واجب علي كل مسلم يؤمن بالله ربا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم كما قال تعالي:( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) وتعزيره يكون بنصره وتأييده, وتوقيره يكون بإجلاله وإكرامه صلي الله عليه وسلم. وإن ما تعرض له النبي صلي الله عليه وسلم من سخرية واستهزاء في ذلك الفيلم المسيء ليستدعي النصرة والحمية والذود عن جناب الرسول صلي الله عليه وسلم, حيث تمثل الرحمة في خلقه صلي الله عليه وسلم وتعامله مع الناس أجمعين ولم تكن هذه الرحمة فقط مع أصحابه رضوان الله عليهم بل رحمته صلي الله عليه وسلم تعدت لغير المسلمين فكان صلي الله عليه وسلم جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوي الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال:( اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا..), بل حذر وأنكر من قتل النساء والصبيان في أثناء مغازيه. وحفظ صلي الله عليه وسلم حقوق المعاهدين في أنفسهم وأموالهم, فقال:( من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما), فالسير النبوية مليئة بتلك المواقف التي تمثل قول الله تعالي:( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). * في البداية يقول الدكتور محمد دسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة, إن الذي أريد أن أؤكده أن هذا الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم يعد حلقة في سلسلة الهجوم علي العالم الإسلامي منذ أكثر من سبعة قرون مضت, وقد بدأت هذه الحملة المضادة للإسلام والمسلمين بعد انتهاء الحروب الصليبية وتمثلت في نشاط المستشرقين والمبشرين الذين أرسلت لهم أموال طائلة من أجل تشويه الإسلام كغايتين: الغاية الأولي. يشككون في صحته والغاية الثانية. جعل غير المسلمين لا يدخلون في الإسلام واستمرت هذه الحلقات المناوئة للإسلام وبخاصة بعد احتلال العالم الإسلامي وقد تضاعف نشاط المستشرقين والمبشرين في ظل الاحتلال العسكري للعالم الإسلامي ومع ذلك ظل المسلمون معتصمين بدينهم, وكان للعلماء في كل دول العالم الإسلامي دور مهم جدا في مقاومة نشاط التبشير والاستشراق, ومع هذا فإن نشاط الاستشراق أحدث في داخل المجتمع الإسلامي فتنة تمثلت في بعض المثقفين الذين يدعون أنهم دعاة التنوير والتجديد وهؤلاء مثلوا قوة مضادة للفكر الإسلامي بوجه عام وكان لهم تأثيرهم عن طريق وسائل الإعلام وحتي في الجامعة, وظل تيار الموقف المضاد للإسلام مندفعا في شدة وتمثل ذلك في العصر الحديث في مساعدة اليهود في انشاء دولة يهودية صهيونية في فلسطين, العالم الغربي كله تواطأ علي مساعدة اليهود وكان لبريطانيا الاثم الأكبر بما صدر عنها وعد بلفور ولهذا فإن العالم الاسلامي الان بعد ثورات الربيع العربي والتي يغلب عليها التيار الاسلامي وهذا يخيف اليهود كما يخيف غير اليهود أما ظهور هذا الفيلم الآن؟ ومن قبله حرق المصحف؟ وقبله الرسوم المسيئة للرسول, فأنما يدعونا إلي مقاومة هذا التيار وهو ما يفرض علي المسلمين جميعا أن يبددوا اسباب التفرق والصراع فيما بينهم وان يدركوا أن مستقبلهم وعزتهم وكرامتهم في الاسلام وتعاليمه التي صلح عليها امر الدنيا والآخرة, ويجب مع هذا ان تكون هناك مؤسسة علمية تتصدي لكل ما يسيء إلي الاسلام من اباطيل ومفتريات والرد عليها بلغات أجنبية, وان نتجنب دائما الانفعالات العاطفية الي لا تثمر الا الضرر, وعلينا ان نعبر عن آرائنا بأساليب حضارية وبذلك يمكن للعالم أن يري فينا اننا نحكم العقل والفكر قبل الانفعال الذي لا يترتب عليه الا تشويه صورة الإسلام والمسلمين ويجب علي المؤسسة الاسلامية الأولي وهي الأزهر أن تتبني إنشاء هيئة علمية تجيد اللغات الأجنبية ومهمتها تتبع ما ينشر أو يقال عن العالم الاسلامي بصورة غير علمية وترد علي كل الاباطيل والافتراءات التي يكتبها بعض المستشرقين والمبشرين لأن نشاط الاستشراق والتبشير مازال قائما حتي الآن ولهذا نطالب بتفعيل حصص الدين في المدارس كلها وبخاصة في مدارس اللغات ويحث اجهزة الاعلام ان تهتم بهذا الجانب في برامجها ونشر الوعي الديني وان يكون الناس جميعا علي قلب رجل واحد معتصمين بحبل الله ويطبقونه عمليا في كل المجالات فنحن بهذا يمكن أن نكون بنيانا مرصوصا او بدنا واحدا ونستحق بحق أن نكون بحق خير أمة أخرجت للناس.