واصل المنتخب الأوليمبي لكرة القدم الفصول الباردة ومنح الملايين في مصر صدمة كبيرة قبل أقل من4 ساعات علي الإفطار, بتعادله الغريب والمستهتر مع نيوزيلاندا بهدف لكل منهما في اللقاء الذي جمع المنتخبين امس في ملعب اولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد او مسرح الاحلام كما يطلق عليه في اطار مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثالثة. وفرط المنتخب مع مديره الفني هاني رمزي في نقطتين غاليتين كانتا في مقدوره اضافتهما الي رصيده لينال أول نقطة له في المجموعة ومثلها لنيوزيلاندا. وبات المنتخب الاوليمبي في حاجة للفوز علي منتخب روسياالبيضاء بأي نتيجة في الجولة الثالثة والاخيرة من اجل الحصول علي وصافة المجموعة والتأهل الي دور الثمانية بعد فوز البرازيل علي روسياالبيضاء. خسارة المنتخب الاوليمبي امس لنقطتين غاليتين جاء بعد تقديم90 دقيقة تستحق الدراسة في عالم كرة القدم عن كيفية تطبيق الاستهتار وتوظيفه في المستطيل الاخضر خلال المباريات الرسمية واهدار كل الفرص المتاحة لهز الشباك. ولم يقدم المنتخب علي مدار90 دقيقة سوي فاصل من الاستهتار في ترجمة الفرص التي لاحت له وبأكثر من10 فرص علي مدار شوطي اللقاء, اهدرت في رعونة كبيرة بسبب افتقاد التركيز وسيطرة الغرور علي اللاعبين, بالاضافة الي غياب التعاون بين المهاجمين ولاعبي الوسط ولجوء الكثير من اللاعبين الي الحلول الفردية. كل هذة الخطايا ظهرت ولم يكن هاني رمزي المدير الفني موجودا, فهو لم يتدخل عبر التغيير لتدارك الوضع سوي في اخر5 دقائق عندما حاول تنشيط الوسط والهجوم بتغييرين دفعة واحدة عن طريق اللعب بكلا من مروان محسن وشهاب الدين احمد. وفي الوقت نفسه كان هاني رمزي علي الخطوط متجهما, فاقدا للتركيز يبدو عليه الخوف من المقالب التي تعود ان يمنحها الجماهير المصرية. أخطأ هاني رمزي في الشوط الثاني عندما فشل في علاج اخطاء الشوط الاول وابرزها الفردية في انهاء الفرص وعدم التدخل لإيقاظ لاعبيه من خطورة التعالي علي المنافس. وعن احداث اللقاء, لم يجر رمزي تغييرات في التشكيلة التي انهي بها لقاءه امام البرازيل ودفع بكلا من احمد الشناوي في حراسة المرمي وامامه محمود علاء الدين واحمد حجازي واحمد فتحي واسلام رمضان في خط الدفاع ثم3 محاور ارتكاز هم حسام حسن الصغير وصالح رجب ومحمد النني, ثم3 مهاجمين هم محمد ابوتريكة ومحمد صلاح وعماد متعب. بطريقة لعب3/3/4 ورغم انها طريقة هجومية الا انها اعتمدت علي الحلول الفردية في ظل سوء حالة الربط بين الوسط والهجوم. وجاءت بداية الشوط الاول مخيبة للآمال بعدما استقبلت شباك المنتخب هدفا مبكرا عن طريق كريس وود في الدقيقة السادسة عشرة, وبعد الهدف, هاجم المنتخب بقوة, عن طريق محمد صلاح وأبوتريكة بالاضافة الي انطلاقات احمد فتحي من الجانب الايمن وكان سوء حالة دفاع نيوزيلندا وقلة خبرة لاعبيه علامة فارقة وواضحة منذ الدقيقة الاولي, حيث حاز المنتخب في النصف الاول علي5 فرص محققة لهز الشباك لم يسجل منها سوي مرة واحدة عن طريق محمد صلاح مهاجم بازل السويسري في الدقيقة40 وقبل النهاية ب5 دقائق, واعاد المنتخب الي النقطة صفر من جديد وبات في حاجة الي هدف اخر للفوز. وتوقع الجميع بعد التعادل ان ينجح المنتخب في الشوط الثاني بفضل فارق المهارات والخبرات في هز شباك نيوزيلندا عدة مرات. لم يختلف الوضع كثيرا في الشوط الثاني الذي يعد شوط اهدار الفرص السهلة في رعونة غريبة ومثيرة ودون أدني تدخل من جانب هاني رمزي المدير الفني علي الاطلاق. وعلي مدار45 دقيقة هي عمر الشوط الثاني, عاش ملعب مسرج الاحلام اولد ترافورد فاصلا من الرعونة المصرية الخالصة التي اجاد تنفيذها كل من محمد ابوتريكة وعماد متعب واحمد فتحي ومحمد صلاح وصالح رجب. عماد متعب رأس الحربة بمفرده اضاع3 انفرادات منها انفرادين في اخر10 دقائق وكلاهما راوغ فيه حارس المرمي واصبح المرمي خاليا امامه ولكنه سدد برعونة اعلي الشباك, ولم يحاول التعاون مع زميله محمد صلاح الذي كان في موضع افضل منه لهز الشباك, وتسجيل هدف الفوز محمد ابوتريكة حاول قدر المستطاع ولاحت له خلال40 دقيقة قبل استبداله بمروان محسن فرصة لهز الشباك في الدقيقة63 عندما اخترق دفاع نيوزيلندا من الجانب الايمن بعد هات وخد مع عماد متعب ولكنه سدد برعونة. وفاجأ احمد فتحي الجميع في الدقيقة81 بإهدار انفراد غريب عندما قاد هجمة سريعة من الجانب الايمن ومرر لمتعب ثم تلقي التمريرة مرة اخري داخل منطقة الجزاء ووجد الحارس يخرج لملاقاته, وبدلا من ان يسدد ظل ينظر الي الكرة بغرابة ليتدخل دانيال بيرت قلب دفاع نيوزيلندا ليطيح بالكرة خارج المرمي. وحاول هاني رمزي تنشيط الهجوم والوسط بتغييرين دفعة واحدة بالدفع بكل من شهاب الدين احمد ومروان محسن وقبلهما كان هناك احمد مجدي الذي جري توظيفه في الجناح الايسر ولكن الهجمات المصرية في الثواني الاخيرة افتقدت التركيز, وانقذ الشناوي فرصة خطيرة لنيوزيلندا من تمريرة عرضية لكريس وود ليطلق الحكم صفارة النهية بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما وفقدان المنتخب الاوليمبي نقطتين غاليتين.