عزلة تامة وحرمان حقيقي تعيشه قرية البلايزة التابعة لمركز بأبوتيج بأسيوط عن باقي أجزاء المحافظة حيث يعيش أهالي القرية في حضن الجبل الغربي وسط مقابر الموتي. وبالرغم من حداثة بناء القرية التي يطلق عليها قرية السيول نظرا لإعادة انشائها عقب السيول الكثيفة في التسعينيات إلا أن القرية تعاني من اهمال شديد وقصور عام في الخدمات وتأتي في مقدمتها أزمة الصرف الصحي التي تؤرق أهالي القرية وتسبب العديد من المشكلة الصحية والنفسية هذا فضلا عن الطرق غير الممهدة والوحدة الصحية التي تعمل مع ايقاف التنفيذ والمدارس التي لا تجد التجهيزات المدرسية والكهرباء الضعيفة ودائمة الانقطاع والأكثر من ذلك الفقر الذي يسيطر علي القرية الجبلية والبطالة التي تنتشر بها. وقال محمد أحمد طلعت ان القرية تعيش في عزلة تامة عن محافظة أسيوط بالرغم من قرب مسافة التي لا تزيد علي12 كم من مدينة أسيوط ولكنها في حقيقة الأمر تبعد مئات الكيلو مترات حيث تعيش القرية مأساة حقيقية في قلب الجبل بلا ماء ولا مواصلات ولا حتي كهرباء في ظل ارتفاع ولهيب درجة الحرارة المشتعلة فالجميع يعيش في بؤس وشقاء ويحتاجون إلي دخول عاجل لوحدة الانعاش حتي تعود الحياة إلي طبيعتها بالقرية. وأضاف جمال عطية محمد: البلايزة هي قرية قديمة يرجع تأسيسها إلي أكثر من003 عام ولكنها تعرضت في التسعينيات لجرف كاسح من السيول نظرا لوقوعها في حضن الجبل فدمرت القرية ومرافقها وقامت الحكومة بتخصيص قطعة أرض كبيرة انشيء عليها أكثر من004 وحدة سكنية وأطلق عليها مساكن السيول وتم تجهيزها بأعلي مستوي من الخدمات من مركز شباب ووحدة صحية ومدارس تعليمية وما غير ذلك من خدمات وبعد تسكينها بالأهالي هجرها المسئولون وتلاشت الخدمات لتصبح المباني خاوية لا تجد ما تقدمه من خدمات ويجد الأهالي أنفسهم في معاناة حقيقية. وأشار عامر فتحي صديق إلي أن مشكلة الصرف الصحي فاقت كل الحدود بالقرية حيث لا يوجد صرف صحي بالقرية وقامت المحافظة لحظة انشاء مساكن السيول بحفر آبار مجمعة لتصريف المياه بها وللأسف امتلأت تلك البيارات وفاضت بما داخلها في الشارع حتي تحولت الشوارع إلي برك ومستنقعات فضلا عن ظهور طحالب خضراء تطفو علي سطح المياه وحاولنا كثيرا الاستغاثة بالمسئولين لارسال سيارات الكسح ولكن بدون جدوي فيرسلونها مرة ويتجاهلوننا عشرين مرة. وقال محمود عيسي ان أزمة الصرف الصحي باتت من المشكلات العضال التي لا نجد لها حلا حيث إننا قمنا بحفر ابار أسفل منازلنا لتصريف المياه بها ونظرا لعدم عمقها فانها تمتلئ بسرعة جنونية وتفيض داخل المنازل وتنتشر بها الروائح الكريهة والحشرات التي تجتمع علي تلك الروائح والأكثر من ذلك الأمراض الصحية التي تصيبنا نتيجة انتشار الحشرات الناقلة للأمراض لذا نضطر إلي استدعاء سيارات الكسح من السوق السوداء ب30 جنيها خاصة وان سيارة المركز تحصل علي20 جنيها ولا تأتي نظرا لانشغال سائقيها في العمل لحسابهم الخاص بسيارات مركز ومدينة أبوتيج. وأوضح سيد محمد طلعت أن مشكلة القمامة من المشكلات أيضا التي تواجه القرية حيث يضطر الأهالي إلي إلقاء القمامة في الشوارع نظرا لعدم وجود أماكن مخصصة لرفع القمامة والبعض الآخر يقوم باشعال النيران بها فوق أسطح المنازل أو في الشوارع وهو ما نتج عنه تصاعد الأدخنة الكثيفة التي تسبب اختناقا للمواطنين وبدأت تشكل سحابة سوداء فوق أسطح المنازل. وتحدث أحمد عبدالرحيم قائلا ان القرية تعتبر في عزلة حقيقية عن مثيلاتها من القري المجاورة لها حيث لا توجد شبكة مواصلات خاصة بالقرية كما أن الطرق غير ممهدة بسبب أعمال الحفر العشوائية التي تتم في الشوارع وهو ما جعلها أشبه بمدينة الملاهي من حيث الصعود والهبوط وباتت لا تصلح تماما للسير, هذا فضلا عن أن القرية تحيط بها الجبال وهو ما يهيئها لتكون مرتعا للبلطجة ومزاولة الأنشطة الاجرامية وغير المشروعة. وقال خالد علي سيد ان أهالي القرية محرمون من أبسط حقوقهم الآدمية هو حق تلقي العلاج حيث ان الوحدة الصحية الخاصة بالقرية تعمل مع ايقاف التنفيذ حيث لا توجد بها أدوية ولا أمصال وكل ما تقدمه للمواطنين خدمات النصيحة وعندما استفسرنا عن سبب اختفاء العلاج الدائم من الوحدة أكد لنا مسئولوها أن الكميات التي تصل للوحدة تكاد تكفي لمدة ثلاثة أيام فقط وننتظر انتهاء الشهر حتي نحصل علي كميات جديدة وهو ما يشير إلي كارثة حقيقية.