بالتزامن مع استمرار الحملة العسكرية نسر بسيناء وتداعياتها الأمنية علي المجري الملاحي لقناة السويس, اعادت بورسعيد فتح ملف الحرم الجغرافي والقانوني للقناة الواقع غرب القناة تحديدا وعلي مساحة قدرها45 كيلو تنتهي جنوبا بالحدود الإدارية بين بورسعيد والإسماعيلية وتحديدا عند نقطة القنطرة غرب.. وجاء فتح الملف الأمني لهذه المسافة الطويلة المطلوب تأمينها حفاظا علي امن المجري الملاحي للقناة ليفجر مهازل ومآسي التعديات علي حرم القناة من جانب المئات من الأفراد والمزارعين واصحاب مزارع الدواجن ومافيا التعدي علي اراضي الدولة ممن استباحوا المساحة المحصورة بين المجري الملاحي للقناة, وطريق بورسعيد الإسماعيلية في غيبة من القانون والمحليات الفاسدة. وفي جولة ل الأهرام المسائي بالمناطق الملاصقة للقناة سجلنا وقائع مؤسفة في مقدمتها البناء علي الأرض الزراعية, وصرف مخلفات الأراضي الزراعية ومزارع الدواجن بترعة الإسماعيلية( الترعة الحلوة) التي تعد شريان مياه الشرب الرئيسي لمدينة بورسعيد, علاوة علي انتشار البلطجية والخارجين علي القانون بالمباني المهجورة والجاري بناؤها علي الأرض المواجهة مباشرة للقناة. وكشف المهندس مدحت فودة مدير محطة مياة الشرب ببورسعيد( الرسوة) سابقا والقيادي الحالي بهيئة القناة عن الأسباب الحقيقية التي حدت بقيادات المحطة في منتصف التسعينات لقطع المياه عن الشبكة الرئيسية بالمدينة بشكل كامل حينذاك, مشيرا لنتائج تحاليل المياه الخارجة من المحطة في تلك الأيام العصيبة والتي جاءت كلها سلبية جدا وتصل لمرحلة السمية بعد انتهاء عمليات تحليتها وتكريرها.. موضحا انه لم يكن هناك خيار بديل للقطع فالتزام هيئة قناة السويس التاريخي بمد مدن القناة بالمياه العذبة ومقتضيات الحفاظ علي ارواح الابرياء من مواطني بورسعيد حينذاك قد فرض علينا قطع الخدمة ومراجعة الترعة الحلوة في جميع مناطقها فعثرنا للأسف علي براميل مواد كيماوية سامة وقاتلة ملقاة بالترعة وكانت وراء ما حدث.. وهو ما استوجب مطالبه الهيئة للمحليات والأمن تأمين مجري الترعة الحلوة وازالة أي مصادر للتلوث عليها داخل حرم القناة. وقال المهندس مصطفي العريان( مديرية الزراعة) ان المديرية لم تقصر في واجبها لازالة جميع التعديات علي الأراضي المجاوره لحرم القناة علي مدار السنوات الماضية وحققت في هذا المجال نتائج طيبة, ولكن ظلت المشكلة قائمة لاسباب كثيرة معظمها متعلق بالانفلات الأمني عقب الثورة وتداخل المسئوليات بين المديرية والعديد من الجهات الأخري الموجودة علي حرم القناة وخاصة غرب الترعة الحلوة.