على هامش زيارته لموسكو.. رئيس تنشيط السياحة يعقد عددًا من جلسات العمل    بعد الارتفاع الآخير.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى اليوم الجمعة 21-6-2024    محافظ الغربية يتابع استمرار حملات تشجير وتجميل المدن    حملة لإزالة المباني المخالفة بدون ترخيص في مدينة العريش    مصر ترحب باعتراف أرمينيا بدولة فلسطين    إسماعيل هنية: منفتحون على أي مبادرة تؤمن أسس موقف المقاومة لوقف إطلاق النار    البنتاجون يؤكد السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية في ضرب الأراضي الروسية    كاف يعلن موعد كأس الأمم الأفريقية 2025| رسميًا    غداً.. استئناف امتحانات الثانوية العامة في 76 لجنة بكفر الشيخ    إصابة 2 فى مشاجرة بجرجا سوهاج والأمن يضبط المتهمين    محافظ كفر الشيخ يوفد مندوبا للمشاركة فى تشييع جثمان شيخ الصحفيين    أحمد عز يكسر كل الأرقام ويواصل الهيمنة على إيرادات السينما    إعلام إسرائيلى: مسئولون أمنيون أعربوا عن مخاوفهم من هجوم لحزب الله    تفاصيل عرض الاتحاد السعودي لمدرب ميلان السابق بيولي    بعد وصول وفيات الحجاج إلى 49.. الرئيس التونسي يقيل وزير الشؤون الدينية    بالأحمر.. هدى الإتربي تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها من فرنسا | فيديو    «وصفات صيفية».. جيلي الفواكه بطبقة الحليب المكثف المحلي    يورو 2024.. مبابي على مقاعد بدلاء فرنسا فى مواجهة هولندا    خلال ساعات.. مصطفى بكري: تغييرات في تشكيل الهيئات الإعلامية (فيديو)    مركز البابا أثناسيوس الرسولي بالمنيا ينظم اللقاء السنوي الثالث    شباب كفر الشيخ: ممارسة المسنين والأطفال للرياضة بأحياء كفر الشيخ    القابضة للمياه: فتح باب القبول بمدارسها الثانوية الفنية للعام الدراسي الجديد    قطر: الفجوات قائمة بشأن وقف إطلاق النار في غزة رغم التقدم في المحادثات    من «الضفة الأخرى».. داليا عبدالرحيم تكشف مخاطر صعود اليمين المتطرف بأوروبا وعبدالمنعم سعيد يصفهم بالنازيين الجدد    تامر حبيب يحيي ذكرى وفاة سعاد حسني: "أدعو لها على قد ما سحرتكم"    المفتى: تطور العلوم لا يمكن أن يكون إلا من خلال إعادة النظر    أفتتاح مسجد العتيق بالقرية الثانية بيوسف الصديق بالفيوم بعد الإحلال والتجديد    أزهري يوضح أضلاع السعادة في الإسلام -(فيديو)    موهوب ريال مدريد على رادار ليفربول بفرمان سلوت    ارتفاع حصيلة ضحايا موجة الحر الشديدة بالهند إلى 143 حالة وفاة وأكثر من 41 ألف مصاب    التصريح بدفن جثة شخص لقي مصرعه أسفل عجلات القطار بقليوب    افتح الكاميرا وانتظر السجن.. عقوبة التقاط صور لأشخاص دون إذنهم    المفتي يستعرض عددًا من أدلة عدم نجاسة الكلب.. شاهد التفاصيل    البطريرك مار أغناطيوس في منزل القديس جان ماري فيانّي بفرنسا    الأرز الأبيض.. هل يرفع احتمالات الإصابة بداء السكر؟    مدير الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب: لقاء الجمعة تربوي وتثقيفي    في حال التصالح، هل يعرض إمام عاشور على النيابة في واقعة المول بالشيخ زايد؟    