خرجت سعاد من رحم الدنيا كزهرة بريئة وسط الأشواك, تاهت وسط زحام الحياة فبين شقاء أب يواصل ليلة بنهاره في عمل يوفر منه قوت أولاده وأم تحرص علي رعاية أطفالها, نشأت سعاد أكبر أشقائها. ذاقت الحرمان منذ طفولتها المبكرة تطلعت إلي الحلوي التي تمسك بها أيدي من في مثل عمرها من الصغار لكنها عندما كانت تضع يدها الصغيرة في جيبها كانت لاتجد شيئا. ورغم هذه الظروف والنشأة القاسية, استطاعت باجتهادها الحصول علي ليسانس دراسات إسلامية, وكانت تحلم دائما بحياة أفضل غير أن صعوبة الواقع الذي تعيشه كانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها جميع تطلعاتها خاصة بعد ارتكابها جريمة قتل أقل ماتوصف به بأنها بشعة حيث تجردت في لحظة من آدميتها وتحولت إلي وحش كاسر أو أشد قسوة عندما شكت أن خطيبها يفكر في فسخ خطبتهما الأمر الذي أفقدها اتزانها ولاسيما أن قطار العمر وصل بها إلي نهاية العقد الثاني وجميع من كان معها في الدراسة أو كان في مثل سنها قد تزوجن وأنجبن أطفالا بعضهم التحق بالمراحل التعليمية الأولي. كانت سعاد تشعر أنها أقل جمالا من زميلاتها أو بها عيوب يصرف عنها كل من يتقدم لخطبتها رغم أنها جميلة إلي حد ما وذكية إلي حد أكبر, فبعد انصراف عدد كبير من تقدموا لها عقب تخرجها لأسباب مختلفة سواء كانت بسبب رقة حال أسرتها أو لأسباب أخري دفعتها للتمسك بأول شاب يتقدم لها وكان هذا الشاب يدعي محمد محمود25 سنة صاحب مغسلة لم يفكر في فارق السن بينهما وهي أيضا لم تصدق نفسها عندما أخبرها بنيته في التقدم لأسرتها فأسرعت إليها تزف الخبر ولم تجد الأسرة عيبا لكي ترفضه فهو أصغر سنا منها ولديه مغسلة تدر عليه دخلا يمكنه من فتح بيت وبالتالي لم تثقل عليه في طلباتها وتمت الخطبة في حفل اقتصر علي الأهل والأصدقاء ولم يمر يوم حتي يقتطع منه محمد أكثر من ساعة يخصصها للحديث مع خطيبته التي كانت تعيش في سعادة غامرة بحبه لها الذي تغلغل إلي شفاف قلبها وصارت لاتحتمل مرور يوم بدون سماع صوته والتحدث معه. وذات يوم, تطور الحديث بينهما إلي تجهيز عش الزوجية فأقنعته بضرورة خروجها للعمل لمشاركته في تأسيسه وكانت تدخر كل ماتحصل عليه من أموال لشراء الأثاث والأجهزة الكهربائية حسبما أكدت في التحقيقات غير أنها فوجئت بعد مرور عامين علي خطوبتهما بقيام خطيبها ببيع الأثاث وإعادة الشقة التي استأجرها لصاحب المنزل فلم تتمالك نفسها ولاسيما بعد أن اكتشفت أن لديه علاقات نسائية مع بعض السيدات من خلال عمله في المغسلة الأمر الذي أفقدها وعيها ودفعها لمواجهته عله ينكر ماسمعته عنه من شائعات وتوجهت إليه في مقر إقامته ببولاق الدكرور بعد أن أصرت علي مقابلته بدعوي أنه لأمر هام في شقة أحد أقاربه ولدي وصولها وطرقها للباب قام خطيبها بفتح الباب واستقبلها كأي شخص وليست المقابلة والترحيب الذي اعتادت عليه من جانبه وشعرت أنه تغير تماما ناحيتها فحاولت معرفة سبب جفائه في معاملتها خاصة وأنها لم تفعل سببا لذلك وأمام إصرارها علي معرفة الأسباب فاجأها بأنه ينوي فسخ خطبتهما وإنهاء علاقتهما تماما ورد المبالغ التي شاركت بها في تأسيس المسكن لتسقط مغشيا عليها من هول الصدمة وتمالكت أعصابها وانتظرت بعد إفاقتها دخوله الحمام والشر يتطاير من عينيها ويدها ترتعشان وهي تستل سكين المطبخ وتختفي خلف ستارة الحمام لتوجه إليه لدي خروجه عدة طعنات في قلبه ليسقط علي الأرض وعندما شعرت بأنه لم يفارق الحياة أعادت طعنه حتي سقط في بركة من الدماء وقامت بقطع عضوه الذكري انتقاما منه ثم غسلت يديها من الدماء واستقلت بعد ذلك الميكروباص المتجه إلي ميدان رمسيس حيث تخلصت من السكين في أحد صناديق القمامة هناك لإبعاد الشبهات عنها. وبعثور أحد أقارب المجني عليه مقتولا, أبلغ الأجهزة الأمنية والتي توصلت من خلال تحرياتها إلي أن آخر المترددين علي المجني عليه محمد. م هي خطيبته سعاد30 سنة وبمناقشتها انهارت واجهشت بالبكاء واعترفت بارتكابها للواقعة انتقاما منه لاعتقادها بأنه كان ينوي فسخ خطبتها وباعترافها أمرت النيابة بحبسها احتياطيا تمهيدا لإحالتها لمحكمة الجنايات.