ما أن تطأ بقدميك منطقة الزيتون أحد أهم الأحياء وأعرقها في محافظة القاهرة حتي تشعر وكأنك في حي بلا مشاكل.. فالهدوء سيد الموقف في معظم شوارعه ولكن أنصحك بألا تصدر حكمك سريعا علي الحي بأكمله خاصة إذا كانت بداية رحلتك داخل الزيتون من شارع العزيز بالله من ناحية جسر السويس.. فأنت تسير وسط عقارات تدل علي المستوي الاجتماعي لساكنيها وبتوغلك أكثر تجد امام قسم الزيتون الذي يعاني حتي الآن منذ تم حرقه ما ترتب عليه نقل السجل المدني الذي كان يعتمد عليه عدد كبير من المواطنين الذين سيضطرون إلي تغيير وجهتهم إلي الأحوال المدنية بالعباسية أو النزهة وفقا لرواية أحد عساكر الأمن امام بوابة القسم.. ومنذ وصولك لشارع المتوكل علي الله ستشعر بتغيير ملحوظ في كل شئ بداية من العقارات القديمة والقمامة المتناثرة في كل مكان علي هيئة تلال تنتظر الإزالة قبل أن تعلو القمم..! ويتعقد المشهد أكثر وتزداد الفوضي لتجد نفسك وسط عدد لا حصر له من الباعة الجائلين حيث تحول الطريق إلي سوق عشوائي يباع فيه كل شيء وذلك للوصول إلي مترو الأنفاق قاصدا محطة حدائق الزيتون.. ومن هنا كانت البداية مع غادة عبدالعزيز طالبة بالمرحلة الثانوية حيث أكدت ان الزيتون الشعبية تختلف كثيرا عن الزيتون الراقية مشيرة إلي أن المنطقة تحولت مع مرور الوقت إلي سوق شعبي مفتوح بالإضافة إلي محلات الملابس والأحذية التي كانت نقطة الانطلاق للباعة الذين افترشوا الأرض أمامها استغلالا لوجودهم بجوار محطة مترو انفاق حدائق الزيتون. وتقول عبير محمد ربة منزل أن الحي محسوب علي الأحياء الراقية ولكنه مثل معظم أحياء العاصمة يعاني من مشكلة القمامة التي تتراكم إذا تقاعس المسئولون عن نظافة الحي عن أعمالهم يوما واحدا. ويشكو محمود خلف مدرس من ظاهرة الإشغالات التي برزت بشكل أكبر بعد الثورة كما أن الباعة استغلوا حالة الانفلات الأمني واتبعوا سياسة الأمر الواقع وكأن الأرصفة والشوارع باتت ملكا لهم!! ويري عماد حافظ مهندس كمبيوتر ضرورة تفعيل دور الأحزاب خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها معظم أحياء العاصمة فوضي منظمة بدأت تأخذ مسارها الطبيعي وكأنها جزء من تكوين الحي الأصلي لينتقل للحديث عن الزيتون تحديدا قائلا أخشي ان يتحول أحد أهم الأحياء وأرقاها إلي منطقة شعبية بسبب هذا الزخف العشوائي الذي بدأ من محطة المترو وأخذ يزداد حتي وصل إلي هذا الحد. من جانبه أكد عاطف عبدالمنعم يوسف رئيس حي الزيتون ان حملات إزالة الإشغالات مستمرة منذ انقضاء عيد الفطر لأن نسبة المخالفات قد زادت خلال أيام العيد مشيرا إلي أن هناك بعض الشوارع التي شهدت نسبة أكبر من المخالفات عن غيرها مثل سوق شارع سليم وأسواق شارع طومانباي وشارع المطرية مؤكدا أهمية التعاون مع قوات الشرطة لتأمين عمليات الإزالة. ** الزيتون في سطور من أحياء شرق القاهرة حيث يحده من الشمال حي المطرية ومن الشرق حي عين شمس ومن الجنوب حي مصر الجديدة ومن الغرب حي الوايلي ويوجد فيه مناطق راقية وأخري شعبية. وقد سمي بهذا الاسم لوجود مزارع مشهورة بزراعة الزيتون به قبل ثورة يوليو بعد سن قانون الإصلاح الزراعي وكان مليئا بالمزارع والفيلات والقصور التي تحولت فيما بعد إلي عقارات عادية ولكن لا تزال بعض هذه القصور موجودة كما يشتهر حي الزيتون ببعض المعالم مثل مسجد العزيز بالله وكنيسة السيدة العذراء بالزيتون وقصر الطاهرة. وأضاف أن الإشغالات مقدور عليها لكن هناك كارثة أكبر من ذلك وهي اكتشاف كميات كبيرة من اللحوم والأسماك والجمبري فاسدة ولا تصلح للاستخدام الآدمي في بعض المحلات الكبيرة, ويضيف ان الحملات كانت تتضمن مفتشي صحة وطب بيطري ومرافق.