أكد صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام أنه سيتم تنفيذ خطة متكاملة للقضاء علي إمبراطورية الباعة الجائلين عقب عيد الفطر المبارك من مختلف الشوارع والميادين في جميع المحافظات بما يضمن عودة المرونة والإنسيابية الي الشوارع. وقال وزير الإعلام إن الخطة سوف تشهد مشاركة العديد من هيئات الدولة في مقدمتها وزارات الدفاع والداخلية والتنمية المحلية اضافة الي أجهزة المحافظات, وخاصة المرافق والخدمات والاحياء. ولفت النظر الي أن أجهزة الدولة سوف تتعامل مع تلك المشكلة في إطار يضمن عودة الوجه الحضاري الي الشارع المصري, وفي الوقت نفسه بحث ودراسة توفير البدائل المناسبة لاستيعاب هؤلاء الباعة بشكل حضاري ووضع التدابير والضمانات التي تحول دون عودة هؤلاء الباعة الي احتلال الشوارع والميادين. وقال إن كل السيناريوهات مطروحة للتعامل مع تلك المشكلة ومنها توفير البدائل الحضارية لهؤلاء الباعة وكذلك تشديد العقوبات علي من يثبت تعمدة احتلال الشوارع والميادين دون وجه حق مشيرا الي أن ذلك يزيد من مشكلات الاختناق المروري. وقد رحب عدد من خبراء المحليات والأمن بالخطة وتمنوا نجاحها وتنظيم الباعة الجائلين بمصر. أكد الدكتور صلاح مندور خبير التنمية البشرية, أن الباعة الجائلين يمارسون نشاطا غير منتج واستهلاكيا يعرف بالاقتصاد الأسود وهو اقتصاد له تأثير بالغ الخطورة علي المجتمع المصري. وأضاف: الشباب الذيت يلجأون الي فرش الشوارع بالبضائع المستوردة يمثلون نحو20% من قوة العمل في السوق المصرية, ولأنهم قوة غير منتجة فإن الدولة مطلوب منها أن تعيد استثمارهم والاستفادج منهم بمشروعات قومية. وقال إن استصلاح الأراضي وايجاد مجتمعات اقتصادية وتنموية متكاملة, هو اللبنة الأولي في طريق تطهير الشوارع من السلبيات والعشوائية التي يخلفها انتشار أسواق الرصيف مشيرا الي أن طرح أراض صحراوية للمستثمرين علي أن تفرض عليهم الدولة تشغيل عدد من معين الشباب من شأنه أن يحد من تلك البطالة العاملة حسب وصفه. وأوضح مندور أن الزراعة تخلق العديد من المشروعات المعتمدة عليها مثل التصنيع الزراعي( الألبان والجبن) ومزارع الثروة الحيوانية ومصانع الأسمدة بالاضافة الي الاهتمام بصناعة البرمجيات وتوجيهها الي القارة الإفريقية, لاستيعاب الشباب الذين لا يملكون القدرات علي العمل اليدوي, ويميلون الي ذلك النوع من الاقتصاد. وقال اللواء تيسير مكرم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية إن هناك خطة سيتم تفعيلها بعد العيد للقضاء علي ظاهرة تعدي الباعة الجائلين علي حرم الطريق حيث تعتمد علي توفير اماكن بديلة لهم من خلال18 سوقا حضارية جديدة منتشرية في الاحياءالمختلفة بالقاهرة فضلا علي عمل اسواق اليوم الواحد في الشوارع ذات النشاط التجاري بعيدا عن المحاور المرورية. من جانبه أكد اللواء سيف الإسلام نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية أنه تم حصر عدد الباعة الجالين في وسط البلد واماكن وجودهم حيث بلغ عددهم6700 بائع متجول تمهيدا لاستيعابهم داخل اسواق اليوم الواحد التي سيتم الإعلان عن الجدول الأسبوعي لها بعد عيد الفطر. وأشار سيف الإسلام الي أنه سيتم تنظيم ما بين6 الي17 سوقا لليوم الواحد في اماكن مختلفة مثل ساحة الانتظار بميدان عبدالمنعم رياض وشارع الألفي بوسط البلد وحديقة الأزهر وحديقة الازبكية لاستيعاب الباعة الجائلين كما سيفعل القانون بصرامة علي المخالف والمتسبب في تعطيل حركة المرور بمصادرة ما يعرضه وتحرير محضر واحالته للنيابة للتحقيق معه. وبرر محسن نعماني وزير التنمية المحلية الأسبق انتشار ظاهرة الباعة الجائلين الي تراخي القبضة الامنية في الشارع المصري رغم أن مسئولية انتشار تلك الظاهرة الخطيرة تضامنية بين شرطة المرافق والمحليات.. مشيرا الي أن توفير أماكن بديلة للشوارع حل عملي للقضاء علي تلك الظاهرة مع الأخذ في الوقت نفسه بالجانب الاجتماعي الذي دفع البائع الي اللجوء الي الشارع لعرض بضاعته.