كانت سهير قد أغلقت قلبها عقب طلاقها من زوجها الأول وباتت لاتفكر إلا في مستقبلها وتربية أولادها بعيدا عن ضل الرجل الذي تبحث عنه كل امرأة لتستظل به بدلا من ضل الحائط حتي التقت ب محمد. وعلي الرغم من الفوارق الاجتماعية بينهما فهو مجرد سائق تاكسي وهي موظفة بمدينة الطالبات بجامعة القاهرة لكنه استطاع أن يفتح قلبها ويعزف علي أوتار شهوتها. فما كان منها إلا أن سلمت له نفسها وتزوجته بعد أن أوهمها بالسعادة والحياة الوردية التي ستعيشها معه لتفيق من غفوتها علي الكارثة التي ألمت بها وأولادها فهو يتعدي عليهم بالضرب يوميا ويرفض الخروج للعمل للإنفاق علي المنزل وهو مادعا ابنها الأكبر لان يتدخل ليدافع عن والدته من بطش زوجها فوقعت بينهما مشادة كلامية تطورت في لحظات إلي مشاجرة تعدي خلالها الزوج علي ابن زوجته بالضرب بسكين ليخطف الابن السكين وينهال علي زوج أمه بالطعنات حتي سقط قتيلا لتدفع سهير الثمن غاليا من سمعتها وحرية فلذة كبدها الذي ألقي به في غياهب السجون فهي لم تكن تتصور أن الرجل الذي أحبته وفتحت له قلبها سوف يذيقها كل هذا العذاب. تفاصيل الواقعة سطرها محضر بمركز شرطة البدرشين, عندما تعرفت سهير(40 سنة) موظفة بمدينة الطالبات بجامعة القاهرة علي سائق يدعي محمد أثناء استقلالها معه الميكروباص لتوصيلها إلي مقر عملها بالدقي, وقد توطدت العلاقة بينهما حيث بدأ محمد في التلميح بإعجابه بسهير بعد أن وجد فيها لمارأة الجميلة التي يحلم بالزواج منها فهي علي الرغم من سنوات عمرها ال40 فإنها ذات قوام ممشوق وكأنها فتاة في العشرين فحصل علي رقم هاتفها المحمول وبدأ يتحدث إليها ويتودد لها في كل مكالمة هاتفية. وماهي إلا أيام قليلة حتي وجدت سهير حب محمد يسلب عقلها وإرادتها, وقد زاد تعلقها به بعد أن طلب الزواج منها, وبعد مرور أيام اتصل بها علي هاتفها المحمول ليخبرها بقدومه إليها ليتحدث معها في تفاصيل زواجهما فغمرت قلب سهير نشوة الفرح وأسرعت وتزينت وكانت في أبهي ثيابها. وعندما حضر جلس معها وأولادها في الشقة ووعدها بأنه سيعامل أولادها بكل عطف وحب, وتم زواجهما ولكنها بعد مرور عدة أشهر علي زواجهما فوجئت به يطلب منها مبالغ مالية ليسدد بعض ديونه لمروره بضائقة مالية فلم تتأخر في نجدته ولكنها فوجئت به ينفق أموالها علي السهرات الخاصة التي يقيمها مع أصدقاء السوء ويعود إلي المنزل في الساعات الأولي من الصباح وكلما حاولت إيقاظه من النوم للخروج إلي عمله كان ينهرها ويسبها. جلست سهير وحدها داخل شقتها تبكي همومها تفكر في طريقة تصلح بها أخطاءها بزواجها من محمد الذي اعتاد إهانتها وضربها أمام أولادها لتفاجأ به يستيقظ من نومه في الساعة5 مساء يطلب منها إعداد الطعام فرفضت فتعدي عليها بالضرب فتدخل ابنها طارق ليدافع عن والدته فنشبت بينهما مشاجرة تعدي خلالها الزوج علي ابن زوجته بالضرب بسكين ليخطف طارق السكين وينهال علي زوج أمه بالطعنات حتي لفظ أنفاسه الأخيرة ولاذ بالفرار وسط صرخات سهير التي لم تتوقف حتي تجمع الجيران وأبلغوا رجال المباحث. وقد تلقي اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة إخطارا من اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بورود إشارة من مستشفي البدرشين بوصول محمد(43 سنة) سائق ومقيم بشارع بنك مصر مصابا بجرح نافذ بالقلب وجروح متفرقة بالجسد وتوفي متأثرا بإصابته وبالانتقال والفحص تبين للعميد أحمد الأزهري رئيس مباحث قطاع الجنوب نشوب مشاجرة بين المجني عليه وابن زوجته طارق(16 سنة) عاطل بسبب قيام المجني عليه بالتعدي بالضرب علي زوجته لطلبها منه مصروفات المنزل وفي أثناء معاتبة ابنها للمجني عليه وقعت بينهما مشادة كلامية قام علي اثرها المجني عليه بالتعدي بالضرب علي المتهم وأصابه بجرح باليد اليسري فأسرع المتهم بخطف السلاح من يده وطعنه في قلبه فأرداه قتيلا ولاذ بالفرار. نجح المقدم محمد غالب رئيس مباحث مركز البدرشين في ضبط المتهم والسلاح المستخدم, وبمواجهته أمام اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة اعترف بارتكابه الجريمة انتقاما من المجني عليه لعدم إنفاقه علي والدته وتعديه عليها بالضرب.