توجد إشكالية بين المؤيدين والمعارضين للمجالس القومية المتخصصة التي نص عليها الدستور المصري في المادة(164) من دستور(71) وهي تختص بالمعاونة في رسم السياسة العامة للدولة في جميع مجالات النشاط القومي. وتعتبر هذه المجالس إحدي المؤسسات الإستشارية التابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة باعتبارها معاونة لرئيس الدولة في رسم السياسات القومية.وتضم المجالس القومية المتخصصة نخبة من علماء مصر ومفكريها في التخصصات العلمية والاقتصادية والإنتاجية والإعلامية والطبية بالإضافة إلي الخبراء وأساتذة الجامعات من أصحاب الرأي والرؤي في قضايا التعليم العالي والجامعي والتعليم العام, والتعليم الأزهري وكذلك البحث العلمي والتكنولوجيا. وتحملت هذه المجالس منذ تشكيلها عام1974 أمانة المشاركة في رسم السياسة العامة للدولة منذ تولي الإشراف عليها الدكتور/ عبدالقادر حاتم حتي1995. والحاصل انه علي سبيل المثال, أعدت شعب التعليم التابعة للمجلس القومي للتعليم والبحث العلمي وعددها أربع علي مدي عشرات السنين السابقة تقارير, ودراسات, وقدمت رؤي وحلولا لمشكلات ومقترحات لتمويل التعليم, وتوصيات للإرتقاء بالتعليم الفني, وآراء لتطوير جامعاتنا الحكومية والخاصة في ضوء الخبرات الدولية والعالمية وحين تناقش هذه التقارير المهمة يحضر الوزير المختص وتتم المناقشة دون أي تفعيل من قبل السلطة التنفيذية وعدم الأخذ بهذه التقارير المنبثقة من عقول مفكرة, وخبراء متخصصين, وكفاءات علمية وثقافية وتعليمية, وأود الإشارة إلي أن هذه الجهود مقابل مكافأة زهيدة, حيث يتقاضي العضو خمسة وسبعين جنيها عن الجلسة الواحدة التي تعقد كل اسبوعين. والجدل القائم الآن حول إلغاء هذه المجالس علي إعتبار أنها أقرب إلي مجلس الشوري الذي ربما يصبح في الدستور الجديد مجلس الشيوخ رغم ان مجلس الشوري لديه اختصاصات, تتعلق بمناقشة القوانين المكملة للدستور, ومناقشة التشريعات, والموافقة علي المعاهدات والاتفاقيات وهي قضايا واختصاصات سياسية بعيدة عن اختصاصات المجالس القومية وهي اختصاصات أكاديمية فنية. والمطلوب: الإبقاء عليها في مشروع الدستور الجديد شريطة تفعيلها بأن يكون أحد أعضاء كل مجلس من مجالسها من الوزارة المختصة, ويحضر جميع اجتماعاتها وأن تكون هناك آلية للتنفيذ, واستشارة هذه المجالس المتخصصة قبل صناعة واتخاذ القرار علي أن تطور الشعب المتخصصة في هذه المجالس نفسها بأن تبتعد عن الموضوعات النمطية والمتكررة والتي تم بحثها ودراستها, بل يتم تناول قضايا الساعة, والمشكلات التي تتفق والاحداث الجارية حتي يكون لها جدوي ودور فاعل في بناء مستقبل مصر. أستاذة العلوم التربوية جامعة عين شمس