هذا القول إن الفن حلاله حلال وحرامه حرام, وهو قول عالم جليل, وهذا يعني أن ما يقدم من كل أنواع الفن المرئية والمسموعة والمقروءة فيها ما هو صالح وفيها ما هو فاسد, وبما أن الفن مرآة للمجتمع والمرآة تعكس صورته, فإذا كان المجتمع صالحا فلن يقبل أي نوع من أنواع الفنون الفاسدة وبما أننا في وطننا العزيز ومصرنا الحبيبة, في حالة ثورة ونهضة للاصلاح والخروج من عصر عشنا فيه أكثر من ثلاثة عقود فساد في فساد أخلاقي واجتماعي وفني, وهذا القول ان الفن حلاله حلال وحرامه حرام خرج لأن أحد المتشددين بتحريم الفن ومهاجمة الفنانين واتهامهم اتهامات يعف القلم عن كتابتها وله آراء متشددة وعجيبة في كثير من الأمور وتحريم الموسيقي وتحية العلم في المدارس, وزواج الفتاة في سن التاسعة أمور ليس هذا مكان مناقشتها وأقول للمجتمع الجديد بعد الثورة, ان النظام الجديد لا يحارب ولا يمنع أي فن من الفنون الرفيعة والتي تحمل رسالة وطنية أو ترفيهية أو اجتماعية أو دينية, وقد قام رئيس الجمهورية ورئيس كل المصريين بلقاء مع الفنانين ورموزهم وطمأنهم وطلب عدم الاستماع للاشاعات وآراء المتشددين الموجودين في كل عصر, فليس من المعقول أن ننسي أهمية ودور المثقفين والفنانين في كل الثورات بدءا من الثورة الفرنسية( موسيقي ونشيد المارسيليز) وفي ثورة1919 سيد درويش( بلادي بلادي) وهي السلام الوطني حتي الآن, أما ما قام به المثقفون والفنانون في ثورة يوليو1952 لا يعد ولا يحصي, أحلي نهضة ثقافية والتي حصل فيها أحد مثقفيها علي أهم جائزة عالمية( جائزة نوبل) حصل عليها نجيب محفوظ, وفي لقاء مع رئيس الجزائر الراحل هواري بومدين قال لنا في عيد الجزائر العاشر عام1972 إن الاغاني الوطنية التي كانوا يستمعون إليها من خلال صوت العرب كانت من الأسلحة المهمة في نجاح ثورة الجزائر, وهذا يعني أن الموسيقي والغناء سلاح مباشر في نهضة الأمم وهذا لا يمنع من ظهور بعض الفنون الهابطة في بعض الأحيان, وهذا ما يجب علينا أن نقاومه ونحاربه لأنه فن فاسد ولا يقدمه إلا الفاسدون وانتشر في العقود الثلاثة السابقة وبسببه قامت الثورة, ونحن الآن نعيش في نظام جديد يتولي أمرنا رئيس منتخب لأول مرة في مصر والمفروض أن المثقفين والفنانين يقومون بدعم الرئيس والنظام وتجميل صورة المجتمع, ويقدمون فنونا تليق بالعصر الجديد ومحو صورة عصر الفساد السابق, والفن والفنانون عوامل بناء في كل عصر وصورة لكل الأمم والمجتمعات الأخري, وكانت مصر هوليود الشرق في كل الفنون الجميلة, وكانت مركز اشعاع لكل الدول الشقيقة, والمجتمع ينتظر الآن من المثقفين والفنانين أن يقدموا انتاجا راقيا يليق بثورتنا ودعما للنظام وخصوصا بعد اطمئنانهم في اللقاء مع الرئيس ولا يستمعوا لأقوال المهووسين والذين يحبون الظهور تحت بند خالف تعرف, وأن تنتهي من لغة الحوار والكتابة كلمة( حلال وحرام) لان لغة التحريم لغة ارهابية ونقول هذا عمل صالح أو هذا عمل فاسد, والتحريم والتحليل نتركها للشئون الدينية ورجالها والفن رسالة حلاله حلال وحرامه حرام. والله ولي التوفيق