سؤال حائر: لايدري الشعب لمن يوجهه إلي الذي قد تختلف اولوياته عن أوليات أمة ارهقها السعي وراء لقمة العيش.. ورفع شعبها راية العيش قبل راية الحرية والعدالة الاجتماعية.. عجبا للمشهد السياسي الذي يتحرك بتبلد سخيف احيانا.. واحيانا يشتعل بالفوضي المؤذية بلاداع.. انها القوي السياسي التي تلعب سياسة علي مزاجها هي.. دون ادراك لحالة البسطاء ومعاناتهم لاجل الحصول علي لقمة عيش.. ليس حبا في الطعام وانما رغبة في البقاء! كيف تسمح ارض الحضارة بهذا التسيب البغيض.. الذي افرز جرائم لاتتناسب مع شخصية مصر المتميزة؟ كيف تقع خناقات بالشوم والمولوتوف في القليوبية بسبب الحصول علي الخبز! وايضا في مدينة أكتوبر سباك يقتل عاملا بمخبز بسبب التسابق علي شراء الخبز! وهؤلاء يقطعون الطريق وموتورن يقلبون القطار مع سبق الاصرار والترصد دون رعاية لحرمة الدماء.. انه القتل المجنون لتماسك امة بقوة يندي لها الجبين ويصرخ منها شعب مجروح مصدوم من ناسه؟؟ والسياسيون واولو الأمر مشغولون عن آهات الشعب وآلامه بأوراقهم الخاصة طمعا في رغد العيش السياسي لهم! وأخبار تملأ الصحف عن مذابح للحصول علي اسطوانات الغاز اخرها مصرع6 واصابة7 في مذبحة بسبب اسطوانات البوتاجاز بمنوف! لقد ربطنا الاحزمة علي احتياجاتنا الاساسية في سنوات حرب73 وقبلها.. وعشنا ندرة الموارد ولم نتأفف.. وكان هذا الدعم الشعبي مثال فخر للمسئولية الوطنية.. وجزع للعدو واعوانه! ناهيك عما تقرؤه عن القتل السريع بطلاقه اجرامية متبلدة لاجل جوزين حلقان او طمعا في بصفة جنيهات او بسبب خناقة عيال؟؟ لابد من مواجهة حاسمة وسريعة لوقف نزيف تلك الجرائم التي لوثت حياتنا وصدرت لها كآبة لم نكن نألفها.. ان طيور القبح تحوم بصفاقة لترهب استقرارنا الاجتماعي وتهدده. وكيف نحيا في امان ونحن نقرأ عن أب يقتل ابنته ذات التاسعة لانها لم تغسل ملابسه كما امرها؟ وآخر يعذب ابنه حتي القتل لانه يريد الذهاب إلي جدته.. وهذا يقتل امه ليستحوذ علي شقتها.. ونأتي إلي المأساة الاجرامية.. الاغتصاب فأنها من ابشع الجرائم التي لم نشهد لها ردعا حاسما سريعا ليمنع تكرارها المقيت والمميت للانسان وان كان مازال حيا؟! كيف لاندعم الشرطة لكي تعود ويعود الأمن المفقود؟ مللنا من انتظار ما لايجئ بسبب صراعات سياسية ليس للشعب فيها ناقة ولاجمل.. الشعب يبحث عن المسئول الوطني الذي يهتم باحتياجاته المعيشية ولايتباطأ في معالجة المشاكل واضم صوتي للكاتب محمد سلماوي واحيي الرئيس علي اهتمامه في خطابه الأخير بالحث علي الانتاج وحث المواطن علي الحفاظ علي نظافة الشوارع والاماكن العامة! إنها دعوة كريمة مهمة ينقصها تفعيل القانون لأجل فرض الانضباط في الوطن. كفانا مهاترات تزيد من تخلفنا وعندنا مؤسسات تحمي الاختلافات بالحوار عبر القنوات القانونية دون اغراض خبيثة وتحريضات مشبوهة تغتال الامان الوطني! ان العمل ومحاسبة المقصر والمتخاذل مهمة وطنية للنجاة من شبح الافلاس وتوابعه.. مصالح الناس لاتنداس. كيف واجهت الحكومة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.. الذي يدمر الأجهزة الكهربائية ويؤذي حياة الناس ويوقف حالهم؟ ترشيد الاستهلاك واجب وطني يتطلب حملات اعلانية للتوعية ولتقنين استهلاك الكهرباء.. مثلا ممكن نستغني عن الزينات الترفيهية لاجل الضرورات الحياتية.. وفي تصريح للمهندس صلاح الدين رضوان رئيس كهرباء شمال الدلتا قال: اطفاء لمبة واحدة بكل منزل خلال ساعات الذروة يوفر2500 ميجاوات. معلومة تهمنا ولابد من المشاركة الشعبية لينظم الاستهلاك الكهربائي.. حتي لايزحف الينا غول الظلام وعواقبه المتربصة بأمة تبحث عن ذاتها! واذا كان العيش والسكن من اولويات حقوق الشعب فان الصحة هي الحق الثالث.. كيف نتجاهل آهات المرضي واحتياجاتهم تحت ضغوط الانفلات الامني غير الادمي.. لايمكن ابتلاع حق الاطباء في حماية انفسهم من بطش البلطجية.. وامتناعهم عن استقبال المرضي ليلا.. إنه حق لايمكن هضمه باسم الانسانية! قالت لي احدي معارفي البسطاء وهي تبكي بحرقة! لقد ظللنا نلف علي المستشفيات لانقاذ اخي من الموت.. وامتنع الجميع عن استقباله وقالوا انتظروا حتي الصباح... وتوفي احمد في الصباح في ركن من اركان بيتنا البائس! انها شهادة وفاة للمروءة المفقودة في زمن الرويبضة زمن لايتفاعل مع الآخرين ولايأبه بآلامهم واحتياجاتهم انهم مسئولون يحومون حول بريق المنصب ولايلتفتون لمضمونه!! شعارات الجهاد المشبوهة لاتبني امة ولاترعي مصالحها بجد وجد وانما بالاحاديث الجوفاء المتلونة يزيفون وعي الأمة ويثيرون اتربة الفتن في العيون.. حتي الزكية منها: قال دوستويفسكي الجمال هو الذي سينقذ العالم. نعم الجمال يحسن المعيشة وينعش الخيال ويغذي الوجدان بالبهجة ولكن ثقافة الانتماء هي ملجأ الضعفاء والعظماء للعبور إلي السلام الاجتماعي والتقدم المنشود باذن الله. انه دور الأزهر الشريف الذي قاد مشعل النهضة منذ افتتاحه عام972 لننهل من روحانياته التي تدعم الايجابية في حب الوطني ونبذ السلبية المؤثرة في مشواره نحو العهد الجديد..ونلجأ إلي شيخنا الجليل أحمد الطيب وعلماء الأزهر الاجلاء لبث قيم الانتماء للوطن في النفوس الحائرة التي اغرقتها بحور الاطماع الملتوية الاغراض في دائرة الانتقام والعياذ بالله