تعاني قرية ساقية المنقدي بمركز أشمون بالمنوفية تجاهل المسئولين لها, بعد أن كانت أشهر مصدر للصدف والتحف لدول الخليج وشارع خان الخليلي, بعد أن أغلق الصناع ورشهم الصغيرة بالمنازل الريفية أو بالحقول بالعمل في صناعة علب حفظ المجوهرات الخشبية المطعمة بالصدف والتي تخرج من تحت أيديهم التحف الفنية والتي تتلقفها الأسواق المحلية لتباع للسياح زوار الحضارة المصرية القديمة من الأقصر للإسكندرية للموسكي. يقول محمود قوطة, مؤسس أول ورشة للتطعيم بالصدف عام1977: بدأت بالعمل في هذه الحرفة وعمري6 سنوات مع أحد أقاربي بالقاهرة, وعدت إلي القرية وقررت بعد أن أصبحت في عمر الشباب افتتاح ورشة خاصة, وأن القرية كان عدد العاطلين بها كبيرا فافتتحت ورشة صغيرة التحق بها عدد كبير من الشباب سواء من خريجي الجامعات أو من حملة الشهادات المتوسطة لتصل اليوم إلي أكثر من70 ورشة يتنوع إنتاجها ما بين العلب المطعمة بالصدف مختلفة الأحجام والأشكال وإنتاج القطع الفنية الأخري التي تستخدم في التزيين والديكور, بالإضافة إلي إنتاج غرف الاستقبال والصالونات وجميعها تطعم بالصدف, كما يمتد التطعيم بالصدف إلي البراويز ورقع الشطرنج ومنابر المساجد وحوامل المصاحف. وأكد أحمد سليمان, أحد أبناء القرية, أن هناك أربع مراحل حتي تكتمل القطعة الفنية أولها النجارة وتكون بتصميم الهيكل الخشبي للقطعة, ثم تأتي مرحلة التشكيل بالصدف, حيث يتم لصق الصدف, وهو ما يتطلب من العامل الدقة والحس الفني والذوق العالي, ثم يلي ذلك مرحلة تلميع الصدف لتكون القطعة في شكلها النهائي, وإذا احتاجت القطعة الفنية للتبطين بالقماش تكون هناك مرحلة رابعة هي التنجيد مثلما يحدث في العلب. وأضاف شاهين عبدالله أن المنتجات التي تخرج من الورش تخضع لنظام في البيع والشراء, فبعد الانتهاء من القطع الفنية, يأتي دور التجار الذين يتولون تسويق المنتجات إلي أصحاب البازارات بالقاهرة, خاصة في المناطق السياحية, حيث يتهافت السائحون والزائرون لمصر علي شراء هذه التحف الفنية والأنتيكات كونها تحظي بجماليات وتشكيليات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي, مما يضفي عليها قيمة جمالية وطابعا تاريخيا, كما يتم تصدير هذه المنتجات المطعمة بالصدف إلي كثير من الدول العربية والغربية. وأكد محمد محمود صاحب ورشة بالقرية أنه يطوع الإنترنت في ابتكار أشكال فنية جديدة إلي جانب التعرف علي أحدث التصميمات الخاصة بالغرف, والتي يمكن تنفيذها, ومن ثم تطعيمها بالصدف داخل ورشته, بالإضافة إلي محاولة فتح أسواق جديدة يمكن من خلالها تسويق منتجات الصدف, كما يستغل الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك في عرض منتجاته عبر إحدي المجموعات علي الإنترنت. لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع تكملة هذا الشغل للنهاية, فيضطر صاحبها إلي السفر والعمل بورش خان الخليلي, مما يحتم ضرورة تشجيع الدولة والمستثمرين بمنح القروض لهؤلاء الشباب وأصحاب الورش الصغيرة لتستمر الصنعة التي فتحت بيوت الآلاف منذ أكثر من ثلاثين عاما لوقف ارتفاع الأسعار, بالإضافة إلي أن ارتفاع أسعار الخامات قابله انخفاض في سعر المنتج بالنسبة لأصحاب الورش الصغيرة وعدم توفير الحكومة الخامات بالجمعيات الحكومية بأسعار مناسبة لأصحاب الورش, ويجب علي الحكومة إنشاء منافذ بيع للصدف حتي لا تترك بعض التجار يتحكمون في سعر الخام وحتي لا تعطي فرصة للوسطاء للشراء بأرخص الأسعار والبيع بأغلي الأسعار.