كنت أحبها ملء قلبي وأدلعها كما لو كانت إبنتي الوحيدة وكنت افتح لها حافظة نقودي علي مصراعيها وانتقيت لخطبتها شابا من أسرة كريمة وكانت ملاذ روحي ولم لا وهي آخر العنقود بعد أن قمت بدفن8 أطفال قبلها. لم يفلح معهم الحرص فقضاء الله كان نافذا بهذه الكلمات بدأ عم جمعة حديثه داخل غيابات الحجز الاحتياطي بمركز شرطة إهناسيا بعد أن قتل ابنته برنسة ثأرا لشرفه وواري جسدها التراب أصيب جمعة بعدها بحالة من البكاء الهستيري وما ان أفرغ عينيه من دموع الحزن والفراق حتي قال: استقبلنا وزوجتي وابني جبريل وشقيقتاه عائلة ميسورة الحال من منشأة الحاج حضرت لخطبة ابنتي برنسة واتفقنا علي كل شئ وكنت في غاية السعادة وقتها بعد أن شعرت بأن هذا العريس هو المناسب الذي سيحل محلي في توفير كل سبل الراحة لقرة عيني وبعد إنقضاء اليوم ذهبنا جميعا لنخلد للنوم ومع شروق شمس اليوم التالي هممت مسرعا للذهاب للحقل لأباشر أرضي والعاملين بها وذهبت كعادتي لحجرة أبنائي لألقي نظرة عليهم واتقصي أحوالهم وإذ ببرنسة غير موجودة ناديت عليها هرولت يمينا ويسارا خرجت من باب منزلي لأبحث ووالدتها عنها ولم نجدها استيقظ كل من حولنا وجاء الأقارب في لمح البصر وكأن ابنتي فص ملح وداب وعلي الجانب الآخر كانت هناك عائلة أخري من القرية نفسها تبحث عن إبنهم يحيي عامل وكان قد تقدم لخطبة إبنتي ورفضناه منذ فترة فربط ابن عمي بين إختفاء الاثنين وبدأ يشك في انهما قد هربا معا فذهب لوالد يحيي وهدده قائلا: إن لم يأت إبنك اليوم فإن إبنتنا عندكم وستحاسبون حسابا عسيرا وبالفعل ظهر يحيي في مساء هذا اليوم فخرج من دائرة شكوكنا ذهبت لمركز الشرطة وتقدمت ببلاغ بإختفاء إبنتي وتركت حالي ومالي واهلي وظللت طيلة40 يوما أبحت عن إبنتي من القاهرة لأسوان بحثت في كشوف الموتي والمرضي بالمستشفيات ولم أجدها ذهبت للدجالين الذين وجدوا مني أرضا خصبة لإنتزاع ما يقرب من20 ألف جنيه من أموالي لعلمهم بأن العرض ليس له ثمن وذات مرة إستقبل نجلي جبريل رسالة علي هاتفه قفز بعدها من سباته وجاء لي يلهث يا ابي وصلتني رسالة من برنسة فأخذت منه الهاتف بقوة وتذكرت جهلي فقلت له إقرأ ماذا تنتظر فقال لي إنها تقول بأنها بخير وأنها تزوجت علي سنة الله ورسوله ولم تذكر بمن تزوجت في رسالتها, وقبل غياب الشمس كانت فحوي الرسالة قد انتشرت في بيوت القرية بأكملها ووجدت أشقائي وأقاربي يأتون إلي ويعايرونني بإبنتي وبشرف العائلة الذي وضعته في التراب مما جعلني أخلع قلب الاب من صدري لأن الشرف عندنا أهم من الحياة والمال والأولاد.. فاستعنت برجل من القرية لديه الحكمة والذكاء وقمت بإعطائه رقم الهاتف الذي أرسلت برنسة الرسالة لشقيقها منه وقام هذا الرجل بالاتصال به فرد عليه رجل وبحيلة وأخري عرفنا أنه يحيي الذي تقدم لخطبتها من قبل كما ذكرت وعرفنا بأنه يسكن وابنتي في قرية مجاورة وقمنا بإبلاغه بأني موافق علي زواجهما وننتظر عودتهما بفارغ الصبر وبالفعل ذهب الرجل ليحضرها وزوجها من القرية المجاورة وجاء بهما إلي قسم الشرطة لإثبات الحالة وأخذت إبنتي وانا أشعر بأن رأسي لا يتجه الا في اتجاه واحد فقط وبعد دخولي للمنزل شعرت برنسة بمدي فظاعة ما اقترفته بعد أن اكتشفت أن زواجها تم منذ10 أيام فقط وهو ما يعني أنها كانت تعيش في الحرام مع رجل غريب عنها علي مدار40 يوما كاملة وكانت الفاجعة عندما أكد لي قسم الشرطة بأنها حامل في الشهر السابع أي أنها كانت تستقبل هذا الشاب في بيتي فطلبت مني أن أضربها فقلت لها وهل الضرب ينهي ويغسل العار فقالت لي بكل حماقة ياأبي أنا عندي22 سنة ومن حقي أن أشق طريقي فرددت عليها قائلا: أتشقين طريقك بالحرام وما يغضب الرحمن؟ فقاطعت والدتها حديثهما وهي تصرخ وسألتها لماذا لم ترحمي قلب أبيك وكرامة أخيك وعيني التي فقدتها حزنا عليك.. حرام عليك كسرتي رقبتنا وأستطرد حمعة: أصبحت مثل الدست الذي يغلي وانتظرت حتي خروج الأم من المنزل وأخذت بندقيتي وقمت بإطلاق عيار ناري عليها فسقطت علي الأرض وفقدت الاحساس والوعي بعدها حتي أفقت عندما قال لي ولدي لماذا لم تتركني أنا يا أبتاه أغسل عارنا بعدها وجدت نفسي قد أفرغت فيها كل الطلقات وقلت لولدي المستقبل أمامكم وتركت له الوصية وسلمت نفسي للشرطة وانهار وقتها عم جمعة من البكاء علي حبه وقلبه اللذين قتلهما بيده ولكنه أكد أن الشرف أهم من الحب. وكان اللواء عطية مزروع مدير امن بني سويف قد تلقي إخطارا من العميد محمد الحميلي مأمور مركز شرطة أهناسيا بورود إشارة من مستشفي اهناسيا المركزي تفيد بوصول فتاة تدعي برنسة جمعة22 سنة مصابة بعدة طلقات نارية بالصدر والرأس, ولفظت أنفاسها الأخيرة هي والجنين بأحشائها فور وصولها الي المستشفي. ودلت تحريات المقدم لملوم عبدالوهاب رئيس مباحث مركز شرطة اهناسيا علي ان الفتاة خرجت من منزل والدها60 سنة بقرية ميانة مند أكثر من40 يوماي دون علمه ولم تعد للمنزل الا بخدعة من والدها وفي يدها قسيمة زواجها من يحيي المتزوج من أخري وفور عودتها للمنزل سارع والدها بإحضار سلاح ناري وأطلق الرصاص عليها فأرداها قتيلة, فقام أهل القرية بنقلها لمستشفي إهناسيا المركزي ولكنها فارقت الحياة فور وصولها الي المستشفي, ألقت المباحث القبض علي الأب الذي اعترف بإرتكابه الجريمة لزواج ابنته دون علمه بعد تغيبها عن المنزل أكثر من40 يوما. فتم تحرير محضر بالواقعة وبإحالة المتهم للنيابة أمرت بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.