تقتصر المشاركة العربية في الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان مونتريال السينمائي الدولي علي ثمانية أفلام فقط من بين432 فيلما قادمة من80 دولة.. ولمصر نصيب الأسد من هذه المشاركة, النصف بالضبط. حيث تعرض أربعة أفلام خارج المسابقة- كما أوضحنا في رسائل سابقة- في قسمي نظرة علي سينما العالم ونظرة علي سينما العالم التسجيلية. في مقدمة المشاركات العربية, الفيلم الروائي الطويل التائب87 قللمخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش, وهو إنتاج جزائري فرنسي مشترك يعرض خارج المسابقة في قسم عظماء العالم, ويدور حول رشيد, الجهادي الشاب الذي يترك الجبل ويعود إلي قريته ليسلم سلاحه إلي قسم الشرطة ويحصل علي لقب تائب وفقا لقانون العفو والوفاق العام.. لكن بما أنه لا يمكن لأي قانون أن يمحو جرائم تم ارتكابها بالفعل, تظل جرائم رشيد تطارده, وينخرط في رحلة مؤلمة من العنف والندم والأسرار الغامضة. ويشارك لبنان بالفيلم الروائي الطويل قصة ثواني92 ق, للمخرجة لارا سابا, في قسم نظرة علي سينما العالم, والذي يدور حول سوء استغلال الأطفال.. حيث يعاني مروان12 عاما من تسلط والدته مدمنة الخمر التي تجبره علي العمل بالدعارة, فيهرب من البيت لتلتقطه عصابات الشوارع التي يتحول علي أيديها لمدمن مخدرات وخمر بدوره. وفي قسم نظرة علي سينما العالم القصيرة, تشارك فلسطين بالفيلم الروائي عزلة تحت الشمس(25 ق), للمخرج رامي عليان, والذي يدور حول مريم, المصابة بمرض في العظام وتسعي للجلوس لأطول فترة ممكنة تحت الشمس للحصول علي فيتامين دي المطلوب لعلاج حالتها, لكن الظروف لا تتيح لها ذلك, في دلالة واضحة ورمز مباشر لفلسطين التي تناضل من دون جدوي من أجل مكان تحت شمس العالم. أما تونس, فتعرض فيلما مهما في إطار قسم نظرة علي سينما العالم التسجيلية هو انطلاق96 ق, للمخرج محمد زران, والذي يستعرض الربيع العربي منذ انطلاقه بواقعة إقدام محمد البوعزيزي علي حرق نفسه احتجاجا علي اضطهاده أمام مقر الحكم المحلي بمدينة سيدي بوزيدالتونسية في17 ديسمبر2010, مما أشعل شرارة الثورة في تونس والعديد من الدول العربية علي أيدي الجيل الشاب من الوطنيين والمثقفين من أبناء الطبقة المتوسطة.. ويتوقف الفيلم بعد ذلك عند ما أسماه استيلاء تيار الإسلام السياسي علي الثورة التونسية وثورات عربية أخري, وتحول الثوار من أصحاب حق وقضية إلي مطاردين ومنبوذين بسبب مواقفهم وآرائهم الليبرالية, مما يهدد حلم جيل بأكمله بالدولة المدنية والحرية والديمقراطية. وإذا كانت المشاركة العربية هي الأضعف في مهرجان مونتريال خلال دوراته السبع الأخيرة التي قمت بتغطيتها صحفيا, فإن المشاركة المصرية هذا العام هي الأقوي خلال نفس الدورات, حيث نشارك بأربعة أفلام, في حين لم يكن الوجود المصري في السنوات السبع الأخيرة يتجاوز فيلما واحدا أو اثنين, وكانت هناك بعض الدورات التي غابت عنها مصر تماما.. والمعروف أننا نشارك هذا العام بفيلميأسماء وبحري القصير في قسم نظرة علي سينما العالم, وبفيلمي جنة علي وفي ظل رجل في قسم نظرة علي سينما العالم التسجيلية.