مع اندلاع ثورات الربيع العربي بدأت دول الغرب تشعر بالخوف لعدة أسباب أبرزها أن مطالب تلك الثورات كانت من داخل العرب الذين لم يستنسخوا النموذج الغربي للديمقراطية كما لم ينتظروا الدعم الغربي لضمان نجاح تلك الثورات..وبعد نجاحها اختلطت الأوراق فلم تعد الرؤية واضحة أمام أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية لمعرفة الأعداء من الحلفاء. كذلك ظهرت كتب غربية تثير ذعر الغرب من الديمقراطية الاسلامية أهمها( حمي الربيع العربي..وهم الديمقراطية الاسلامية) للمؤلف الامريكي أندرو مكارثي والذي جاء في157 صفحة وعرضته صحيفة الواشنطن تايمز مؤخرا. يدعي المؤلف الامريكي سعي الديمقراطية الاسلامية لتدمير الحضارة الغربية والحريات بها والسعي لاستبدالها بما أسماه بالحرية المضادة المناهضة للولايات المتحدة من خلال الشريعة الاسلامية! ويقول المؤلف أن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش والحالي باراك أوباما تعاملا مع ما أسماه الكتاب بالحركة الارهابية الاسلامية كما لو كانت ترتكز علي الدين بدلا من الفكر السياسي الذي تحمله. وحمل المؤلف المتشدد علي مستشاري بوش لمنعه من استخدام مصطلح الفاشية الاسلامية او الارهاب الاسلامي. يحاول المولف ان يكشف عن تأثر أوباما بالاسلام حيث يقول في أحد فصول الكتاب ان الرئيس الامريكي حضر المدارس الاسلامية وانغمس في الثقافة الاسلامية في سن مبكرة. ويدعي الكتاب ان تركيا التي كانت حتي مطلع القرن الحادي والعشرين مثالا للعلمانية وأكثر قربا لاسرائيل والغرب بعد80 عاما من محاولات إبعادها عن تأثير الاسلام اصبحت في عام2000 مركزا لمناهضة الغرب وتل أبيب علي اسس اسلامية, كما اشار الي ابتعاد رجب طيب أردوغان عن تطبيق الديمقراطية الغربية. ويذهب مكارثي الي أن هدف اردوعان الان هو تدمير الغرب مثلما كان هدف حسن البنا عندما أسس جماعة الاخوان المسلمين عام1928 بعد انتهاء الامبراطورية العقثمانية في اعقاب الحرب العالمية الاولي. ويقول المؤلف ان الاغلبية في تركيا اليوم والتي تشكل53% مع تطبيق مباديء الشريعة الاسلامية بينما يدعو8% فقط الي تطبيق الشريعة نفسها وليس المباديء فقط.. عنوان الكتاب( حمي الربيع) هو محاولة لتشويه مصطلح الربيع العربي في سعي من المؤلف لإعلاء ما اسماه بالفوضي في الشرق الاوسط علي يقظة الدول العربية الساعية لنيل الديمقراطية. لقد وصل الذعر الغربي من الاسلام الي درجة ادعاء المؤلف ان عملية تطبيق الشريعة الاسلامية بدأت بالفعل في الولاياتالمتحدةالامريكية وانها تتم بشكل تدريجي معتبرا أن ذلك نهاية للحماية الدستورية لواشنطن. يقول المؤلف سيكون علي المرأة في ظل الشريعة ان تطيع زوجها حتي ولو كانت أوامره خاطئة كما ان التحول من الاسلام الي دين آخر ستكون عقوبته الاعدام. وأشار المؤلف الذي أصابه الهوس من الاسلام الي حث د. محمد مرسي الولاياتالمتحدة الافراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن مدعيا ان علي واشنطن الاستعداد لدفع المزيد من خلال إهانة العدالة الامريكية علي حد وصفه!