مصدر ل"يلا كورة" يكشف الموعد المقترح من كاف لإقامة أمم أفريقيا    مطاي تنفذ مبادرة خفض الأسعار للسلع الغذائية في منافذ متحركة وثابتة    مدرب وحارس الأرجنتين ينتقدان حالة ملعب مواجهة كندا في كوبا أمريكا 2024    الداخلية تحرر 169 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق خلال 24 ساعة    استشهاد فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية    أول تعليق من الأب دوماديوس الراهب بعد قرار الكنيسة بإيقافه عن العمل    ما مصير جثامين الحجاج المصريين «مجهولي الهوية»؟.. اتحاد المصريين بالسعودية يكشف (فيديو)    وزير الأوقاف: تعزيز قوة الأوطان من صميم مقاصد الأديان    المالية: نعمل على ميكنة مقاصة مستحقات المستثمرين ومديونياتهم لدى الحكومة    بعد إتهامه بالسرقة.. شقيق شيرين عبد الوهاب يقاضي حسام حبيب    «قوة الأوطان» موضوع خطبة الجمعة المقبلة    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى الصدر بالزقازيق    بعد الإطاحة به من المنافسة.. خيبة أمل تصيب صناع الفن بعد تذيل أهل الكهف الإيرادات    ارتفع عالميًا.. سعر الذهب اليوم الجمعة 21 يونيو 2024 وعيار 21 الآن للبيع والشراء    مدير آثار الكرنك: عقيدة المصري القديم تشير إلى وجود 3 أشكال رئيسية للشمس    استشاري نفسي يقدم روشتة للتخلص من اكتئاب الإجازة    أمين الفتوى محذرا من ظلم المرأة في المواريث: إثم كبير    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الأهلي والداخلية باستاد السلام    وزير الإسكان: جار إنشاء الطريق الإقليمى الشرقى حول مدينة أسوان وتوسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد    الحرارة تصل ل47 درجة.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    حلمي طولان يناشد الخطيب بطلب شخصي بخصوص مصطفى يونس.. تعرف على السبب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اغتيال الرئيس

في صباح اليوم جرت محاولة لاغتيال أول رئيس مصري مدني منتخب بطلقات عشوائية كثيفة اتت إليه من كل اتجاه وصوب‏..‏ وأعلنت منذ قليل مجموعات مصرية كثيرة مسئوليتها عن الحادث.
ومنهم‏:‏ الليبراليون‏..‏ واليساريون‏..‏ والمستقلون‏..‏ والمثقفون‏..‏ والسياسيون‏..‏ والحزبيون‏...‏ والإعلاميون‏..‏ ومجموعة اخري من الإسلاميين‏..‏ وذلك علي خلفية مرور مائة يوم علي توليه الرئاسة دون تنفيذ أو تحقيق مشروع انتقال مصر الي مصاف الدول الكبري المتقدمة‏..‏ وأنها لم تستطع في المائة يوم أن تنافس أمريكا واليابان وغيرها من الدول‏.‏
والحق أقول‏:‏ ما هذا العبث؟
هل من المعقول أن ما تم هدمه في سنوات طويلة وما سرق‏..‏ وما بدد‏..‏ وما جرف من عقول‏..‏ وما اصابنا من أمراض ووهن‏..‏ هل نستطيع في المائة يوم أن نقضي عليه وإن كان هذا متاحا ولم يتحقق‏..‏ فلماذا لم نساعد علي تحقيقه مادمنا شركاء في هذا الوطن‏..‏ لأن الأمر يحتاج الي العمل الجماعي وإلي تكاتف الجهود من أجل البناء والإصلاح ولا داعي لأن نقف كالمتفرجين‏..‏ ينتظرون الرئيس السوبرمان الذي يخلص البلاد والعباد من مشاكلها المزمنة والمتراكمة عبر سنوات طويلة وأن يخرج مصر من كبوتها‏..‏ فإذا ما نجح سرنا خلفه نهتف له‏..‏ وإذا فشل اقمنا عليه الحد وقطعناه اربا‏..‏ اربا‏.‏
أن بلدا بحجم مصر يحتاج الي سنوات طويلة لحل مشاكله المزمنة‏..‏ وما علينا الا أن نوحد الصفوف ونخلص النوايا‏..‏ ونعمل كثيرا من اجل ان نخرج بعيدا عن اجواء تصفية الحسابات والكراهية والخلاف والاقتتال علي جثة هذا الوطن‏.‏
