صديقتي: أكتب إليك هذه الكلمات وأنا أعترف أني أشعر بما تشعرين به في كل وقت من حياتك وأحس بكل خلجة تنبض في داخلك وأعلم كم الاضطرابات التي تمر بكن جميعا. وهذا ليس عيبا فهذه مرحلة سنية طبيعية يمر بها جميع البشر ولا حرج في أن اقول لاني مراهقة فمثلها مثل مرحلة الطفولة والشباب والشيخوخة فلماذا لا يحرج الشاب بأنه شاب ويفخر الشيخ بهذا الاسم وهو دليل علي مرحلة الشيخوخة فكذلك ينبغي علي المراهق أن يقر بصدر رحب أنه في هذه المرحلة الطبيعية فلا عيب ولا حرج ان يقول إنه مراهق. مع الأسف الشديد كثيرات لا تعرف عن هذه المرحلة سوي انها فترة يزداد فيها الانجذاب إلي الجنس الآخر وهذا يؤدي بالضرورة إلي الاندفاع في تكوين علاقات دون مراعاة لقيم دينية أو اجتماعية فتنسي الفتاة المراهقة لفظة حرام أو عيب وتندفع وراء غريزة فتية نشطة. ولكن لحظة: قبل الاندفاع وراء الغرائز فالإنسان تتحكم فيه أشياء أخري غير الغرائز الحيوانية وإلا فما الفرق بينه وبين أي حيوان إن الله وهب لنا العقل الذي يحد من ثورة الغريزة.. وبالعقل جعل الله للانسان قيما يسير عليها حتي لا يندفع وراء أخطائه. وبالعقل وصل إلي الله فعرف الحلال والحرام. ولذلك صديقتي أنصحك بالتحلي بالأخلاق التي تكون كالتاج فوق رأسك ولا تنسي حديث المصطفي إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولا تنسي صفة الحياء فهو جزء من جمالك حتي لو سخر منه البعض واعتبر التبجح والجرأة هي الأصل. والحياء خلق حميد يبعث علي ترك القبيح, ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وللحياء فضائل عديدة, دلت سنة نبينا صلي الله عليه وسلم عليها, فمن ذلك: أنه خير كله, فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: الحياء لا يأتي إلا بخير. وقال: الحياء كله خير, وهو من الأخلاق التي يحبها الله, قال الرسول صلي الله عليه وسلم إن الله حيي ستير يحب الستر والحياء. ومتي تزداد المرأة جمالا؟ تزداد المرأة جمالا عندما تزداد وجنتيها احمرارا. تزداد المرأة جمالا عندما يزداد رأسها انخفاضا. تزداد المرأة جمالا كلما ازدادت حياء. وكثيرون منا يلاحظون رغبة كثير من النساء والفتيات في إبداء الزينة والتبرج ومحاولة لفت الأنظار وإثارة انتباه الرجال الغرباء نحوهن, هذه الرغبة بعيدة عن الإسلام, وعن الأخلاق, وعن الفطرة السليمة, فالفتاة المسلمة تخشي أن يري زينتها أحد من الرجال سوي محارمها. ولأن جسدها عزيز عليها ليس سلعة رخيصة تعرض علي كل غاد ورائح, فالتي هانت عليها نفسها فهي عند الناس أهون ومن عزت عليها نفسها فهي عزيزة عند الناس. أريدك صديقتي إن كنت ممن أتحدث عنهن أن تقتربي من الله وأن تزيدي من قراءة القرآن لأنه يعلمنا ما لا نجده عند بشر.. وألا تحتاجي إلي الحانا من أحد سوي والديك اللذين بذلا قصاري جهدهما من أجل أن يكون لكي شأن في حياتك فحاولي ألا تجعليهما يوما يندمان علي هذه النشأة. حاولي أختي أن تختاري صديقتك بدقة وحذر فأنه كما يقال: الصديق كالمظلة كلما اشتد المطر ازدادت الحاجة له. اجعلي صديقتك سبيلا لقربك من الله وتساعدك علي الأفضل بصدق فأحبي من ينصحك لا من يمدحك واحذري من قرناء السوء لأنه من يبتعد عن رفاق السوء ينجو من الزلل والضياع. وفي النهاية أريدك أن تعلمي حكمة قالها أحد الفلاسفة: الأصدقاء ثلاثة: صديق كالغذاء تحتاج إليه في كل وقت وصديق كالدواء تحتاج إليه أحيانا وصديق كالداء لا تحتاج إليه أبدا. القسم الثانوي كلية الإقبال القومية