة المسرح القومي ومنع العرض بعد اعتراض الازهر عليه، فقدمه كرم مطاوع كبروفات مفتوحة للجمهور لما يقرب من شهر. - من ابطال العمل ومتي سيعرض؟ لن اعلن عن اسماء ابطاله الان، وسيكون اغلبهم من الشباب والوجوه الجديدة، ولن اعلن ايضا عن موعد عرضه لكنه سيكون مفاجأة. - وهل انت علي استعداد لمواجهة العقبات التي ستواجه هذا العمل؟ بالتأكيد، أنا علي اتم الاستعداد للمواجهة، ومصر علي تقديمه في جميع الاحوال حتي لو اضطررت لعرضه في الشارع وربنا يقدرني، انا احد المخرجين الذين لم تحذف لهم كلمة علي يد الرقابة وعلي مدار حياتي الفنية لم اصطدم بالرقابة ودائما اقدم ما أريده، واعتقد ان الرقابة ستوافق علي هذا النص الآن لكن المشكلة ستكون مع مشيخة الازهر لكن مسئوليتي هي الرقابة وليس الازهر لان القانون يطالبني بعرض النص علي الرقابة، وشخصية الحسين في رأيي ليست شخصية دينية وإنما شخصية تاريخية، لأنه ليس نبيا ولا رسولا.