تباينت آراء المستثمرين حول مدي تأثير ما شهده ميدان التحرير أمس من مظاهرات لمنع اخونة الدولة واسقاط نظامها علي الحركة الاستثمارية في مصر خلال الفترة الحالية, فمنهم من أكد أنه سوف يؤثر سلبا علي تدفق الاستثمارات الأجنبية المترقبة عودة الاستقرار التام للدولة. ومنهم من أوضح أن الوضع الحالي في أسوأ حالته منذ قيام ثورة يناير حتي الآن وهو ما يجعل الأحداث الأخيرة لم تحدث تأثيرا سلبيا علي الاستثمارات التي تشهد حالة من الركود الشديدة. قال علاء السقطي رئيس جمعية مستثمري بدر إن عودة المظاهرات مرة أخري لميدان التحرير سوف يرجئ عودة الاستثمارات الأجنبية التي تترقب عودة الهدوء السياسي التام للدولة, مشيرا إلي أن المستثمرين المصريين مازال يسيطر عليهم حالة من التخبط نتيجة عدم وضوح الرؤية. وأشار إلي أن المناخ الاستثماري لم يشهد تحسنا منذ تولي الرئيس الجمهورية بسبب أن حكومته لم يمض عليها سوي فترة قصيرة, موضحا أن المشهد الحالي ملعبك علي حد قوله. واتفق معه الدكتور محرم هلال رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان وأضاف أن ما تشهده مصر خيبة تقيلة علي حد قوله مؤكدا أنه مادامت هناك مظاهرات واحتجاجات لن يأت مستثمر أجنبي واحد لمصر. وقال: ارحمونا وسيبوا المصانع تشتغل وكل حاجة ينفع تتناقش في مجلس الشعب كمان كام شهر بينما وصف سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري نويبع أن حالة الاستثمارات الحالية كجسد الميت الذي لا يشعر بما يدور حوله ولا يتأثر به, مشيرا إلي تدني الاوضاع بصورة فجة بما يجعلها لا تتأثر بما تشهده الساحة السياسية حاليا. أكد محمد حمدي عبدالعزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات أن مظاهرات أمس وإن كانت صغيرة مقارنة بالمظاهرات والوقفات السابقة إلا أن لها آثارا سلبية علي الاقتصاد المصري الذي مازال يعاني من تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية. وأشار إلي أن هذه المظاهرات سوف تعيق عودة الاستثمارات الأجنبية في ظل تخوف رؤوس الأموال من الدخل إلي الخريطة الاقتصادية في مصر مع غياب الاستقرار الذي يمثل العامل الأول لمحرك الاستثمارات. وأوضح أن الاستثمارات لا تعرف إذا كانت هذه مظاهرات أو تعبير عن رأي عدد من المواطنين أو مطالب فئوية وإنما تري مع استمرار الوقفات الاحتجاجية أن الثورة لم تنته وأن هناك حالة من التوتر والانفلات الذي يمنع المخاطرة باعتبار أن رأس المال جبان. أكد محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن المظاهرات غير السلمية لها تأثير سلبي بصورة كبيرة علي الاقتصاد المصري باعتباره رسالة واضحة إلي السياحة والاستثمار أن مصر مازالت غير آمنة. وأوضح أن عدد المشاركين في المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية برغم أنها ضئيلة ولا تتعدي المئات إلا أن المشاحنات والضرب بين الاطراف المتظاهرة هي التي تؤثر بصورة واضحة علي مدي توجه رؤوس الأموال إلي الاقتصاد المصري من عدمه. وأكد أنه لا يمكن لأي حزب أو حركة أو ائتلاف أن يحارب الرئيس الحالي والحكومة التي بدأت في ممارسة مهامها منذ أيام لأنها لم تنفذ مطالبها سواء صحيحة أو خاطئة.