انتهي أمر الاندلس إلي ملوك الطوائف وتفرقوا وضعفوا وهذا شأن المسلمين جميعا. فتوجه نظرهم الي دولة المرابطين وأن يرسلوا إليهم ولكن بعضهم توجس من ذلك ولكن ابن عباد ملك اشبيلية وقرطبة. استلهم بقوله( لان أكون راعي جمال في صحراء إفريقيا خير لي من أن أرعي الخنازير في قشتالة. ومع كون ابن عباد أخر ملوك بني عباد لكونه عربيا شاعرا إلا أنه كان ذليلا لألفونسو حيث كان يدفع له كغيره.. حتي طلبا منه الفونسو يوما أن يسمح لزوجته أن تدخل جامع قرطبة لتلد فيه فلم يتمالك ابن عباد نفسه فقتل حامل الرسالة وأمر به فصلب منكوسا بقرطبة وأمر بمن معه من الفرسان فقتلوا وبلغ الخبر الفونسو فأقسم ليغزونه وجهز جيشين وحاصر بهما قصر ابن عباد وكتب الي ابن عباد يتهكم( لقد كثر بطول مقامي في مجلسي الذباب وأشتد علي الحر فاتخف من قصرك بمروحة أروح بها علي نفسي.. وأطرد الذباب عن وجهي) فوقع ابن عباد علي الرساله بخطه إقرأت كتابك وفهمت خيلاءك وسأنظر لك في مراوح من الجلد اللمطية تريح منك لاتروح عنك) وقيل أنه قال له( لأرسلن لك مروحة من المرابطين) فما أن قرأ الرسالة حتي فك الحصار وعاد من حيث أتي أستنجد أهل الأندلس بالمرابطين بعد أن أرسلوا له العلماء والفقهاء فاستجاب لهم وحشد الجيوش للجهاد الي الجزيرة الخضراء وجعلها قاعدة لجيوشه وما كادت سفن الجيش تنشر قلاعها حتي صعد الي مقدمة سفينة ودعا الله مخلصا( اللهم أن كنت تعلم أن في جوازي هذا البحر خيرا لي وصلاحا للمسلمين فسهل علي جواز البحر وان كان غير ذلك فصعبه حتي لا أجوزه) وبعدها هدأت اضطرابات البحر وجازت السفن سراعا ولما نزلوا أرض الأرض سجد الله شكرا وقد أنضم اليه ملوك الطوائف واستقبله ابن عباد استقبالا مشرفا وأخترق الولايات بجيوشه حتي التقي بألفونسو موقع الزلافة سنة479 ه بالقرب من بطليوس وأعد الفونسو جيشا قوامه مائة الف وقيل خمسين الفا وصاح فيهم الفونسو وقال( بمثل هؤلاء أحارب الشيطان والجن والملائكة) ولكن هذا الغرور وهذه النشوة لم تعن شيئا أمام بسالة ابن عباد ودهاء ابن تاشفين وايمان المرابطين وحماسهم وقسم الجيش الي قسمين أحدهما بقيادة المعتمد علي الله بن عباد والاخر قسم الي قسمين منهم مجموعة من أمهر الرماة قرابة خمسة الاف وأخذ ابن تاشفين تحت قيادته عشرة الاف ووقف ابن عباد في المقدمة وحاول الفونسو السادس الخديعة إذ تبادل الرسائل بين الفريقين لتحديد يوم القتال واقترح النصاري الا يكون يوم الجمعة لأنه يوم عيد للمسلمين والسبت لأنه عيد اليهود وهم وزراء النصاري في الاندلس ولا الاحد لانه عيد النصاري. وخرج ابن تاشفين للصلاة حي بدأ هجوم النصاري وتصدي لهم ابن عباد وبعد صلاة الجمعة حمل المرابطون علي انصاري حتي قيل أنهم قد افنوهم عن آخرهم وفي اول هجوم لهم قتلوا منهم عشرة الاف واشتد القتال والهجوم حتي استولوا المسلمين علي كل ماكان مع النصاري وبدأ النصاري في الانسحاب والفرار فتبعتهم الفرقة الثالثة بالنبال والسهام وفر الفونسو ومعه عدد قليل جدا أصيب معظمهم ومنهم الفونسو حتي بترت ساقه فيما بعد وبعد هذا النصر العظيم أثر ابن تاشفين الجنود الذين حاربوا معه من أهل الاندلس وزهد فيها وهو جيشه لذا فقد أحبوه كما أحبه الشعب وعاد الي افريقيا بارا بوعده؟ ولكنه ترك حامية من3000 من رجاله لمعاونة اهل الاندلس علي عدوهم من طرائف التاريخ أن الذي يتولي صد الصليبيين في المشرق صلاح الدين يوسف بن ايوب سنة585 ه والذي يتولي صد الصليبين في المغرب يوسف بن تاشفين سنة479 ه ولكن حظ يوسف الايوبي من الشهرة كان أعلي إذ أنه كان الاكثر ذكرا في كتب التاريخ ولم ينل يوسف بن تاشفين نفس العناية مع انه أنقذ الاندلس مع الضياع في ذلك الزمن!!؟؟