حذر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية من نشر المذهب الشيعي في مصر, ناصحا عقلاء الشيعة من أن نشر التشيع في غير بيئته في الدول السنية سيتسبب في الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي. ووجه جمعة كلامه للشيعة- خلال المحاضرة التي ألقاها أمس ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للتحذير من الفكر الشيعي- اتقوا الله فينا وفي أنفسكم..مضيفا إن المصريين نشأوا ودرجوا ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر. وتابع إننا نحب آل البيت غير أن خطط تحويل أهل السنة إلي شيعة في مصر لن تفلح أبدا..موضحا أن الشيعة هم من أهل القبلة ما داموا يتوجهون إلي قبلتنا ويؤدون الفرائض. وقال إن المذاهب قد يصل عددها إلي80 مجتهدا, ولكن ما وصل إلينا محررا ومضبوطا أربعة مذاهب بالإضافة إلي المذهب الجعفري الشيعي والإباضي والزيدي..مضيفا إننا نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة, ويطفئ الفتنة, إلا أن ذلك لا يجب أن يكون علي حساب الثابت من الدين, مؤكدا أن أهل السنة قلوبهم مفتوحة ويبحثون عن الحق حيثما كان ولا يضرهم أن يأخذوا الحق ممن ينتمي لقبلة المسلمين. ولفت إلي أن هناك خمس نقاط رئيسية نختلف فيها مع الشيعة أولها العقيدة حيث يعتقد الشيعة بعقيدة البداء, والتي تعني أن الله سبحانه وتعالي قد قضي شيئا ثم غير رأيه وتراجع عن قضائه, وهو ما نرفضه نحن أهل السنة لأن أهل السنة تعتقد أن الله كشف الغيب انكشافا تاما وعلمه علما تاما, وأنه سبحانه وتعالي عظمته لا تدركها العقول. وقال إن الأمر الثاني الذي نختلف فيه مع الشيعة هو قضية تحريف القرآن, حيث قام أحد علماء الشيعة ويدعي الشيخ النوري بتأليف كتاب سماه( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) ليثبت فيه تحريف القرآن الكريم, وهو الأمر الذي نرفضه نحن أهل السنة, كما هاجمه الشيعة المعاصرون وحاولوا إخفاءه. وأشار إلي أنه حينما قرأ الكتاب وجد فيه تحريفا لآيات الله, حيث بدأ الكتاب بآية إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون, وحذف منها كلمة نحن, فاستشف فضيلة المفتي عدم حفظ النوري لآيات الله, فكيف يتكلم في تحريفه. وشدد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة علي أن قول الشيعة بتحريف كتاب الله أمر لا يقبله مسلم, وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد علي وجه الأرض الذي يحفظه العربي والأعجمي بكل اللغات وهي معجزة كبري. وحول القضية الثالثة التي يخالف فيها السنة الشيعة.. أوضح جمعة أنها قضية عدالة الصحابة وسب الشيعة للصحابة الكرام, حيث إن في كتبهم شتائم علي الصحابة لا يتلفظ بها مسلم, مشيرا إلي أن أحد مرجعيات الشيعة ألف كتابا يتكون من110 مجلدات يحتوي خمسة منها علي سب الصحابة وقام الشيعة بحذف الأجزاء الخمسة بعد أن اجتمعوا وارتأوا حذفها حتي لا ينكر أحد عليهم هذا الأمر. وعن القضية الرابعة التي نخالف فيها الشيعة.. أشار جمعة إلي مبدأ التقية, حيث إن الشيعة يلجأون إلي الكذب للخروج من أجل نصرة مذهبهم, مؤكدا أن أهل السنة لا يكذبون لا في ضغط ولا غيره. أما عن قضية عصمة الأئمة..أوضح المفتي أن أهل السنة لا يقرون بعصمة أحد إلا الأنبياء أما الأئمة من أهل البيت فهم محفوظون لعلمهم وتقواهم ولكنهم ليسوا معصومين وليسوا مصدرا للتشريع. وقال إن محاولات كثيرة حاولت التوفيق بين السنة والشيعة كان علي رأسها محاولة عدد من مشايخ الأزهر منهم الشيخ محمود شلتوت والشيخ منصور رجب والشيخ عبدالعزيز عيسي والشيخ عبدالله المشد والشيخ محمود المدني والشيخ الباقوري, حيث اجتمعوا مع عدد من مرجعيات الشيعة ليناقشوا الفكر بالفكر وأصدروا مجلة سموها رسالة الإسلام وصدرت بداية من أغسطس عام1964 ولمدة15 عاما كان يتم فيها نشر المناقشات بين علماء السنة والشيعة إلي أن توقفت.