لم تشهد مدينة أسوان عاصمة المحافظة السياحية طوال تاريخها هذه الأرقام من الغرقي في النيل الذين لجأوا اليه هربا من حرارة الطقس الشديد في شهر رمضان المعظم وتراوحت الأعداد مابين10 و15 غريقا منهم7 تعرضوا للغرق خلال الأسبوع الماضي. منهم من لفظة التيار ومنهم من لايزال في عداد الغائبين حتي الآن, الأمر الذي كشف عن النقص الشديد في حمامات السباحة بالأندية ومراكز الشباب. وغم حرارة صيف أسوان التي لاتطاق وحاجة المواطنين لكي يكون هناك حمام سباحة داخل كل شارع, الا أن النظام السابق وكعادته لم يكن يعير أي اهتمام لاحتياجات الصعيد, حتي الحمامات القائمة بعددها الذي لايتناسب مع وضع وظروف المحافظة عامة والمدينة العاصمة خاصة تهالكت واصابتها الشيخوخة وتوقفت بما فيها حمام نادي أسوان الأوليمبي الذي تكلف تطويره17 مليون جنيه وظهرت عيوبه بعد عام واحد من تشغيله ولذلك لم يعد غريبا أن تشاهد الأسر والعائلات وهي تصطحب أطفالها حاملين أدوات السباحة متوجهين نحو النيل وكأنهم في طريقهم الي الساحل الشمالي مثلا في واحدة من أغرب المناظر التي لم تعتدها أسوان. وخلال هذا التحقيق طالب الأهالي وخاصة الشباب وزير الدولة لشئون الرياضة العامري فاروق بزيارة أسوان للوقوف علي احتياجات المحافظة من ملاعب وحمامات سباحة والتحقيق في التقصير الشديد الذي شهدته هذه المرافق في عهد النظام السابق. وقال يوسف محمود مجدوب بهيئة تنمية بحيرة السد العالي أن أسوان في حاجة شديدة وملحة للعديد من حمامات السباحة نظرا لحرارة الطقس العالية في فصل الصيف ولكن للأسف الشديد لم يكن هناك أي تجاوب من الحكومات السابقة لمطالب الأهالي والشباب, ويتساءل هل من المعقول أن لاتضم محافظة سياحية بثقل اسوان حمامات للسباحة العامة في الوقت الذي تنتشر فيه في الوجه البحري بينما الحرارة لايستطيع هنا أحد تحملها. أضاف: بسبب الاهمال وعدم توفير الميزانية كما يبرر المسئولون أصبح الأهالي والشباب لايجدون أمامهم سوي اللجوء الي النيل ليخفف عن أجسادهم حرارة الجو, وهو مالايمكن قبوله في الوقت الحالي لعدة اعتبارات منها ظاهرة مسيئة ولاتليق أمام السياحة العالمية التي تلتقط الصور الفوتوغرافية لمغتالي النيل, كما تعرض المرتادين لخطورة التعرض للأمراض بخلاف تأثيرهم علي تلوث النهر, ويطالب مجدوب وزير الرياضة الجديد بأن يتدخل من أجل أن تعود الحمامات المتوقفة عن العمل للتشغيل مرة أخري بتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة. وأشار رضا العقباوي من قرية الأعقاب الي أن تعطل حمامات السباحة في أسوان ومنها حماما النادي ومديرية الشباب أدي لتوافد المئات علي شط المغارة المعروف بالأعقاب والذي يشبه لحد كبير شواطئ الرمال في المدن الساحلية ويقول ماذا يفعل الناس وقد وجدوا أنفسهم في مدينة محافظة ذات حرارة عالية معظم أوقات العام ولاتمتلك حمامات مجهزة للسباحة لاستيعاب الشباب, فالنيل ولهذه الأسباب وعلي حد قوله اصبح هو مقصودهم الوحيد ولابديل عنه. وأكد الخبير السياحي صلاح ظافر حاجة شباب وأهالي اسوان الي وجود منشآت رياضية تضم حمامات سباحة علي مستوي عال خاصة وأنهم لايجدون مايخفف عنهم حرارة الطقس الشديدة كما أنه من الممكن ان تستغل استثماريا لاستقبال السياح الذين يقيمون في فنادق بلا حمامات للسباحة, ويوضح ظافر أنه بات مطلوبا من وزير الدولة لشئون الرياضة ازالة أخطاء الماضي التي كان أبرزها اهمال الصعايدة, وكشف الخبير السياحي عن تزايد اعداد المواطنين وأغلبهم من الشباب الذين تعرضوا للغرق في النيل خلال الأسبوع الماضي حيث كان النيل هو ملاذهم لمواجهة الحرارة العالية والصيام في الشهر الكريم مما يستلزم تدخل الجهات المسئولة لاعادة تشغيل الحمامات المتوقفة لتكون مستمرة طوال العام ودون أ ن تقتصر علي فترة الصيف فقط. من جانبه أشار المهندس محمد عبد الله رئيس اللجنة الهندسية بنادي اسوان وعضو مجلس الادارة الي قرب الانتهاء من العمل في اصلاح العيوب الفنية بحمام ناديه الأوليمبي وقال أن العيوب ظهرت العام الماضي وعقب أعمال التطوير التي تكلفت17 مليون جنيه بدعم المجلس القومي للرياضة حيث تقوم الشركة المسئولة باصلاح هذه العيوب والتنفيذ طبقا لفترة الضمان والتشغيل وأكد أن الحمام سوف يكون جاهزا لاستقبال رواده مع بداية سبتمبر القادم. وعلي حد قول هاني رشدي وكيل وزارة الشباب بأسوان فقد قام المحافظ اللواء مصطفي السيد بمطالبة المجلس القومي للرياضة بتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة لتطوير حمام المديرية الذي يقع علي كورنيش النيل والمعطل منذ عامين كما قامت المديرية بإخطار المجلس القومي للرياضة قبل شهرين ولكن لم تكن هناك أي ردود. وأوضح أ ن الحمام وهو من أكبر الحمامات بالمدينة يشكل خطورة شديدة علي المرتادين لقدمه, وطالب باحلاله وتجديده وقامت لجنة من الوحدة المحلية لمدينة اسوان بالمعاينة وأقرت الترميم في الوقت الذي يري أن الترميم لن يجدي ولابد من ازالته بالكامل واعادة انشائه من جديد علي أحدث طراز, أما بالنسبة لحمام نادي اسوان الأوليمبي فان الأمر لايز ال في ضمانة الشركة المنفذة التي تقوم بتلافي العيوب حتي يتم التسليم النهائي له. وقال رشدي أن حمام استاد أسوان الرياضي يستقبل المترددين عليه وبحالة جيدة وندرس حاليا انشاء حمام آخر بنادي الشمس, واتفق وكيل الوزارة علي ضرورة زيارة الوزير العامري فاروق الذي هو ليس بغريب عن مشاكل الرياضة في مصر الي أسوان للوقوف علي ماتعانيه المحافظة علي الطبيعة.