مابين شكوي من الزحام والفوضي واقبال الكثيرين عليهم لرخص أسعارهم.. ومطالب بتوفير أماكن مخصصة بعيدا عن المناطق الحيوية لتقليل السلبيات. مولد كبير هكذا صارت شوارع مصر وميادينتها وطرقاتها لافرق بين حي راقي أ و عشوائي فالباعة الجائلون انتشروا وأصبحوا علامة مميزة حتي صار الزحام والصوت العالي ينادي علي البضاعة.. أي بضاعة أما الهدوء والنظافة فأصبحتموضة قديمة أو علي سبيل الدكريات لدي المصريين. جولتنا بدأت من وسط البلد و تحديدا حيث شوارع طلعت حرب وقصر النيل التي امتلأت عن آخرها وأصبح الأمر وكأنه مولد فهنا الملابس بأشكالها وأنواعها وأ لوانها الجاذبة لمشترين لبوا نداء الباعة الذين تفننوا في النداء علي الزبائن.. واهو اللي مايشتري يتفرج, اقتربنا ندعي الشراء لكن حسام عبد الهادي البائع الفهلوي كشف الأمر بسهولة بمجرد أن سألناه عن افتراشه للشارع والزحام فقاليعني مش أحسن من اني أسرق بمجرد أو اشتغل بلطجي ولاأخلص من حياتي كلها؟ واستطرد أنا مش جاهل ولاأمي أنا معايا ليسانس لغة عربية يعني خريج جامعة من4 سنين حاولت بكل الطرق اني ألاقي شغل بمؤهلي أو بشهادتي الجامعية لكن مقدرتش بعدها أتعلم صنعة لكن حال البلد اللي انتوا شايفينه جعلني لم أجد سوي الشارع وبضاعته أبيع للغلابة وأتحمل الكثير من أجل لقمة العيش. رشا عزت محاسبة باحدي الشركات الخاصة قالت ظاهرة الباعة الجائلين طوال الوقت كانت موجودة في الشارع المصري لكن البعض يراها زادت كثيرا بسبب الانفلات الذي نعيشه حاليا وعدم وجود رقابة في الشارع المصري وخوف المسئولين من ممارسة مهام عملهم بضبط الشارع الأمر الذي جعل الباعة يتوسعون في الأماكن ويتواجدوا في مناطق لم يكونوا يستطيعون التواجد بها من قبل كالتحرير وغيره وبعض المناطق التي كان يطلق عليها راقية فيما مضي, لكن عموما هذه الظاهرة لها مساويء ولها في نفس الوقت ايجابيات فرغم الزحام والفوضي الذي تسببه الا أن لها شق ايجابي في كونها فرصة أمام عدد كبير من الشباب الذين يعانوا من البطالة وتوفر لهم فرص عمل ومصدر رزق لهم ولأسرهم, كما أن تجارتهم توفر بضاعة يحتاجها المواطنون بأسعار رخيصة تناسب دخول معظم الناس بصرف النظر عن جودتها فقر ينتها الجيدة الصنع لايستطيع شر اءها الغالبية. وتضيف مشكلة الزحام والفوضي حلها ليس بيد الباعة الغلابة لكنها مسئولية الدولة التي يجب أن تلتزم بدورها في توفير العدالة الاجتماعية والتي من بينها توفير مناخ جيد لعمل الناس وكسب قوتهم بشرف فهؤلاء شباب يريدون أن يشاركوا في الاقتصاد ويعملوا ولابد من مساعدتهم فهم لايسعوا وراء الظروف الصعبة والبهدلة التي نراها بأعيننا من ممارسات تتم معهم من البلدية والمحليات وأفراد الأمن ويكفي وقوفهم تحت الشمس الحارقة في الصيام طوال ساعات النهار للحصول علي بضع جنيهات مكسب أو أجر فكثير من هؤلاء الباعة لايمتلكون مايبيعونه وانما هناك من يشغلهم مقابل نسبة من الأرباح. هنا تدخل محمد طلعت قائلاشوية الملابس اللي انتوا شايفينهم دول مش بتوعي, أنا بقف من أول اليوم لآخره انادي علي البضاعة واتحمل غلاسة الزبائن والعساكر وبتوع السيارات والمحلات علشان أروح آخر اليوم بمبلغ جيد حيث انني اتفق مع صاحب البضاعة علي زيادة نسبتي بزيادة البيع, كما أنني مسئول عن البضاعة وموقع علي كمبيالات وشيكات أمام المالك الحقيقي لذلك فيمكن أن أموت ولاأسمح بأن أفقد جزء من البضاعة, وعموما شوفولنا بديل نعرف ناكل من وراه عيش من غير مانضايقكم. وبسؤال محمد حسين و يعمل بأحد محلات العصير التي ينتشر حولها الباعة الجائلون قال هؤلاء الباعة يمارسون عملا شريفا كما أن زبائنهم من الناس الغلابة اللي مابيقدروش يشتروا من المحلات مشيرا الي أن زحامهم بركة لعمله وخاصة في غير شهر رمضان والصيام حيث الحر والزحام يزيد الرغبة في شرب العصير والعرقسوس والتمر هندي مما يسبب رواجا لعمله.. وأهو كله أكل عيش. الغريب جاءنا من عم سيد عبد القادر صاحب محل اكسسوارات الذي وجدناه يقف أمامه وبمجرد أن اقتربنا منه قال والابتسامة تملأ وجههدول غلابة بياكلوا عيش وعندما سألناه عن منافستهم له في التجارة وكسب الرزق قال كل واحد بياخد رزقه ومحدش بياخد رزق حد, بالعكس يمكن زحامهم واقبال الناس الكثيرة عليهم تجعل حركة بيع تجارتنا أكبر حيث يمكن أن تعجب هؤلاء الزبائن فيقرر أن يأتي علي نفسه قليلا ويتخلي عن بعض المال مقابل أن يشتري شيئا أغلي قليلا لكنه يريده. مي حسين موظفة أوضحت أن الحل في يد الدولة وأجهزتها لتنظيم امور هؤلاء الباعة وتقنين أوضاعهم بتوفير أماكن يتواجدوا فيها بعيدا عن المناطق الحيوية للتغلب علي مشكلات المرور والزحام والفوضي التي يسببها الزحام الشديدمؤكدة أن ظاهرة الباعة الجائلين ليست خاصة بمصر لكنها موجودة في كل معظم دول العالم لكن الشكوي الكبيرة منهم في مصر بسبب الفوضي وبعض السلوكيات التي تسيء للشارع والمصريين وهذه أمور يمكن التغلب عليها بتوفير أماكن بعيدة قليلا عن الزحام لعمل اسواق يتواجد فيها هؤلاء الباعة لأن هذا العمل هو باب الرزق الوحيد لدي الكثيرين خاصة في ظل وجود الكثيرين من الذين يشترون منهم لرخص اسعار بضاعتهم ووجود فرصة للفصال مما يجعلها في متناول يد قطاع كبير من المصريين.