تلقي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اتصالا هاتفيا أمس من كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلي سوريا أبلغه فيه باستقالته من منصبه كمبعوث أممي عربي مشترك إلي سوريا وأن مهمته تنتهي بنهاية شهر أغسطس الجاري. وذكر الدكتور نبيل العربي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن أنان أوضح له أن أسباب استقالته هي أنه لايمكن إحراز أي تقدم في سوريا في ظل الظروف الحالية من تعنت الحكومة السورية واستمرارها في استخدام خيار القوة وسفك الدماء وكذلك فشل مجلس الأمن في تحمل مسئولياته واستصدار قرار يوقف نزيف الدم في سوريا, ويوفر الأساس لحل سياسي للأزمة يلبي طموحات الشعب السوري. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية لأنان عن تقديره الشديد لجهوده الكبيرة خلال مهمته الصعبة كمبعوث عربي مشترك ومحاولة الوصول لحل سياسي سلمي للأزمة السورية. ومن جانبه, أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن أنان سيتخلي بحلول نهاية الشهر الحالي عن دوره كوسيط للأمم المتحدة والجامعة العربية في الأزمة السورية المستمرة منذ17 شهرا. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسمه كما علمتم أعلن الأمين العام استقالة انان المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلي سوريا. وأضاف أعرب الأمين العام عن عميق امتنانه لأنان للجهود الحثيثة والجريئة التي قام بها كمبعوث خاص مشترك وقال إن كوفي أنان يستحق الاعجاب الشديد للأسلوب المتميز بنكران الذات الذي وظف من خلاله مهاراته الهائلة ومكانته في مهام بالغة الصعوبة ويحتمل الا يترتب عليها أي شكر. وقال البيت الابيض ان قرار أنان الاستقالة يسلط الضوء علي رفض الرئيس السوري بشار الاسد الالتزام بخطة سلام مدعومة من الاممالمتحدة وفشل روسيا والصين في محاسبة الاسد في مجلس الامن. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين علي متن طائرة الرئاسة الامريكية أمس الرئيس الاسد رغم وعده الالتزام بخطة كوفي عنان يواصل قتل شعبه بوحشية. ومن جانبها, أشادت بريطانيا أمس بجهود أنان, وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: لم يوضح أي فرد أكثر من أنان إلتزاما بالمهمة وشجاعة في سعيه للوصول إلي حل سلمي للأزمة في سوريا التي تكاد تعصف بالبلاد أكثر منه. وأشار هيج إلي فشل النظام السوري في الوفاء بالتزاماته واستمراره في عمليات القمع الوحشية ضد شعبه ونتيجة لذلك تستمر عمليات القتل والعنف الوحشية بشكل يومي بل وتتزايد بينما يزداد الموقف الإنساني سوءا. وذكرت وكالات انباء روسية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس انه يأسف لاستقالة أنان واصفا الوضع بأنه مأساة. وقالت وكالة انترفاكس ان بوتين قال في لندن كوفي أنان رجل محترم جدا.. دبلوماسي ممتاز ورجل متواضع جدا.. ولذلك فانه شيء مخجل فعلا. واضاف لكنني اتمني ان تستمر جهود المجتمع الدولي الهادفة لانهاء العنف. وأعربت سوريا عن أسفها لاستقالة أنان من منصبه وطلبه عدم التمديد له في مهمته. وقالت الخارجية السورية في بيان لها أمس إنه لطالما أعلنت سوريا و برهنت عن التزامها التام والكامل بتنفيذ خطة المبعوث الاممي أنان ذات النقاط الست, وتعاونت مع فريق المراقبين في نحقيق المهمة المرجوة لكن علي الدوام كانت الدول التي تستهدف زعزعة استقرار سوريا التي وافقت و صوتت لصالح الخطة المذكورة في مجلس الأمن الدولي هي ذاتها الدول التي عرقلت و مازالت تحاول افشال هذه المهمة لأن النوايا لم تكن صادقة أبدا في مساعدة سوريا علي تخطي أزمتها بما يتوافق مع إرادة وتطلعات الشعب السوري. يأتي ذلك في الوقت الذي تصوت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم علي مشروع قرار عربي معدل يدين العنف في سوريا وكانت الجمعية قررت في وقت سابق أن يكون التصويت أمس ولكن تم تأجيله الي اليوم لإجراء المزيد من النقاشات حوله مع جماعات إقليمية متنوعة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك. في غضون ذلك اعلنت الخارجية الروسية أن بلادها لن تساند مشروع القرار بشكله الحالي لأنه منحاز ولن يساعد علي وقف العنف في سوريا. ميدانيا قال سكان ونشطاء إن القوات السورية قتلت145 شخصا علي الاقل معظمهم مدنيون غير مسلحين عندما قصفت واجتاحت ضاحية بالعاصمة دمشق.