مر عام علي رحيل وتد الدراما المصرية وأحد أهم كتاب جيل الستينيات الروائي خيري شلبي الذي ملأ المكتبة العربية بما يقرب من سبعين كتابا ما بين روايات ومجموعات قصصية ومسرحيات ودراسات نقدية. عبرت بصدق عن رحلة طويلة عاشها الروائي يجمع بها ومن خلالها كل الأفكار والخبرات والتجارب والحكايات ليضعها أمام القاريء الذي ربطه بخيري رواياته العديدة وقصصه التي عبرت وبصدق عن معاناته مثل الشطار, الأوباش, موال البيات, السنيورة, موت عباءة, سارق الفرح, الوتد وثلاثية الأمالي. أنتج شلبي أهم الروايات والمجموعات القصصية التي تحولت لأعمال درامية منها رواية الشطار التي تحولت لفيلم الشطار من بطولة نادية الجندي وإخراج نادر جلال كما تحولت قصة سارق الفرح إلي فيلم يحمل الاسم ذاته قامت ببطولته لوسي وحسن حسني ومن إخراج داوود عبد السيد أيضا للراحل بعض الأعمال التي تم تحويلها لأعمال درامية للتليفزيون هي الوتد والتي جسدت من خلاله القديرة هدي سلطان شخصية فاطمة تعلبة أحدي السيدات التي تحمل شخصية قوية تحكم وتأمر في من حولها كما أنتج له التليفزيون مسلسل الكومي وهو أحد ثلاثية بعنوان الأمالي كتب الراحل أجزاءها أولنا ولد وثانينا الكومي ثالثنا بنت كما ترك الروائي الكبير خلفه أكثر من600 بورتريه استطاع من خلالها قراءة شخصيات كثيرة منهم الفنانون والسياسيون والأدباء وأهل التاريخ بجانب الصعاليك. حصل شلبي علي العديد من الجوائز مثل جائزة الدولة التشجيعية في الآداب ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية وكالة عطية والجائزة الأولي لاتحاد الكتاب للتفوق وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عن رواية وكالة عطية وجائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ وجائزة الدولة التقديرية في الآداب ورشحته مؤسسة إمباسادورز الكندية للحصول علي جائزة نوبل للآداب. وفي ذكراه الأولي كانت للأهرام المسائي هذه الجولة بين الادباء.. ورفقاء, القلم للراحل الكبير. فيقول بهاء طاهر العام المنقضي علي رحيل الروائي الكبير خيري شلبي شهد أحداثا كثيرة من حسن حظه أنه لم يعاصرها لأنها كانت ستزيد حزنه كان علي رأسها مصادرة الصحف ومنع الكتاب من نشر مقالاتهم وأعتقد ما حدث من تغيرات ثقافية سيصيبه بالحزن وأضاف طاهر بعد رحيله زادت مبيعات كتبه واكتشف الكثير أنه كاتب رائع لم يحصل علي حقه في بلده وأعتقد الآن بالرغم من حزننا لرحيله إلا أننا نري في زيادة توزيع أعماله حياة جديدة له. وأضاف الأديب فؤاد قنديل قائلا كان يقرأ خيري شلبي كثيرا جدا ويتمتع بذاكرة خرافية يمكنه من خلالها استدعاء كل ما مر به من أحداث وتفصيلات لما يقرب من60 عاما وقد مر بالعديد من التجارب فكتب بصدق شديد واستمد كتاباته من حقائق وواقع قربه أكثر من محبيه وقرائه, كما أن جمعه بين العامية والفصحي قرب منه القاريء وأصبح له شعبية كبيرة حتي أطلق عليه الروائي الشعبي وكان المتحدث الأول باسم الشعب وأكد قنديل أن شلبي برغم قدره الأدبي لم يحصل علي التقدير المناسب له لكنه كاتب لن ينساه التاريخ فما زال يستحق المزيد من الدراسة والتحليل. قال الأديب سعيد الكفراوي أضاف شلبي للرواية العربية الكثير من الرؤي خاصة فيما يتعلق بالقرية, فقد شكل الريف المصري وجدانه وخلق له عالما خاصا من الكادحين والمهمشين من أهالي القري والعشوائيات وعبر عنهم واستطاع تحويل واقعهم إلي إبداع فني متفرد ومع هذا مات حزينا مهموما بعد حل لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة التي كان يرأسها.