فالموضوع ليس رئيس دولة يدير بلدا بحجم مصر بمفرده أننا لن نعود للوراء لن نعيد الحكم الديكتاتوري بل نحن شركاء له في المسئولية وشركاء في اصلاح هذا البلد والرقي به‏..‏ أن الذين يحاربون الدكتور محمد مرسي اليوم هم نفس الاشخاص والوجوه التي تحارب أي نجاح‏..‏ وأي تقدم‏..‏ وأي اصلاح ويفعلون ذلك مع سبق الاصرار والترصد‏.‏
وللمزايدين أقول‏:‏ انني لست اخوانيا‏..‏ ولم انتخب الرئيس مرسي‏..‏ لكن عندما اصبح رئيسا شرعيا منتخبا للبلاد بإرادة شعبية نزيهه اصبح واجبا علينا جميعا ان نحترم هذه الارادة الشعبية وأن نقف خلفه ندعمه ونساعده من اجل العمل والاصلاح والارتقاء بهذا الوطن‏..‏ ونزيل من أمامه العراقيل ولا نتصيد له الاخطاء‏..‏ ولن نستغل اجواء الحرية والانفتاح من اجل الهدم او الاهانة‏..‏ ونحاسبه في نهاية فترته علي ما قدم و علي ما اخفق‏.‏
فعندما تسلم مرسي السلطة كانت مصر مليئة بالغيوم والعواصف‏..‏ كان الوطن تائها في خريف الغضب‏..‏ وانقسام النخب‏..‏ ورعونة الاعلام المفرطة‏..‏ وضربات الخارج الموجعة والقاسية‏..‏ ومعاناة المواطن المصري البسيط المتزايده‏..‏ وانكسارات الاقتصاد وانهياراته المتواليه‏..‏ كانت لفحة نيران الخلاف والتفتت تحرق كل شيء حتي اجساد الثائرين الشرفاء الذين دفع شهداؤهم ثمن الحرية مقدما‏..‏ وينتظر الآخرون ثمار نضالهم‏.‏
كان الوطن مقهورا يبحث عن طوق النجاة‏..‏ عن بقعة ضوء‏..‏ يحاول ابناؤه استرجاعه ممن سرقوه ونهبوه وشردو رجاله وأطفأوا عقول شبابه‏.‏
كان وطنا لا يحلم‏..‏ ولا يقوي علي الحلم‏..‏ وطن عجوز‏..‏ اعيته سنوات الجفاف والانكسار ويقتات اليأس بالأمل‏..‏ وينتظر عوده الروح للجسد بلا ألم‏.‏
كان الخلاف والاختلاف والانقسام والرغبة في السيطرة والملاسنات والمشاحنات لها ما يبررها بين الذين يريدون رئيسا بخلفية مدنية‏..‏ أو بين من يري استمرار الحكم العسكري بأي صورة من الصور‏..‏ أما الآن وقد تم حسم القضية لصالح مدنية الدولة‏..‏ وعاد العسكر الي ثكناتهم‏..‏ وجلس الجنرالات في منازلهم وهرب منافس الرئيس في الانتخابات خارج البلاد‏..‏ فاعتقد أننا نحتاج هدوءا وعملا‏..‏ انتاجا ورغبة صادقة في خدمة الوطن والوقوف صفا واحدا خلف رئيسه المنتخب بصرف النظر عن اختلاف الانتماءات والتوجهات‏.‏
لكن ما يحدث الآن يتوالي بسرعة مريبة‏..‏ ويتخذ لنفسه اسبابا قد تختلف بواعثها لكنها تصل في نهاية الأمر الي عمليات تخريب حقيقية علي أرض الواقع ورغبة متعمدة في عرقلة اي تقدم‏..‏ وتكشف الأيام الغطاء عن حالة من الاحتقان تتوالد في مناخ فاسد اسود تفجره نوازع غريبة وأخطاء كثيرة تتسع دائرتها عبر استمرار مسبباتها لتتحول الي ظاهرة مجتمعية مخيفة‏..‏ لو لم نتداركها فإنها تهدد مصر بخطر وخيم وانهيار قادم لا محالة‏..‏ والامر لا يتطلب سوي مصالحة شعبية وتوافق وطني‏..‏ وممارسات حقيقية شريفة تلقي بظلالها علي حاضر الوطن ومستقبله‏.‏
وللأسف النخب لا تفكر الا في مصالحها الخاصة ورغبتها الحقيقية في التملك وسعيها المستمر نحو تشويه الاخر بصرف النظر عن اي اعتبارات وطنية وسوف تستغل عدم تحقيق كل وعود الرئيس لتنصب له المشانق بدلا من أن تساعده في ايجاد حلول لها‏.‏
