التعليم هو أساس التقدم وهو الذي يصنع الاقتصاد والتطوير الزراعي والصناعي والتكنولوجي, متي أحسن استخدامه. مناسبة هذا الكلام أن السبت المقبل هو بداية العام الدراسي الجديد في بلادنا, مع كل مايرافق ذلك من تداعيات, خاصة مايتعلق بامتحان الدراسة الثانوية والقبول بالجامعات والتخصصات, و لاحقا فرص العمل. نحن نعتقد أن من أكبر القضايا التي تواجه التعليم في بلادنا, وماأكثرها, هي عدم التوافق بين الاحتياجات الفعلية والدراسة, وشعور الطالب أو الطالبة وكذلك أولياء الأمور, بالأبواب الضيقة والفرص القليلة المتاحة في حال استكمال الدراسة الثانوية, أولا والتخرج من الجامعة ثانيا: أن كان ممكنا وللحقيقة فان شعبنا رغم كل العقبات والصعوبات محب للتعلم ومقدر لضرورته ولهذا تقل الأمية ويزداد عدد حاملي الشهادات الجامعية. ان التخطيط يجب أن يبدأ من المراحل المتوسطة في أبعد مدي, لزيادة التخصصات المهنية وتوفير الفرص لتحقيقها, وليس من الثانوية وكيفية تقديمه كما يدور نقاش حاليا حول الموضوع, ومادمنا قادرين علي توفير التعليم الأكاديمي بصورته الحالية فلابد أن نكون قادرين أيضا علي توفير التعليم المهني التطبيقي وليس مجرد النظري الذي يعتمد علي الحفظ ثم النسيان. دعونا نقول ان مافي هذه القضية, من عناصر اخفاق واحباط تحمل علي الهجاء اكثر مما تحمل علي شيء آخر سواء, فنحن نتحدث عن الماضي. لافكاك, اذا, من بحث المستقبل بصرف النظر أي مستقبل نعني: مستقبل السنوات القليلة القادمة, أو مستقبلنا بعد عقد أو عقدين أو أكثر, لأن المستقبل, حتي ذاك الذي يبدو بعيدا اليوم, سيغدو في ومضة عين حقيقة علينا أن نعيشها بكل دقائقها, خاصة أن العالم الآن مشغول بما يدعي المستقبليات, وهو علم يرمي لاستشراف المستقبل في ظل واقع يندفع فيه هذا العالم بأ قصي سرعة عرفها التطور البشري نحو آفاق وسياسات سرعان ماتتقادم لتحل بدائلها الجديدة في حياة لم تعد السكون والبطء, أما اليوم فان صورة العالم تكاد تتبدل كل ربع أو نصف قرن تبدلا كليا, اما بحكم الحروب, وماتفرزه من وقائع علي الأرض, واما بحكم ثورات العلم والتكنولوجيا والاتصال. هذه ليست المرة الأولي التي نناقش فيها هذا الموضوع ولن تكو ن الأخيرة علي الأرجح, ولكننا نأمل أن نجد من يستمع ويحاول, لأن شعبنا يستحق وهو قادر متي توفرت له الفرصة.