فالاحزاب تري في رئيس الدولة عدوا ينتمي الي حزب آخر منافس لابد من العمل ضده وبكل قوة كي يفشل حزبه قبل أن يفشل هو نفسه‏.‏
والسياسيون‏..‏ تائهون يبحثون عن مجد شخصي ودور أو عمل أو بطولة زائفة‏..‏ وثرثرة لا طائلة من ورائها في المؤتمرات ووسائل الإعلام دون تقديم مشروع واحد للبناء واصبح النقد للهدم فقط واظهار عجز الآخر‏..‏ والبعض منهم انتهازيون لا نأخذ منهم الا كلام فهم ضجيج بلا طحين‏.‏
ومثقفون طغي كرههم للإخوان المسلمين والهجوم عليهم ليل نهار‏..‏ علي العمل لصالح الدولة ومستقبلها فلم يقدموا رؤية أو يعرضوا حل أو يفسروا ظاهرة‏.‏
واعلاميون‏..‏ تفوح من قنواتهم وصحفهم رائحة الكراهية والتمويل المشبوه‏..‏ يلعبون علي المتناقضات والاتهامات ونشر الشائعات‏..‏ ويلهثون نحو الفرقعات الاعلامية الهشة والكاذبة‏..‏ ونسوا انهم امناء علي مصالح البلد‏..‏ وأنهم مراقبون لها محافظون عليها‏..‏ داعمون لتقدمها‏..‏ نسوا ان الاعلام يقيم ممالك‏..‏ ويزيل امما‏..‏ بصدقه وموضوعيته وامانته وحياديته ونزاهته‏.‏
ومواطنون‏..‏ يدفعون ثمن حروب لا علاقة لهم بها وشعارات لا تثمن ولا تغني من جوع‏..‏ ولا تحمي اجسادهم من بروده الشتاء الذي يطرق الابواب‏.‏
ومسئولون‏..‏ بعضهم ملوث بخطايا النظام السابق الذي يحاول الالتفاف علي كل شئ ويجهض اي نجاح‏..‏ والبعض الآخر يصطدم بقوانين وأنظمة مازالت سائدة تحتاج الي تعديل‏..‏ مع ضعف امكانيات كبير‏..‏ وانهيار في البنية التحتية لمعظم مؤسسات الدولة‏.‏
والشعب‏..‏ والوطن‏..‏ بينهم ثوار قدموا حياتهم من أجل حرية هذا البلد‏..‏ يريدون أن يروا نجاحا أو تقدما من أي نوع‏..‏ وللأسف وقعوا ضحية للانتهازيين واللصوص والمرتشين والمدعيين والفلول والحالمين بالعودة للحكم‏..‏ والكارهين للاخوان‏..‏ والذين يفضلون مصالحهم الخاصة علي مصالح البلد‏..‏ والمستعرضين لقوتهم الزائفة‏..‏ والمنافقين والفاسدين الذين يحاولون ايقاف السفينة وهدم اي نجاح‏.‏
والمشكلة اننا لا نسمع‏..‏ لا نري‏..‏ لا نتعلم‏..‏ لكننا نتكلم كثيرا‏..‏ لقد وصلنا الي منتصف السلم ثم توقفنا عن الصعود‏..‏ ونخشي من العودة للمربع الأول‏..‏ وسط مخاوف من انهيار اقتصادي كبير علي وشك الحدوث قد يؤدي الي ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس‏.‏
فالجميع بلا استثناء يبحث عن السلطة‏..‏ ولا أحد يبحث عن الوطن‏..‏ الجميع مدان الكل يتحمل مسئوليه اي انهيار قادم‏.‏ فحل مشاكل الامن والمرور والنظافة والخبز والوقود لوطن بحجم مصر وشعب يصل تعداد سكانه الي ما يقر ب من‏90‏ مليون يحتاج الي مائه عام وليس الي مائه يوم‏..‏ المهم من ذلك كله أن ندرس ماذا حدث وان نكمل علي ما تم‏..‏ هكذا ترتقي الأمم لا تهدم ما سبق لكن تبني عليه‏..‏ والأهم هو تطهير النفوس قبل الشوارع وتنظيف النوايا قبل الحواري وتزويد العقول بوقود العلم قبل السيارات والمصانع‏.‏ فلم يكن الفساد‏..‏ فساد نظام فقط‏..‏ بل كان فساد قطاعات كثيرة استشري في طول البلاد وعرضها فأصبح كالسرطان لابد من انتزاعه من جسد مصر‏..‏ وأول خطوة هي العمل والانتاج‏..‏ وأن ترفعوا ايديكم ولا تظلموا البلد‏..‏ ولا تغتالوا الرئيس المنتخب بل التفوا حوله الي حين وانسوا خلافاتكم‏..‏ حتي لا يضيع الوطن‏.‏
[email protected]
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.